تستضيف جمهورية مصر العربية المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية – الأفريقية يومي ١٩ و ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٥ بالقاهرة بحضور أكثر من ٥٠ دولة أفريقية ومشاركة واسعة على المستوى الوزاري بالإضافة إلى عدد من رؤساء المنظمات الإقليمية، للبناء على الزخم الذي تم ارساء دعائمه خلال المؤتمر الوزاري الأول الذي عُقد في مدينة سوتشي الروسية في نوفمبر ٢٠٢٤.
ستركز النسخة الثانية من المؤتمر الوزاري على قضايا التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثمار، ودعم الاستقرار والسلم والأمن وتحقيق التنمية.
من المقرر أن يتناول المؤتمر سبل تطوير التعاون المشترك في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والبنية التحتية، إلى جانب مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك ذات الصلة بالأمن والاستقرار في القارة الأفريقية، بما يسهم في دعم جهود السلم والتنمية وتعزيز شراكة روسية – أفريقية مستدامة تحقق المصالح المشتركة.
سيتم تنظيم حدثين جانبيين على هامش المؤتمر الوزاري، أحدهما حول “دور الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في تعزيز التعاون مع الدول الأفريقية” والأخر حول “التعاون الثلاثي وسبل تحقيق التنمية الشاملة”.
أهداف المنتدي
يهدف هذا المنتدي بمشاركة رؤساء الإدارات المعنية إلى تعزيز التعاون الروسي الشامل مع الدول الأفريقية بجميع أبعاده السياسية والأمنية والاقتصادية وكذلك المجالات العلمية والتقنية والثقافية والإنسانية.
عقد المنتدى الاقتصادي روسيا – افريقيا في سوتشي في 23-24 اكتوبر عام 2019 على هامش القمة.
وصل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الثلاثاء 22/10/2019، إلى مدينة سوتشي بروسيا الاتحادية، وذلك لرئاسة القمة الأفريقية الروسية مشاركة مع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين.
فعاليات القمة
اليوم الأول 23/10/2019
كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي الافتتاحية في أعمال المنتدى الاقتصادي الأفريقي الروسي
السيد/ فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية
أصحاب الجلالة والفخامة والدولة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية،
السيدات والسادة،
أود في البداية أن أعرب عن التقدير الخاص للرئيس فلاديمير بوتين ولشعب روسيا الاتحادية الصديق على حفاوة الضيافة والاهتمام بتعزيز التعاون بين أفريقيا وروسيا من خلال تدشين “المنتدى الاقتصادي الأفريقي/ الروسي” كمنصة تتيح عرض مختلف الفرص الاستثمارية والتجارية بين الجانبين، بما يعزز الترابط والتواصل بين شعوبنا، ويسهم في دفع مسيرة التنمية في القارة الأفريقية وفقاً لرؤية أجندة الاتحاد الأفريقي التنموية ٢٠٦٣، ويساعد على استكشاف أفاق جديدة للتعاون المشترك تعمق من المنفعة المتبادلة بيننا وفقًا لمبدأ الملكية الوطنية، وإثراءً لمنهج الشراكة الأفريقية مع الدول الصديقة الذي طالما أثبتت التجارب مردوده الإيجابي.
إن تطلعات شعوبنا يجب أن تدفعنا جميعًا للتكاتف لتحقيق آمالهم وطموحاتهم المشروعة نحو السلام والاستقرار والتقدم الاقتصادي والتنمية، كما تحتم علينا الاستفادة من التجارب الاقتصادية الناجحة، وعلى رأسها التجربة الروسية التي تعكس إرادة صلبة وقدرة على العمل والانجاز. ومن هذا المنطلق، فإننا نؤكد أهمية توصل أعمال المنتدي إلى نتائج تسهم في تعزيز قدرات وامكانات الدول الأفريقية، وأولوياتها، ومشروعاتها الرائدة، حيث حرصت قارتنا على وضع موضوعات تطوير البنية التحتية، ودعم مسيرة التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي، في طليعة أولويات العمل الأفريقي المشترك، وقررنا كذلك إيلاء الاستثمار في رأس المال البشري في أفريقيا أهمية قصوى باعتباره المكون والشرط الأساسي لتحقيق التنمية المستدامة، والنهضة المنشودة في ربوع القارة، لاسيما وأن شباب قارتنا دون الخامسة والعشرين عامًا يشكلون قرابة ٦٥٪ من سكانها، بما يجعلها قوة بازغة في سوق العمل مستقبلًا، فضلًا عن جهودنا المستمرة لتمكين المرأة الأفريقية دعمًا لدورها في الدفع قدمًا لمسيرتنا التنموية.
