يتوجه التشيليون إلى صناديق الاقتراع اليوم الأحد لاختيار رئيسهم المقبل، في جولة حاسمة قد تشهد فوز أقصى اليمين للمرة الأولى منذ نهاية الدكتاتورية العسكرية بقيادة أوجستو بينوشيه قبل 35 عاما.
وتشير التوقعات إلى تقدم كبير للمرشح اليميني المتشدد خوسيه أنطونيو كاست (59 عاما) في مواجهة مرشحة اليسار جانيت جارا (51 عاما)، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
وأظهر آخر استطلاع للرأي المرشح اليميني بوضوح في الصدارة، مع دعم واسع من الناخبين الذين يفضلون سياساته المتعلقة بالأمن ومكافحة الجريمة.
وركز كاست حملته على التصدي للعصابات العنيفة في تشيلي، بالإضافة إلى تعهداته بطرد 340 ألف مهاجر غير نظامي، معظمهم من الفنزويليين الذين فروا من الأزمات الاقتصادية والسياسية في بلادهم.
وفي المقابل، تأمل جارا، وزيرة العمل السابقة في عهد الرئيس جابرييل بوريك، جذب الناخبين بتعهدات تتعلق بتحقيق العدالة الاجتماعية. وتشمل خططها رفع الحد الأدنى للأجور وحماية المعاشات التقاعدية في مواجهة التحديات الاقتصادية الحالية.
وعلى الرغم من تقدم كاست، لا يزال للتيار اليساري مكان قوي في الساحة السياسية بتشيلي، إذ تأمل جارا جمع مزيد من الدعم من الفئات الشعبية.
وكانت قضايا الأمن والهجرة في صدارة الحملة الانتخابية، رغم أن تشيلي تُعد من أكثر دول أميركا اللاتينية أمانا. فقد شهدت البلاد زيادة ملحوظة في الجرائم العنيفة مثل الخطف والابتزاز، وهو ما استخدمه كاست لتغذية مخاوف الناخبين.
وفي ما يتعلق بالهجرة، دافع كاست عن سياسات أكثر تشددا، بما في ذلك بناء أسوار على الحدود وتطبيق قوانين صارمة لطرد المهاجرين غير النظاميين. كما أعلن عن خطط لبناء سجون جديدة.
وفي الجولة الأولى، التي جرت في 16 نوفمبر الماضي، حصلت جارا على 27% من الأصوات، بينما حل كاست ثانيا بنسبة 24%.
ورغم تقدم جارا في الجولة الأولى، استطاع كاست أن يجذب أصوات منافسيه المهزومين من المعسكر اليميني، وذلك يجعله الأوفر حظا للفوز في الجولة الثانية، حسب الصحافة الفرنسية.
ويعبر كاست الذي ينحدر من عائلة ألمانية مهاجرة عن توجهات سياسية متشددة تشمل رفض الإجهاض وزواج المثليين، كما يدعو إلى تعزيز دور الكنيسة الكاثوليكية في الحياة العامة.
ويُعرف كاست بتأييده الدائم للنظام الدكتاتوري، فقد صرح في وقت سابق بأنه كان سيصوت لبينوشيه إذا كان لا يزال على قيد الحياة.
وأثار هذا التصريح جدلا واسعا، لا سيما أن والد كاست كان عضوا في الحزب النازي، وهو ما كشفته بعض التحقيقات الإعلامية في عام 2021.
المصدر : وكالات

