رئيس كوريا الجنوبية يتعهد بتعزيز التعاون مع اليابان ويدعوها لمواجهة التاريخ المشترك “المؤلم”
تعهّد الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونج، اليوم الجمعة، بالسعي نحو تعاون “مستقبلي ومتبادل المنفعة” مع اليابان، داعياً في الوقت نفسه طوكيو إلى مواجهة “صريحة” لتاريخ البلدين “الطويل والمشحون”، وذلك في خطاب ألقاه خلال مراسم إحياء الذكرى الـ80 لنهاية الحكم الاستعماري الياباني لشبه الجزيرة الكورية.
وقال لي، خلال المناسبة التي أُقيمت في سيول، إن اليابان “شريك لا غنى عنه”، رغم استمرار قضايا تاريخية “غير محلولة” تُسبب المعاناة للبعض في كوريا الجنوبية، دون الخوض في تفاصيل، مثل قضية العمل القسري خلال فترة الاحتلال -وذلك وفق ما نقلته وكالة أنباء كيودو اليابانية.
وفي أول خطاب له بمناسبة “يوم التحرير” منذ توليه منصبه في يونيو، أكد لي نيته تكثيف الاجتماعات و”الحوارات الصريحة” مع اليابان، من خلال “دبلوماسية التناوب” التي تشمل زيارات متبادلة بين قادة البلدين، وذلك قبل زيارته الرسمية إلى طوكيو التي تبدأ السبت، حيث سيلتقي رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا.
وتأتي تصريحات لي في ظل استمرار الجدل حول قضايا تاريخية، من بينها قرارات محاكم كورية جنوبية تُلزم شركات يابانية بتعويض ضحايا العمل القسري إبان الحرب، وهي قرارات رفضت طوكيو تنفيذها، مشيرة إلى أن اتفاقية 1965 لتطبيع العلاقات الثنائية قد سوت جميع القضايا المرتبطة بفترة الاستعمار.
ورغم مواقفه السابقة المتشددة تجاه القضايا التاريخية، تبنّى لي منذ توليه الحكم نهجاً براجماتياً في السياسة الخارجية، مبدياً استعداداً لتطبيق حلول تبنتها إدارة سلفه يون سوك يول، مثل إنشاء صندوق حكومي لتعويض الضحايا بدلاً من إلزام الشركات اليابانية بالدفع المباشر.
وفي ملف “نساء المتعة”، اللواتي أُجبرن على العمل في بيوت دعارة عسكرية يابانية خلال الحرب، قال لي، في رسالة مصورة بثّت خلال فعالية حكومية أمس الخميس، إن الضحايا “ما زلن محرومات من الراحة والكرامة رغم مرور 80 عاماً على التحرر”، متعهداً ببذل “أقصى الجهود لاستعادة شرفهن وكرامتهن بالكامل”.
وتُعد هذه القضية من أبرز الملفات التي تسمم العلاقات بين البلدين، رغم التوصل إلى اتفاق في 2015 لحلها “نهائياً وبلا رجعة”، إلا أن إدارة الرئيس الأسبق مون جاي-إن ألغت الاتفاق لاحقاً، فيما أصدرت المحاكم الكورية أحكاماً لصالح الضحايا تطالب بتعويضات مباشرة من الحكومة اليابانية.
المصدر : أ ش أ