السيدات والسادة،
إن أفريقيا مقبلة على مرحلة هامة تشهد فيها تغيرات إيجابية كبيرة تتزايد فيها فرص التجارة والاستثمار وريادة الأعمال، وتتطور فيها مجالات وقدرات التصنيع والتحول الرقمي، وذلك بدفع من مجتمعات شابة طموحة، وسياسات حكومية تشجيعية جريئة ومحفزة لتحقيق تطلعات شعوبنا. وأود في هذا السياق أن أؤكد للمشاركين في محفلنا اليوم أننا قطعنا شوطًا طويلًا من الإصلاحات الاقتصادية والسياسية، فضلًا عن اتخاذنا خطوات ملموسة ومتلاحقة لتحقيق عملية الاندماج الاقتصادي على المستويين الإقليمي والقاري، وآخرها دخول الاتفاقية القارية الأفريقية للتجارة الحرة حيز النفاذ خلال قمة الاتحاد الأفريقي بالنيجر في يوليو ٢٠١٩، بما يجعل القارة مقصدًا لاهتمام شركاء التنمية الدوليين. وفي هذا الإطار، ترحب أفريقيا بالانفتاح على العالم، والتعاون مع شركائها بهدف تحقيق نقلة نوعية سواء في مجال بناء القدرات ونقل المعرفة، وتحديث منظومة التصنيع القارية، وتطوير البنية الأساسية والتكنولوجية، وإرساء قواعد الاقتصاد الرقمي.
كما أنني أود تجديد الدعوة لكافة مؤسسات القطاع الخاص والشركات الروسية والعالمية ومؤسسات التمويل الدولية للتعاون والاستثمار في أفريقيا، فهذا هو التوقيت المثالي للانفتاح على دول القارة. ولا يفوتني هنا مطالبة مؤسسات التمويل الدولية والقارية والإقليمية بالاضطلاع بدورها في تمويل جهود التنمية بأفريقيا، وتوفير الضمانات المالية لبناء قدرات القارة بما يسهم في تعزيز التجارة وزيادة الاستثمار، وتقديم أفضل الشروط والحوافز للمشروعات وبرامج التنمية للدول الأفريقية، بما يحقق لشعوب القارة أحلامها باللحاق بركب التقدم والتحديث والتنمية المستدامة الذي تستحقه.
السيدات والسادة،
أود قبل اختتام حديثي تأكيد أن التعاون مع الدول الأفريقية يجب أن يستند إلى مبادئ المصلحة المشتركة والملكية الأفريقية في إطار يهدف إلى دعم التنمية الشاملة والمستدامة في القارة الأفريقية من خلال ثلاث ركائز، وهي: الإسراع في التحول الاقتصادي وتحسين مناخ الأعمال من خلال شراكة حقيقية مع القطاع الخاص، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمشاركة المجتمعية، وتعزيز السلم والاستقرار وفق الرؤية الأفريقية الواردة في أجندة ٢٠٦٣ وأهداف التنمية المستدامة الأممية ٢٠٣٠.
ولا يسعني في الختام إلا أن أؤكد تطلعي لأن يسهم هذا المحفل الهام في المزيد من التعاون بين الجانبين الأفريقي والروسي في مختلف المجالات في السنوات القادمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقاءات الرئيس عبد الفتاح السيسي
لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي مع رئيس شركة جاز الروسية لصناعة السيارات
استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بمقر إقامة سيادته بمدينة سوتشي، السيد فاديم سوروكين رئيس مجلس إدارة مجموعة “جاز” الروسية لصناعة السيارات.
تناول اللقاء التباحث حول سعي مصر لتطوير نشاطها في مجال صناعة السيارات، وما يتضمنه ذلك المجال من آفاق مستقبلية حديثة، وذلك في ضوء ما يتمتع به السوق المصري من عوامل لجذب الاستثمارات الأجنبية، والبنية الأساسية الجديدة والمتطورة، والعمالة الفنية المُدربة، حيث أكد السيد الرئيس أن مصر تعد من أكبر الأسواق في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، مع إمكانية النفاذ لأهم الأسواق الخارجية من خلال الاتفاقات التجارية التي ترتبط بها مصر مع العديد من الدول والتكتلات الاقتصادية الإقليمية، وهي العوامل التي أدت الي جذب اهتمام العديد من كبرى الشركات في العالم للعمل في مصر.
أوضح رئيس شركة “جاز” نشاط وتاريخ الشركة الناجح في إنتاج السيارات والأوتوبيسات وتصديرها إلى العديد من الأسواق العالمية، معربًا عن تطلع الشركة لأن يمتد نشاطها إلى مصر، ومستعرضًا رؤيته لخطط الشركة المستقبلية للتعاون المشترك فيما يتعلق بالنظم الحديثة الخاصة بمجال النقل العام، بما فيها المركبات الكهربائية وتلك التي تعمل بالغاز، وآفاق توطين تلك الصناعة في مصر في ضوء السوق المصري الواعد والعوامل المتنوعة المحفزة لجذب الاستثمارات به.
لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الروسي
التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي في مدينة سوتشي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
رحب الرئيس الروسي بزيارة السيد الرئيس إلى روسيا، معربًا عن سعادته بمشاركته مع السيد الرئيس في رئاسة أعمال النسخة الأولى من القمة الأفريقية الروسية، والتي ستهدف إلى دعم وتعميق العلاقات المتميزة والتاريخية بين القارة الأفريقية وروسيا، بالإضافة إلى تعزيز التشاور بين الجانبين حول كيفية التصدي للتحديات المشتركة.
أشار بوتين الي الأهمية التي يوليوا لاستمرار التنسيق والتشاور مع السيد الرئيس بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتقديره لدور مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
أعرب السيد الرئيس عن حرصه على تعميق علاقات الشراكة مع روسيا الاتحادية في إطار التطور المستمر الذي تشهده تلك العلاقات، والذي تكلل بالتوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة خلال زيارة سيادته الأخيرة لروسيا في أكتوبر ٢٠١٨، مشيدًا سيادته في هذا الصدد بالتعاون الثنائي القائم في العديد من المجالات والمشروعات المشتركة التي سيتم البدء في تنفيذها، خاصة مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى شرق بورسعيد، ومشروع إنشاء محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية.
أكد السيد الرئيس أهمية العمل على بلورة نتائج فعلية وعملية من القمة الروسية الأفريقية لصالح الشعوب الأفريقية بالمقام الأول، باعتبار أن القمة تستهدف إرساء خارطة للتعاون المستدام بين روسيا والدول الأفريقية، معربًا سيادته في هذا الصدد عن استعداد مصر لتعزيز مختلف أوجه التعاون الثلاثي بين البلدين في القارة الأفريقية، لا سيما في ضوء رئاسة مصر الحالية للاتحاد الافريقي.
تطرق الرئيسان خلال اللقاء إلى عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية، ومنها الجهود المشتركة لاستئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر، والمشاورات الفنية الجارية بين الجانبين حالياً في هذا الإطار، فضلًا عن مشروع محطة الضبعة النووية، والتعاون فى مجال تطوير منظومة النقل والسكك الحديدية، وكذا على صعيد التعاون الثقافي في إطار عام التبادل الإنساني بين البلدين في ٢٠٢٠، بالإضافة إلى آلية التعاون المشترك فى مجال الأمن ومكافحة الإرهاب على مستوى الأجهزة المعنية.
استعرض الرئيسان بعض القضايا الإقليمية والدولية وتبادلا وجهات النظر بشأن عدد من النزاعات القائمة فى منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها تطورات الأزمة السورية والمسألة الليبية وكذلك القضية الفلسطينية، حيث توافقت الرؤي على حتمية التمسك بالتوصل إلى حلول سياسية لمختلف تلك النزاعات وفق المرجعيات الدولية ذات الصلة، من أجل استعادة الأمن والاستقرار لدول المنطقة، وعلي نحو يحافظ على وحدة وسيادة أراضيها.
لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس جنوب السودان
التقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس جنوب السودان “سلفا كير”.
أعرب السيد الرئيس عن سعادته بلقاء رئيس جنوب السودان، مشيراً سيادته إلى حرص مصر على تطوير التعاون بين الجانبين على كافة الأصعدة، لا سيما في ضوء أهمية وعمق العلاقات التي تجمع بين البلدين الشقيقين.
أكد السيد الرئيس استمرار مساندة مصر لحكومة وشعب جنوب السودان، ودعمها لكافة الجهود الرامية لتحقيق التسوية السياسية السلمية النهائية فى جوبا، لا سيما من خلال تنفيذ بنود اتفاق السلام المنشط، فضلاً عن بذل مساعيها على المستويين الإقليمي والدولي لتعزيز الجهود الرامية لعودة الاستقرار والأمن هناك وتحسين الأوضاع الاقتصادية.
أعرب رئيس جنوب السودان عن حرص بلاده على مواصلة تعزيز أطر التعاون الثنائي مع مصر في مختلف المجالات في ضوء العلاقات الأخوية والمتميزة التي تجمع البلدين، مشيداً في هذا الصدد بدور مصر البناء في دفع عملية التنمية في بلاده.
استعرض الرئيس سلفا كير خلال اللقاء آخر تطورات الأوضاع السياسية في بلاده، لا سيما في ضوء الزيارة الأخيرة لزعيم المعارضة “رياك مشار” إلى جوبا، مشيداً في هذا الصدد بدور مصر والجهود التي تبذلها دعمًا لاستقرار الأوضاع في المنطقة وفى جنوب السودان، والتي تأتى في إطار دور مصر الرائد على المستوى الإقليمي وكذلك رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقي وما يجمع البلدين والشعبين الشقيقين من روابط تاريخية.
شهد اللقاء استعراض أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، حيث أكد السيد الرئيس أن مصر ستواصل تقديم المساعدات والدعم الفني لجنوب السودان، بما يسهم في تلبية تطلعات شعبها نحو مستقبل أفضل، والمضي قدماً في تنفيذ المشروعات الثنائية، فضلًا عن تعزيز جهود إعادة إعمار جنوب السودان وتنفيذ مشروعات تحقق مصالح الشعبين في مختلف المجالات.
