الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة .. حل الدولتين والمناخ والذكاء الاصطناعى أولوية كبرى
بعد أيام يجتمع قادة العالم في مقر الأمم المتحدة خلال المناقشة العامة رفيعة المستوى التي تُعقد في القاعة الشهيرة للجمعية العامة. يتحدث ممثلون عن كافة الدول الأعضاء الـ 193 في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى وفدين بصفة مراقبين. وفي الوقت ذاته، ستشهد أروقة الأمم المتحدة سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى لمناقشة أهم التحديات التي تواجه البشرية.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، فإنه في ظل الأزمات العالمية – من الحروب وتغير المناخ إلى عدم المساواة بين الجنسين ومعضلات الذكاء الاصطناعي – يكتسب هذا الأسبوع رفيع المستوى أهمية تتجاوز كونه تقليدا سنويا. إنه يمثل فرصة حاسمة للمجتمع الدولي للتأمل، وتجديد الالتزام، وإعادة تشكيل مستقبلنا المشترك، ويتزامن مع الذكرى الثمانين لتأسيس المنظمة الدولية.
يبدأ الأسبوع رفيع المستوى بمناقشة عامة، تنطلق في 23 سبتمبر، وتعتبر أهم حدث في دورة الجمعية العامة بالنسبة للكثيرين. وهي تشكّل منبرا يطرح فيه قادة العالم بياناتهم التي يبيّنون فيها مواقفهم وأولوياتهم أمام الجمهور العالمي.
المدة الزمنية المخصصة لكل خطاب (15 دقيقة)، هي مجرد اقتراح يهدف إلى تنظيم خطابات أكثر من 193 متحدثا على مدار ستة أيام، لكن نادرا ما يتم الالتزام بهذه المدة. وجرى العرف على أن تبدأ البرازيل بالحديث أولا، تليها الولايات المتحدة بصفتها الدولة المستضيفة لمنظمة الأمم المتحدة.
تترأس المناقشة هذا العام رئيسة الجمعية العامة الجديدة، “أنالينا بيربوك”، وهي خامس امرأة فقط تتولى هذا المنصب في تاريخ الأمم المتحدة الذي يمتد لثمانين عاما. وموضوع النقاش سيكون: “معا نحو الأفضل: 80 عاما والمزيد من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان”.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو جوتيريش” في يوليو 2025 إن “حل الدولتين” – وهو إطار مقترح لحل النزاع بين إسرائيل وفلسطين والذي سيتم بموجبه إنشاء دولتين لشعبين، أصبح “أبعد من أي وقت مضى”. وأن مبدأ “حل الدولتين” يسبق الصراع الحالي في غزة الذي بدأ في أكتوبر 2023 عقب الهجمات التي شنتها حماس في جنوب إسرائيل.
ومع اقتراب عدد القتلى في غزة من 70 ألف، واستمرار احتجاز الرهائن في القطاع، ستواصل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بحث “حل الدولتين” في مؤتمر دولي يوم الاثنين 22 سبتمبر. والمؤتمر هو استمرار للاجتماعات التي عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في يوليو 2025، والتي لم تشارك فيها إسرائيل ولا الولايات المتحدة.
ويُعتبر إعلان ومنهاج عمل بيجين لعام 1995، المخطط الأكثر تقدمية على الإطلاق لتحقيق المساواة بين الجنسين والنهوض بحقوق النساء والفتيات حول العالم. وبعد ثلاثة عقود من هذا الإعلان التاريخي، وعلى الرغم من إحراز بعض التقدم، قالت هيئة الأمم المتحدة للمرأة – وهي الوكالة الأممية المتخصصة التي تركز على قضايا النوع الاجتماعي – إن هناك “حملة متزايدة ضد حقوق المرأة”.
وفي 22 سبتمبر، سيناقش زعماء العالم “خطة عمل بيجين +30” التي تهدف إلى تحقيق ما يلي لجميع النساء والفتيات: ثورة رقمية،التحرر من الفقر،القضاء على العنف،المساواة الكاملة في سلطة اتخاذ القرار،رأي متساوٍ في مسائل السلام والأمن،بالإضافة إلى العدالة المناخية.
وبينما يكافح العالم لإبقاء ارتفاع درجات الحرارة تحت مستوى 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، يُعقد مؤتمر قمة يوم الأربعاء 24 سبتمبر لاستعراض الوتيرة المقلقة لأزمة المناخ على مستوى العالم. وخلال القمة، سيعرض قادة العالم خططهم الجديدة للعمل المناخي، والتي تُعرف باسم “المساهمات المحددة وطنيا”، وهي تعهدات وطنية تحدد الإجراءات التي تتخذها الدول للتصدي لتغير المناخ.
وستجمع القمة أيضا قادة الحكومات، والشركات، والمجتمع المدني، لتقديم أفكار من شأنها أن تدفع العمل في مجالات التخفيف، والتكيف، والتمويل، ودقة المعلومات. وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، هذا الحدث بأنه “فرصتنا”. ويُعقد هذا المؤتمر قبل مؤتمر الأمم المتحدة الرئيسي للمناخ، المعروف بـ كوب 30/ COP30، المقرر في البرازيل في شهر نوفمبر.
يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولا سريعا في العالم، في كافة مناحي الحياة – من السيارات ذاتية القيادة وتحليل الصور الطبية، إلى إدارة المخزون وخوارزميات التداول المالي، ومن المساعدين الافتراضيين إلى الترجمة الفورية.
لكن فوائد الذكاء الاصطناعي لا تصل إلى الجميع بالتساوي، وتواجه العديد من الدول صعوبة في الحصول على هذه الأدوات التي قد تُغيّر مجتمعاتها من خلال دعم التنمية وتحسين حياة الناس العاديين. هذا التوسع السريع للذكاء الاصطناعي يحمل معه حتما مجموعة من المخاطر والتحديات، بما فيها تهديدات لدقة المعلومات وحقوق الإنسان، مثل المراقبة.
وحتى الآن، لا توجد أي هيئة معترف بها لإدارة الذكاء الاصطناعي عالميا، ولهذا السبب يجتمع قادة العالم في نيويورك يوم 25 سبتمبر لمناقشة وضع إطار عمل لحوكمة ذكاء اصطناعي تكون شاملة وخاضعة للمساءلة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة: “بدون ضوابط كافية، قد يزيد الذكاء الاصطناعي من حدة أوجه عدم المساواة والفجوات الرقمية، ويؤثر بشكل أكبر على الفئات الأكثر ضعفا. يجب أن نغتنم هذه الفرصة التاريخية… لصالح البشرية جمعاء”.
كما يستضيف “الأسبوع رفيع المستوى” أيضا عدة اجتماعات أخرى منها: الاحتفال بالذكرى الـ 80 لتأسيس الأمم المتحدة (22 سبتمبر) قمة من أجل اقتصاد عالمي مستدام، وشامل، وقادر على الصمود (24 سبتمبر).الوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها، وتعزيز الصحة العقلية والرفاه (25 سبتمبر). الاحتفال بالذكرى الـ 30 لبرنامج العمل العالمي للشباب (25 سبتمبر). إحياء اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية (25 سبتمبر).
أ ش أ

