برزت إلى المشهد السوري حمص أكبر المحافظات السورية من حيث المساحة، وذلك بعد سيطرة فصائل مسلحة على ريفها الشمالي بالكامل ووسط مخاوف من اقتحام المدينة.
وتبعد حمص عن دمشق حوالي 160 كيلومترا وتعتبر ذات أهمية استراتيجية للعاصمة، كغطاء شمالي، كما يتواجد فيها عدد من القواعد الإيرانية والروسية.
في الفترة بين منتصف عامَيْ 2023 و2024 شهدت المواقع العسكرية الإيرانية في سورية تراجُعاً محدوداً في عددها من 570 إلى 529، لكن ما تزال إيران هي الدولة صاحبة الانتشار العسكري الأكبر في سوريا مقارنة مع بقية القُوَى الأجنبية بحسب خبراء .
والمواقع الإيرانية في سوريا هي عبارة عن 52 قاعدة عسكرية، إلى جانب 477 نقطة، منها 67 في حمص وحدها.
مراقبون أكدوا أن التراجُع في عدد المواقع الإيرانية إلى عمليات إعادة انتشار بعض المواقع غير الرئيسية وتموضعها وتجميعها نتيجة ازدياد عمليات الاستهداف والقصف الجوي الأميركي والإسرائيلي لها منذ بَدْء الحرب في غزة وما نتج عنها من زيادة في حالة التوتر والاستهداف المتبادل بين القوات الإيرانية والأميركية.
علماً أنّ انسحاب الميليشيات الإيرانية وعمليات إعادة التموضع المذكورة لم تؤثر على الأهداف والقيمة الاستراتيجية للانتشار العسكري الإيراني في سوريا الذي ما زال يحافظ على الطريق الدولي الذي يقطع سوريا عرضاً من معبر البوكمال في محافظة دير الزور مروراً بالبادية السورية ومنها إلى محافظات حمص ودمشق وصولاً إلى الحدود اللبنانية.
وأشار مراقبون أنه في موازاة ذلك زادت روسيا عدد مواقعها العسكرية في سوريا خلال الفترة بين منتصف عامَيْ 2023 و2024 حيث ارتفع عددها من 105 إلى 114 موقعاً.
جاء ذلك بعد التراجُع النسبي في عدد المواقع العسكرية الروسية في سوريا خلال الأشهر التي أعقبت انطلاق حرب أوكرانيا.
ويبلغ عدد المواقع الروسية في سوريا 21 قاعدة و93 نقطة عسكرية، منها 4 في حمص.
وتعود معظم الزيادة في عدد المواقع الروسية التي جرت خلال النصف الأول من عام 2024 لانتشار هذه القوات ضِمن عدد من المواقع الجديدة التي انسحبت منها الميليشيات الإيرانية في محافظة القنيطرة بحسب خبراء .
المصدر: وكالات