تطرق اللقاء إلى مجمل مستجدات الأوضاع الإقليمية، حيث أشاد السيد الرئيس في هذا الخصوص بدور رئيس جنوب السودان في جهود تحقيق الاستقرار في السودان، خاصةً من خلال رعايته للمفاوضات بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة، مؤكدًا سيادته أهمية تضافر الجهود الإقليمية لتعزيز السلام والاستقرار في السودان، ومعربًا عن الرضا تجاه التنسيق المصري – الجنوب سوداني في هذا الشأن.
لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس التشادي
التقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس التشادي إدريس ديبي.
أكد السيد الرئيس تميز العلاقات التاريخية الوطيدة التي تجمع بين البلدين، مشيرًا سيادته إلى حرص مصر على تعزيز وتطوير العلاقات مع تشاد على مختلف المستويات، أخذًا في الاعتبار علاقة الجوار الاستراتيجي التي تجمع بين البلدين، فضلًا عن اتفاق الرؤى حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية.
أشاد الرئيس التشادي بالعلاقات الوثيقة التي تربط بين البلدين الشقيقين، مشيرًا إلى حرص بلاده على تفعيل وتطوير التعاون الثنائي مع مصر، ومُعربًا عن تقديره لما تقدمه مصر لتشاد من مساندة ودعم في العديد من المجالات، خاصةً في مجال دعم القدرات.
أشاد الرئيس التشادي بدور مصر الفاعل على الساحة الأفريقية، في ضوء رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي، مثنيًا سيادته على مختلف الجهود المصرية المبذولة في هذا الصدد، والتي من شأنها أن تحقق تطلعات شعوب القارة نحو الاستقرار والتنمية.
شهد اللقاء التباحث حول سُبل الدفع قدمًا بالتعاون الثنائي بين البلدين، حيث أكد السيد الرئيس اهتمام مصر بمواصلة التعاون مع الأشقاء في تشاد في مجال بناء القدرات، وذلك من خلال الدورات التدريبية التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية للكوادر التشادية في مختلف التخصصات، خاصةً في مجال الصحة وتنفيذ مبادرة الرئيس لعلاج مليون أفريقي من فيروس “سي”، فضلًا عن تقديم دورات تدريبية للأطباء لتوفير كوادر تشادية ذات خبرات متميزة.
كما تم خلال اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية، حيث اتفق الرئيسان على مواصلة التشاور والتنسيق المشترك على المستوي الأفريقي وفي إطار المحافل والمنظمات الدولية، وذلك بهدف تعزيز مبدأ الحلول الأفريقية للأزمات الأفريقية، فضلًا عن تعظيم التعاون الأمني والاستخباراتي لمكافحة تحدي الإرهاب والفكر المتطرف، حيث أشاد السيد الرئيس في هذا الإطار بجهود تشاد في إطار منطقة الساحل والتي تمثل امتدادًا للأمن القومي المصري.
لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي
التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي بمدينة سوتشي مع موسى فقيه، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي.
أعرب السيد الرئيس عن تطلع مصر لإستمرار التعاون والتنسيق الوثيق مع فريق العمل بمفوضية الاتحاد الأفريقي لدفع عجلة العمل الأفريقي المشترك في مختلف المجالات خلال الرئاسة المصرية للاتحاد، بما يخدم مصالح القارة الأفريقية على نحو فعال.
أكد السيد الرئيس أهمية تضافر كافة الجهود لتحقيق تطور ملموس على صعيد المجالات ذات الأولوية المطروحة على أجندة الاتحاد الأفريقي، لا سيما بالتركيز على قطاعات التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي، والسلم والأمن، والإصلاح المؤسسي للاتحاد، والتعاون مع الشركاء الدوليين.
أكد السيد الرئيس كذلك إلى ضرورة العمل على تكثيف جهود الاتحاد الإفريقي لمنع النزاعات وتفعيل سياسة الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات، وذلك في إطار مقاربة شاملة تعتمد على التنمية كغاية ووسيلة لمعالجة جذور النزاعات وتعزيز مقدرات الدولة، مبديًا سيادته في هذا الصدد الاستعداد لرعاية ذلك الطرح في ضوء تولي سيادته ريادة موضوعات إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات في إطار الاتحاد الأفريقي.
أكد السيد “فقيه” أهمية مصر وثقلها في القارة الأفريقية، لا سيما في ضوء كونها إحدى الدول التي ساهمت في تدشين الثوابت المؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية الأم، والتي مثلت الدعامة الأولى للعمل الأفريقي المشترك، مشيدًا بنجاح مصر في تعزيز الجهود التنموية في أفريقيا خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي، وذلك في ظل التحديات الدقيقة التي تمر بها القارة، والتي تستدعي رؤية طموحة ودؤوبة لاستكمال عملية إصلاح الاتحاد بشكل مؤسسي وضمان صيانة الاستقرار الأمني والسياسي في القارة الأفريقية.
