أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، اليوم الثلاثاء، فى خطاب ألقته أمام الجلسة العامة للبرلمان الأوروبى، أن العلاقة مع الصين تُعد من أكثر العلاقات “تحديدًا وتأثيرًا” على مستقبل الاتحاد الأوروبى، مشيرة إلى ضرورة التعامل معها بـ”واقعية واعية” فى ظل التغيرات العالمية.
وجاء الخطاب قبل القمة المرتقبة بين الاتحاد الأوروبي والصين، التي سيشارك فيها رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، بالتزامن أيضًا مع مرور 50 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين، في وقت شهدت فيه الصين تحولاً اقتصاديًا ضخمًا جعلها واحدة من أكبر القوى الصناعية والتكنولوجية في العالم، بحسب تعبير فون دير لاين.
وأضافت فون دير لاين، وفقًا لما جاء على الموقع الرسمي للمفوضية: “أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بالانخراط القائم على النتائج مع الصين، ونسعى إلى تقليل المخاطر وليس فك الارتباط الكامل”، مشيرة إلى أن العلاقات الاقتصادية بين الجانبين لا تزال محدودة رغم حجمهما العالمي، إذ لا تتجاوز قيمة التبادل التجاري اليومي ملياري يورو.
وأعربت عن قلقها من التحديات التي تفرضها بعض السياسات الاقتصادية للصين، وقالت “إن النظام الصيني يسمح بإغراق الأسواق العالمية بقدرات إنتاجية مدعومة، وهو ما يخنق المنافسة الدولية”، محذرة من التهديدات المرتبطة بالفضاء السيبراني ومحاولات التأثير الخارجي، وأضافت أن أوروبا ستكون “يقظة تماماً” تجاه أي عمليات اختراق أو حملات تضليل.
وشددت رئيسة المفوضية على أن الاتحاد بدأ بالفعل في اتخاذ خطوات للتعامل مع هذه التحديات، من خلال آليات حماية التجارة وتنويع سلاسل التوريد في القطاعات التي تهيمن عليها الصين.
وحددت فون دير لاين، ثلاث أولويات رئيسية لعلاقات الاتحاد مع بكين، من بين ذلك إعادة التوازن في العلاقة الاقتصادية إذ أشارت إلى أن فائض الصين التجاري مع الاتحاد تجاوز 300 مليار يورو العام الماضي، وسط قيود متزايدة على الشركات الأوروبية في السوق الصينية وعدم تكافؤ في فرص المنافسة بسبب سياسة “اشترِ من الصين”.
وأشارت إلى ضرورة العمل على تقليل المخاطر الاقتصادية والاستراتيجية، خاصة فيما يتعلق بالإنتاج الصناعي الزائد الذي تحاول الصين تصديره كحل لأزماتها الداخلية. وتعزيز التعاون الدبلوماسي في القضايا العالمية المشتركة، مثل تغير المناخ.
واختتمت فون دير لاين خطابها بالتأكيد أن “التقدم الحقيقي في الملفات العالقة والتزام الصين بمبدأ المعاملة بالمثل، هو الطريق نحو شراكة أكثر توازناً وإنصافاً”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)