تجربة علمية وتكنولوجية لافتة للنظر يحققها باحثون أفارقة: تستخدم مورداً نباتياً متوفراً لإنتاج مادة صناعية مهمة، هى البلاستيك المتطور ذو الأصل النباتى صديق البيئة المعروف “بالبيوبلاستيك” أو “البلاستيك الحيوي”: فوفقاً لما أعلنة “معهد بحوث صناعة السكر” فى مورشيوس فقد نجحت تجارب المعهد فى تصنيع نوع من “البيوبلاستيك” من مخلفات قصب السكر المستعمل فى صناعة السكر هناك.
للقصب وزراعته والحصول على السكر منه دوره الكبير فى اقتصاد تلك الجزيرة – الدولة الافريقية، وحتى قبل هذا التطور الجديد: كانت لبقايا القصب الناتجة من مصانع السكر أهميتها، فهى تخلط مع الفحم المستعمل فى إدارة محطات الكهرباء: ونحو 20 فى المئة من استهلاك الجزيرة من الكهرباء يأتى من هذا المصدر.
وقد نجح المعهد فى انتاج 25 من البيوبلاستيك من 150 من مخلفات القصب، وبدعم “الاتحاد الأوروبى” جهود المعهد: كنموذج لحسن أستخدام مورد محلى فى دعم أقتصاد دولة محددة الموارد، وأيضاً لدفع التوسع فى إنتاج البيوبلاستيك فى العالم.
وتعتمد العملية الصناعية التى طورها المعهد لإنتاج ذلك البلاستيك على نوع من البكتريا يعيش فى التربة، حيث تعالج به مخالفات القصب..
وقد تم جلب هذا النوع من البكتيريا من البرازيل، ويقوم المعهد بتجارب على عشرات الانواع من بكتيريا التربة التى تعيش فى موريشيوس: بحثاً عن بديل محلى، وبالتوازى مع هذا: يقوم المعهد بتجارب على البكتيريا البرازيلية لتنميتها محلياً بدلاً من استيرادها.
إن المخلفات المتبقية من تصنيع البيوبلاستيك من مخلفات صناعة السكر من القصب ستتم الاستفادة منها أيضاً: إذ يمكن استعمالها كوقود.
من الؤكد أن البيوبلاستيك أفضل بكثير من البلاستيك التقليدى: لكن مشكلة الأولى إرتفاع تكلفة إنتاجة إلى حد كبير، تجعل إحالة محل الأخير فى غاية الصعوبة وتجعل استعماله حالياً فى نطاقات ضيقة مثل بعض الصناعات الدوائية ومستحضرات التجميل، وبينما يحل البيوبلاستيك خلال عدة أشهر فقط: فإن نظيرة التقليدى ينحل خلال قرون مما يجعله مشكلة بيئية، والخبرة العلمية والتكنولوجية المستفادة من صناعة البيوبلاستيك من مخلفات قصب السكر تفتح باباً واسعاً لإنتاجه من مخلفات نباتية أخرى.
المحرر العلمى لقناة النيل: مجدي غنيم