كما أشار رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إلى حرصه على المشاركة في منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة خلال شهر ديسمبر المقبل، والذي سيمثل منصةً هامة للحوار والتفاعل السياسي والتنموي بين القادة وصانعي القرار والخبراء من كافة دول القارة الأفريقية وخارجها، كما أنه يجسد المكانة المصرية الرائدة في القارة الأفريقية في الاهتمام بتفعيل الآليات الأفريقية لصون الاستقرار ودفع التنمية بمختلف دول القارة.
تناول التباحث حول تطورات عدد من الملفات الراهنة على الساحة القارية، كمستجدات الأوضاع في بعض بؤر النزاعات بالقارة الأفريقية وجهود تسويتها سياسيًا، وفي مقدمتها الملف الليبي، حيث تم التوافق في هذا الصدد حول استمرار التنسيق والتشاور المكثف خلال الفترة المقبلة، لا سيما في إطار دعم وتعزيز مبدأ العمل الأفريقي الموحد ومتابعة آلياته.
مداخلة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الغداء المصغر مع رؤساء المنظمات الاقتصادية الإقليمية الأفريقية
السيد/ فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية
أصحاب الجلالة والفخامة والدولة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية،
السيد/ موسى فقيه محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي
الحضور الكريم؛
أود في البداية أن أعيد الإعراب عن التقدير للسيد الرئيس فلاديمير بوتين ولشعب روسيا الاتحادية الصديق ولسكان مدينة سوتشي على حفاوة الضيافة وحسن التنظيم، كما أثمن الأهمية التي توليها روسيا الاتحادية للتعاون والتفاعل مع التجمعات الاقتصادية الإقليمية الأفريقية والتي لا شك أنكم تتفقون معي على دورها الهام كركائز أساسية لمشروع الاندماج الاقتصادي الهادف إلى إنشاء الجماعة الاقتصادية الأفريقية، باعتبارها ركيزة محورية لدفع عجلة التنمية والتحديث بقارتنا الحبيبة وفقًا لأجندة ٢٠٦٣.
لقد قطعت أفريقيا شوطًا طويلًا على طريق التكامل والاندماج الإقليمي والقاري، بدايةً من خطة عمل لاجوس للتنمية الاقتصادية لعام ١٩٨١، مرورًا بمعاهدة أبوجا لتأسيس الجماعة الاقتصادية الأفريقية لعام ١٩٩١، وصولًا إلى تدشين اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية ودخولها حيز النفاذ في ٣٠ مايو ٢٠١٩، مما يعد علامة فارقة على طريق إنشاء الجماعة الاقتصادية الأفريقية. وبالتوازي مع ذلك، تتواصل الجهود المخلصة لتنفيذ مشروعات البنية التحتية الأفريقية، وكذلك مشروعات الربط البري والبحري بين دولنا وترسيخ أواصر التعاون في مختلف المجالات، لتحقيق الاستفادة المثلي من الموارد والثروات الكامنة في قارتنا الواعدة، تلبية لتطلعات شعوبنا العريقة لغد أفضل.
ودعوني أؤكد في هذه المناسبة أن هذه التجمعات الاقتصادية الإقليمية الثمانية تقوم بدور لا غنى عنه لتدعيم أواصر الترابط بين دول القارة، مما يجعلها ركائز رئيسية لتعزيز العمل الأفريقي المشترك.
ولا يزال تقديرنا بأن النهوض بشبكة البنية التحتية للنقل والانتقال والاتصالات في أفريقيا يعد مسألة حيوية لتحقيق التكامل والنمو المنشودين على المستويين الإقليمي والقاري، نظرًا لأهمية البنية التحتية في تسيير حركة الأفراد والبضائع والخدمات، فضلًا عن تعزيز قنوات التواصل ونقل البيانات والمعلومات، مما سينعكس على خفض تكلفة التجارة والاستثمار، ويوفر بيئة مواتية لتحقيق مستويات أعلى من التكامل الإنتاجي والاقتصادي، ويصب بشكل مباشر في صالح تحقيق أولوياتنا، وفي مقدمتها التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ورفع مستوى معيشة المواطن الأفريقي.
وفي هذا السياق، فإنني أعيد الدعوة لتكثيف العمل المشترك، والتعاون مع شركاء التنمية بهدف حشد الموارد اللازمة لتحقيق أهداف أجندة التنمية الأفريقية ٢٠٦٣. كما أنني أنتهز هذه المناسبة، وفي إطار الأولوية التي توليها دولنا الأفريقية لدور القطاع الخاص، لأتوجه باسم أفريقيا بدعوة مؤسسات القطاع الخاص الروسية والعالمية للاستثمار في قارتنا. وأؤكد ضرورة اضطلاع مؤسسات التمويل الدولية والقارية والإقليمية بدورها في تمويل التنمية بأفريقيا، وتوفير السيولة المالية لتعزيز التجارة وزيادة الاستثمارات.
