أكد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس على عمق العلاقات الثنائية بين مصر واليونان، مشيراً إلى أن التعاون بين البلدين يشمل مجالات متعددة، من الملاحة والتعليم إلى التبادل الثقافي والتجاري.
كما أكد رئيس الوزراء اليوناني – خلال مؤتمر صحفي مشترك مع السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي – أهمية البناء على الاتفاقيات الثنائية، خاصة في ضوء التحديات المتزايدة التي تواجه منطقة شرق المتوسط، موضحاً أن “الطريق أمامنا مفتوح لتعزيز هذه العلاقات في مختلف المجالات، لتصبح أكثر قوة وتأثيراً”، لافتا إلى أن تعاوننا مع مصر “استراتيجي ومثمر” .
وأشار إلى اتفاقية ترسيم المناطق البحرية التي وقعتها اليونان ومصر قبل خمس سنوات، واصفاً إياها بـ “النموذج المثالي” الذي أثمر عن نتائج إيجابية للطرفين وأسهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي.
وفي سياق الحديث عن الروابط التاريخية والثقافية بين البلدين، أعرب رئيس الوزراء اليوناني “عن تقديره لجهود مصر في تطوير وحماية دير القديسة كاترين في سيناء”، قائلاً إن هذا المعلم الديني يمثل رمزاً نادراً للعلاقة الروحية والثقافية بين الشعبين، مؤكداً الطابع الأرثوذكسي العريق لهذا الدير.
كما تطرق إلى القضايا الإقليمية الحساسة، مشدداً على أن التعاون بين مصر واليونان يستند إلى مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، لاسيما في ظل السعي المشترك للتوصل إلى حل عادل ودائم لقضية قبرص، ضمن قرارات مجلس الأمن الدولي.
ووجه الشكر لمصر على دعمها المتواصل والتاريخي لليونان، مشيراً إلى أن هذا التعاون لا يخدم فقط مصالح البلدين، بل يعزز استقرار شرق المتوسط بأسره.
وقال ميتسوتاكيس “إنه تم مناقشة الدور الإيجابي الذي تقوم به مصر فيما يتعلق بالهدنة في غزة مع الرئيس السيسي”، مؤكدا أن أهم شيء حاليا هو توقف أعمال العداء وإيصال المساعدات الإنسانية من خلال التعامل فيما بيننا وأن تكون هناك إجراءات صريحة حول القضية الفلسطينية، مشددا على أن الحل الوحيد الذي نتفق عليه هو حل الدولتين.
وأضاف أن اليونان تحيي القرار العربي الخاص بخطة إعادة إعمار غزة، حيث تلعب مصر دورا هاما وحكيما في هذا القرار، موضحا أنها مبادرة قوية وأساسية من أجل حل هذه المشكلة، مشددا على أن اليونان في هذا الشهر ستتولى رئاسة رئاسة مجلس الأمن، ونحن على استعداد لتقديم أي مبادرة مساعدة تعمل على تعزيز الاستقرار الإقليمي.
وتابع أن موقفنا واضح حول التطورات في سوريا، فنحن إلى جانب دولة ثابتة موحدة لصالح جميع السوريين الذين يعملون من أجل القانون الدولي وقانون البحار، وعلى القيادة السورية أن تثبت وبشكل واضح أنها ستسير نحو هذا الاتجاه، مشددا على ضرورة الحفاظ على حقوق المواطنين وجميع الطوائف السورية.
وأشار إلى أن المباحثات تناولت أيضا الأوضاع في ليبيا وضرورة إحياء إجراءات سلمية بها، بالإضافة إلى ملف الهجرة غير الشرعية، معربا عن شكره للرئيس السيسي على إصراره وموقفه من الاتفاق الموقع بيننا فيما يتعلق بجذب العمالة المصرية إلى اليونان في العديد من المجالات، لافتا إلى أننا نريد في إطار العلاقة بين البلدين أن يأتي الشباب المصريون إلى اليونان للعمل، وهو أفضل جواب على الذين يدعون بأن السياسة اليونانية والسياسية الأوروبية تتحدث فقط في موضوع الهجرة ولكننا لسنا كذلك.
وشدد على ضرورة أن يكون هناك قرار جماعي من الاتحاد الأوروبي ومن خلال التعاون الوثيق بين الجميع بشأن تنظيم دخول العمالة إلى الدول الأوروبية.
وشدد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس على الأهمية الكبيرة التي نعطيها لحرية وأمن الملاحة، منوها بما يحدث في البحر الأحمر، موضحا أن “بلاده تولي اهتماما كبيرا بملف أمن الملاحة، لذلك من المقرر في الـ 20 من مايو وخلال رئاستنا لمجلس الأمن أن تكون هناك جلسة خاصة بشأن موضوع حرية وأمن الملاحة في البحر الأحمر وهو الملف الذي يتطابق مع مصالحنا”.
وأضاف أن اليونان شريك وحليف رئيسي مع مصر، وأيضا مع الاتحاد الأوروبي من أجل مصر، حيث لعبنا دورا كبيرا داخل الأروقة الأوروبية من أجل توقيع الاتحاد الأوروبي لاتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع مصر والتي يمكن من خلالها تمويل مشروعات كبيرة بين الأطراف مثل مشروع الربط الكهربائي بين اليونان ومصر الذي سيعطي الفرصة لليونان ومصر لاستيراد الطاقة بتكلفة بسيطة ويمكن تصدير هذه الطاقة إلى أوروبا.
وأوضح أن هناك مشروعات كبيرة للطاقة تأتي ضمن الاهتمام المشترك بين مصر واليونان مثل تخزين ونقل ثاني أكسيد الكربون ومجالات أخرى كثيرة يمكن القيام بها، حيث أن اليونان تبدي اهتماما كبيرا بموضوعات البحث والتنقيب، خاصة للغاز الطبيعي في جنوب تكريت ونعمل على تطوير تلك المشروعات في أسرع وقت.
ووجه ميتسوتاكيس – في ختام كلمته – التهنئة للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بقرب افتتاح المتحف المصري الكبير، حيث من المقرر افتتاحه في 3 يوليو القادم، منوها بأننا سنتواجد يوم الافتتاح إذا أتيحت لنا الفرصة للتواجد.
المصدر : أ ش أ