استقبل الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” اليوم /الخميس/ رئيس الوزراء البريطاني “بوريس جونسون” في قصر الإليزيه بالعاصمة “باريس ” .
وأعرب ماكرون” – خلال مؤتمر صحفي – عن سعادته لإجراء مناقشات مطولة مع جونسون، واصفا العلاقات بين فرنسا والمملكة المتحدة بأنها أساسية وأبدية مهما كان الوقت والظروف، لا سيما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والدفاع .
وشدد ماكرون على الحاجة إلى الحفاظ على العلاقة المتميزة بين البلدين والتي لها تاريخ طويل وعميق، مشيرا إلى أن هناك اتفاقيات تم التوقيع عليها، كما أن البلدين لعبا دورا رئيسيا في العديد من القضايا مثل إيران، والساحل، ومكافحة التغير المناخي، وتعليم الفتيات وغيرها .
وقال ماكرون إنهما اتفقا على تعزيز التعاون بين البلدين في هذه القضايا ، موضحا أنهما تطرقا إلى مناقشة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست)، مشيرا إلى أن موقفه هو احترام اختيار الشعب البريطاني بمغادرة الاتحاد الأوروبي .
وأضاف إلى أنه يأسف لقرار مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن الديمقراطية مبنية على سيادة الشعوب؛ ولذلك فإنه يحترم بشكل كامل الاختيار البريطاني، ويجب أن يتم تنفيذه.
وأشار ماكرون إلى أن هناك حاجة إلى الحفاظ على العلاقات الثنائية وتعميقها، والتطلع إلى المستقبل، متابعا “أن الاتحاد الأوروبي أجرى مناقشات مطولة حول اتفاق البريكست مع المملكة المتحدة، ولن تقوم أية دولة بإعادة المناقشات حول هذا الاتفاق مرة أخرى”.
وأكد أن الأمر خاص بالمملكة المتحدة وحدها لاختيار الطريقة التي ترغب في مغادرة الاتحاد الأوروبي بها، إضافة إلى أساسيات العلاقات المستقبلية مع أوروبا، مشيرا إلى أنهم مستعدون لجميع الاحتمالات ومن بينها الخروج من الاتحاد بدون اتفاق في شهر أكتوبر المقبل.
من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون “ما زال بإمكاننا التوصل لاتفاق بشأن تفاصيل اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست”، مضيفا “أن المحادثات التي أجراها في برلين أمس /الأربعاء/ مع الشركاء الأوروبيين شجعته على ذلك”.
وتابع “يمكننا بواسطة الطاقة والإبداع والتطبيقات أن نجد طريقا للأمام لكافة أعمالنا التجارية ومواطنينا، مشيرا إلى ضرورة المضي قدما في إتمام خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بحلول يوم 31 من أكتوبر القادم سواء بالتوصل إلى اتفاق أو بدون اتفاق.
وأرجع جونسون قراره إلى تلبية ثقة أصوات الناخبين في الاستفتاء الذي أجري في عام 2016، وأتت نتيجته لصالح خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي، متابعا “بعد ذلك يمكن أن تطور علاقتنا إلى الأمام”؛ وذلك في إشارة إلى العلاقات البريطانية-الفرنسية الوطيدة.
وأوضح أن أوجه العلاقات بين البلدين تظهر جليا في محاربة الإرهاب حاليا في مالي، حيث تنقل المروحيات البريطانية القوات الفرنسية هناك، فضلا عن تكاتف قوات البلدين في إستونيا؛ من أجل حماية الحدود الشرقية لمنظمة حلف شمال الأطلسي “ناتو”.
وأكد جونسون على ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين مهما كانت طريقة مغادرة بلاده للاتحاد الأوروبي، معربا عن فخره بسير الحافلات الفرنسية في شوارع العاصمة “لندن”؛ بفضل الاقتصاد المفتوح لبريطانيا.
وردا على سؤال بشأن مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي (البريكست) بدون اتفاق، قال ماكرون” إنه تم مناقشة خطة “شبكة الأمان” الأيرلندية بناء على الحقائق الجغرافية وسياسات أيرلندا، مشيرا إلى أنها تضمن الاستقرار في أيرلندا وسلامة السوق الموحدة.
وأضاف ماكرون “أن ما قالته المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” أمس /الأربعاء/ هو أن هناك حاجة إلى توضيح الأمور بشأن خطة “شبكة الأمان” الأيرلندية في غضون ثلاثين يوما، مشيرا إلى أن هذا يعد أيضا هدف رئيس الوزراء البريطاني حيث لا يمكن الانتظار إلى 31 أكتوبر المقبل من أجل التوصل إلى حل جيد.
ولفت إلى أنه في حال عدم التوصل إلى حل جيد، فإنه لا يمكن حل جميع المشاكل، مؤكدا أنه خلال الشهر المقبل سيعمل كبير المفاوضين لشئون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “ميشيل بارنييه”، وفريق التفاوض التابع له وللمملكة المتحدة؛ للتوصل إلى حلول تعمل على إزالة العقبات.
وقال ماكرون إن اتفاق البريكست خضع بالفعل لعمل شاق؛ من أجل التوصل إليه، وكان نتيجة قرار بالإجماع من جانب الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أنه خلال الشهر المقبل لن يتم العمل على التوصل إلى اتفاق جديد للبريكست مختلف عن الذي تم التفاوض بشأنه.
وحول اعتبار أن خيار الخروج بدون اتفاق شئ سلبي، قال جونسون إن هناك جهدا كبيرا تم بذله من أجل ضمان تحول سلس بقدر الإمكان في نهاية أكتوبر القادم، ومن ثم توقيع اتفاقيات في قطاع الطيران والقطاعات الأخرى، مضيفا أن ما يحتاجه المسئولون لفعله خلال الأيام القادمة هو إتمام كافة العمل اللازم على المستويين في بريطانيا والاتحاد الأوروبي؛ لضمان خروج بدون خسائر للطرفين “في حال الخروج باتفاق أو بدون اتفاق”.
وأشار إلى أن بريطانيا لا تحتاج إلى وضع نقاط تفتيشية على الحدود لحماية استقلال السوق الأوروبية الموحدة، لافتا إلى “أن هناك طرقا أخرى لتحقيق ذلك وهذا سيحتاج وقتا إضافيا وعلينا إتمامه”.
المصدر/أ ش أ