ولا يسعني في الختام إلا أن أعرب عن تطلعي لأن تتبلور عن مناقشاتنا خلاصات تصب في مصلحة الشعوب الأفريقية وشعب روسيا الصديق، وأن تُمهد مخرجاتها لتدشين آفاق أرحب من التعاون الروسي الأفريقي.”
فعاليات اليوم الثاني 24/10/2019
كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي الافتتاحية في أعمال القمة الأفريقية الروسية
السيد/ فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية
أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي رؤساء الدول والحكومات الأفريقية،
السيد/ موسى فقيه محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي،
السيدات والسادة،
أود في البداية أن أعرب عن الامتنان والتقدير للرئيس فلاديمير بوتين، ولشعب روسيا الاتحادية الصديق، ولمدينة سوتشي الرائعة على حفاوة الضيافة وحسن التنظيم الذي لمسته كافة الوفود الأفريقية منذ وصولها إلى روسيا. كما أتوجه بالشكر إلى كافة الجهات المنظمة على الإعداد المتميز وما بُذل من جهد لإطلاق النسخة الأولى من قمة أفريقيا – روسيا التي ندشن أعمالها اليوم.
إنه لمن دواعي سروري أن أتحدث اليوم في هذا المحفل الهام وأمام هذا الجمع المتميز من على أرض روسيا الاتحادية، أحد أهم الفاعلين على الساحة الدولية، وأحد أهم أصدقاء قارتنا الأفريقية. لقد قطع التعاون الأفريقي الروسي أشواطًا طويلة منذ منتصف القرن الماضي الذي شهد تضامن روسيا مع الدول الأفريقية في كفاحها ضد الاستعمار، وإسهامها ماديًا ولوجستيًا ومعنويًا دعمًا لحركات التحرر الأفريقي على امتداد القارة. ولقد ثبت على مدار السنوات أن الشعوب الأفريقية والشعب الروسي يربطهما الكثير من ركائز التعاون ويتماثلان في العديد من التطلعات، وكذلك التحديات، وهو الأمر الذي يؤكد صواب رؤية إطلاق تعاون أفريقي روسي أوسع وأرحب وأشمل يعكس تلك التطلعات، ويوفر مساحة أكبر للتنسيق ارتباطاً بالتحديات المتسارعة التي نواجهها في إطار عالم ديناميكي ومتغير.
نجتمع اليوم في أول قمة تضم دول قارتنا الأفريقية وروسيا الاتحادية تحت شعار “من أجل السلم والأمن والتنمية”، بعد انقضاء قرابة ٣ شهور على القمة الاستثنائية للاتحاد الأفريقي التي استضافتها نيامي في ٧ يوليو ٢٠١٩ والتي شهدت إطلاق الأدوات التنفيذية لاتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية بعد دخول الاتفاقية حيز النفاذ. وتعد هذه الاتفاقية أحد أهم ركائز الأجندة التنموية للاتحاد الأفريقي ٢٠٦٣، حيث تسعى إلى تعزيز جهود الاندماج الإقليمي وزيادة تنافسية القارة الأفريقية على المستوى العالمي، وتحفيز وجذب الاستثمارات الأجنبية في القطاعات ذات الأولوية للدول الأفريقية وعلى رأسها الصناعة والطاقة والزراعة وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.
وتسعى دول الاتحاد الأفريقي كذلك للبناء على ما شهدته القارة من نمو اقتصادي ملموس خلال السنوات العشر الأخيرة، خاصةً من خلال المضي قدمًا لتحقيق التكامل عن طريق استكمال كافة المشروعات القارية التي تهدف إلى الاندماج الإقليمي، كما تضطلع الدول الأفريقية بجهد كبير لوضع أُطر لحوكمة الشركات والأسواق المالية بما يزيد من استقرار أسواقها وجاذبيتها للمستثمرين الخارجيين.
السيدات والسادة،
إننا نعي التحديات التي تواجه جهود ترسيخ الاستقرار في القارة الأفريقية، ولعل خطتنا الطموحة لإسكات البنادق بحلول عام ٢٠٢٠ تعد أحد أهم الخطوات لتحقيق هذا الهدف الأسمى، وهو الموضوع الذي سيكون على رأس أولويات عمل القادة الأفارقة خلال العام القادم في ضوء أهميته لتحقيق تطلعات الشعوب الأفريقية في العيش في سلام ورخاء.
وفي هذا الإطار، تبرز الحاجة الماسة لدعم سياسة الاتحاد الأفريقي الإطارية لإعادة الإعمار والتنمية لمرحلة ما بعد النزاعات ودعم أنشطة مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية لمرحلة ما بعد النزاعات الذي تستضيفه مصر، وخطط العمل التنفيذية التي تُحصن الدول الخارجة من النزاعات ضد أخطار الانتكاس، وتسعد على بناء قُدرات مؤسسات الدولة لتضطلع بمهامها في حماية أوطانها ترسيخًا للاستقرار والسلام.
ومن هذا المنطلق، فإننا نؤكد التزامنا بالتفاعل مع الأطراف الإقليمية والدولية في ضوء إدراكنا لأهمية تعزيز التنسيق والمواءمة بين آليات السلم والأمن القارية والإقليمية والدولية في إطار يرتكز على مبادئ احترام القانون الدولي والمساواة في السيادة وعدم التدخل في الشأن الداخلي للدول وحل النزاعات بالطرق السلمية، وإعلاء قيم العمل متعدد الأطراف.
كما يتعين علينا أن نتذكر جميعًا أن مواجهة الإرهاب تعد أولوية متقدمة لأجندة السلم والأمن الأفريقية والدولية، ومع إدراكنا لصعوبة تلك المعركة وتعقيداتها، تظل المواجهة الشاملة هي الطريق الأمثل لاجتثاث جذور الإرهاب ومحاصرته.
السيدات والسادة،
إن القارة الأفريقية منفتحة للتعاون مع مختلف الشركاء، وإننا نأمل من خلال قمتنا أن نرسي قواعد التعاون الأفريقي الروسي للسنوات المقبلة مع تأكيدنا أهمية توسيع وفتح آفاق هذه العلاقة لتشمل الجوانب التجارية والصناعية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والتي يجب أن تأتي إعمالًا لمبدأي الشراكة العادلة بين الدول الأفريقية وروسيا في إطار يضمن المكسب للجميع، وملكية الدول الأفريقية لمقدراتها.
السيدات والسادة،
واتصالًا بتركيز قمتنا الحالية على موضوع “السلم والأمن والتنمية”، لا يفوتني في هذه المناسبة أن أشير إلى اعتزام مصر إطلاق النسخة الأولى من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة يومي ١١ و١٢ ديسمبر ٢٠١٩، ليكون منصة إقليمية وقارية يجتمع فيها قادة السياسة والفكر والرأي وصناع السلام وشركاء التنمية في مدينة أسوان جوهرة النيل، والتي تعبر بحق عن الهوية الأفريقية لمصر.
وسنعمل على أن يوفر المنتدى منصة دائمة للحوار والتفاعل بين القادة وصانعي القرار والخبراء من كافة دول القارة الأفريقية وخارجها، تُعنى بالعلاقة بين السلام من ناحية والتنمية المستدامة من الناحية الأخرى، من أجل وضع الآليات ذات الصلة القائمة بالفعل موضع التنفيذ وتفعيلها في السياق الأفريقي. وأنتهز هذه الفرصة لدعوة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية وأشقائي رؤساء الدول الأفريقية للمشاركة في أعماله وللإسهام في مناقشاته بهدف إثراء التفاعل حول موضوعاته الرئيسية.
ولا يسعني في الختام إلا أن أؤكد تطلعي لخروج قمتنا اليوم بخلاصات تصب في مصلحة الشعوب الأفريقية وشعب روسيا الصديق، وأن تمهد مخرجاتها للمزيد من التعاون الروسي الأفريقي في المستقبل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس الوزراء الإثيوبي
التقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.
تناول اللقاء التباحث حول ملف سد النهضة، في ضوء آخر التطورات في هذا الصدد، حيث أكد “آبي أحمد” أن تصريحاته الأخيرة أمام البرلمان الإثيوبي بشأن ملف السد تم اجتزائها خارج سياقها، وأنه يكن كل تقدير واحترام لمصر قيادةً وشعبًا وحكومةً، موضحًا أن تصريحاته تضمنت الإعراب عن التزام إثيوبيا بإقامة سد النهضة بدون إلحاق الضرر بدولتي المصب، وأن الحكومة والشعب الإثيوبي ليس لديهم أية نية للإضرار بمصالح الشعب المصري، وأن استقرار مصر وإثيوبيا هو قيمة وقوة مضافة للقارة الأفريقية بأسرها، مع التشديد على أنه، بصفته رئيسًا لوزراء إثيوبيا، ملتزم بما تم إعلانه من جانب بلاده بالتمسك بمسار المفاوضات وصولاً إلى اتفاق نهائي.
أكد السيد الرئيس أن مصر طالما أبدت انفتاحًا وتفهمًا للمصالح التنموية للجانب الإثيوبي بإقامة سد النهضة، إلا أنها في نفس الوقت تتمسك بحقوقها التاريخية في مياه النيل، ومن ثم يتعين ألا تكون مساعي تحقيق التنمية في إثيوبيا على حساب تلك الحقوق، وأن إقامة السد يجب أن تتم في إطار متوازن ما بين مصالح دول المنبع والمصب، موضحًا سيادته أن نهر النيل بامتداده من الهضبة الإثيوبية إلى مصر يعد بمثابة شريان تعاون وإخاء وتنمية، ولا يجب أن يكون مصدرًا لأية مشاكل أو تناحر، وأن مساحة التعاون المشترك في هذا الإطار من المفترض أن تطغى على أية فرصة للخلافات.
تم التوافق خلال المقابلة على الاستئناف الفوري لأعمال اللجنة البحثية الفنية المستقلة على نحو أكثر انفتاحًا وإيجابية، بهدف الوصول إلى تصور نهائي بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، وتجاوز أي تداعيات سلبية قد نتجت عن التناول الإعلامي للتصريحات التي نسبت مؤخرًا إلى الجانب الإثيوبي.
- كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر الصحفي مع رئيس جمهورية روسيا الاتحادية
“السيد الرئيس/ فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية
السيدات والسادة؛
اسمحوا لي أن أتقدم إليكم جميعا بالشكر، وأخص بالذكر السيد الرئيس/ فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية على استضافته لأعمال هذه القمة، وعلى ما لقيناه من دفء الضيافة وحسن الاستقبال. كما أود الإعراب عن تقديري لما بُذِل من جهد كبير لإنجاح أعمال القمة، والروح التعاونية التي أبداها القادة الأفارقة ورؤساء وفود دول الاتحاد الأفريقي المشاركة، مما ساهم في تضافر جهود جميع المشاركين للتوصل لبيان ختامي يعكس الأولويات المشتركة الأفريقية الروسية، ويكرس رؤية الجانبين تجاه العديد من الموضوعات والقضايا الدولية، وعلى رأسها قضايا السلم والأمن، وتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة وفقًا لرؤية أجندة الاتحاد الأفريقي للتنمية ٢٠٦٣، وأهداف التنمية المستدامة ٢٠٣٠.
تأتي قمة أفريقيا روسيا لتترجم المستوى المتنامي لعلاقات التعاون بين الجانبين، والإرادة السياسية للزعماء المشاركين لتعزيز أواصر العلاقات في كافة أوجهها، بما يدفع نحو تحقيق أهدافنا في السلام والاستقرار والتنمية المستدامة. ولقد حقق المنتدى الاقتصادي الروسي الأفريقي الذي عقد أمس ٢٣ أكتوبر نجاحًا ملموسًا لكافة الأطراف، لما شهده من تفاعلات بين مختلف الفاعلين الاقتصاديين، حيث شارك فيه نخبة من رجال الأعمال الأفارقة والروس، وركز على عدد من الموضوعات ذات الأولوية بالنسبة للدول الأفريقية، وعلى رأسها قطاعات البنية التحتية، والصناعة، والزراعة، والصحة، والطاقة، وتطبيقات التكنولوجيا الحديثة؛ وذلك من خلال المحاور الثلاثة الرئيسة لمناقشات المنتدى وهي: سبل وجهود تنمية العلاقات الاقتصادية، وتشجيع إنشاء المشروعات المشتركة، والتعاون في المجالين الإنساني والاجتماعي. كما دشن المنتدى منصة للحوار المباشر بين القطاعين العام والخاص، وهو ما يضفي بعدًا إضافيًا للعلاقات الروسية الأفريقية بتشجيع انخراط رواد الأعمال الروس في أفريقيا في القطاعات ذات الأولية للقارة.
السيدات والسادة،
استعرض الجانبان الأفريقي والروسي خلال جلستي القمة اليوم وجهات النظر بشكل صريح تجاه العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، على رأسها قضايا التعاون في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والعلمية والفنية والإنسانية. وقام رؤساء الدول والحكومات الأفريقية وروسيا باعتماد إعلان ختامي يعكس المبادئ التي اتفق الجانبان عليها، وأهمها احترام قواعد القانون الدولي، ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة؛ وتحقيق السلم والأمن من خلال بناء نظام أكثر مساواة وعدالة في العلاقات الدولية يقوم على مبادئ التعددية واحترام السيادة، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، وتسوية الصراعات بالطرق السلمية، وحماية الهوية الوطنية والتنوع الحضاري؛ كما دعم الإعلان أهداف أجندة التنمية الأفريقية ٢٠٦٣، وكذا أهداف أجندة التنمية المستدامة ٢٠٣٠. كما تم تدشين آلية وزارية لمتابعة الحوار والشراكة، وهي جميعها مخرجات نثمنها ونقدر أنها تضع أساسًا قويًا لتطوير العلاقات الأفريقية – الروسية.
وانطلاقًا من مسئولياتنا المشتركة سيستمر الجانبان الأفريقي والروسي في التنسيق لمتابعة تنفيذ مخرجات هذه القمة، بما يحقق آمال وطموحات شعوب قارتنا الأفريقية وشعب روسيا الاتحادية الصديق. وتظل المسئولية ملقاة على عاتقنا جميعًا للبناء على ما تحقق، والعمل سويًا لتعزيز مخرجات النسخة الأولى لقمة روسيا أفريقيا لتعكس بشكل أفضل احتياجات قارتنا الأفريقية وتطلعات شعوبنا وأبنائنا داخل وخارج القارة الذين يتابعون قمتنا آملين أن تنجز الكثير، وأن تجسد نتائجها واقعًا تستفيد الأجيال الشابة الصاعدة من ثماره ونتائجه الإيجابية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: وكالات

