شهدت أسواق الأسهم الآسيوية تراجعا ملحوظا خلال تداولات اليوم الثلاثاء، وسط حالة من الحذر تسيطر على المستثمرين، وذلك مع اقتراب الموعد النهائى للتعريفات الجمركية الأمريكية، وتزامنا مع قرب انعقاد اجتماعات مهمة للبنوك المركزية، أبرزها بنك اليابان والاحتياطى الفيدرالى الأمريكى.
وسجلت معظم المؤشرات الآسيوية تراجعا خلال جلسة اليوم، حيث قاد مؤشر هانج سنج في هونج كونج الخسائر بانخفاض تجاوز 1%، كما انخفض مؤشر نيكاي 225 الياباني بنسبة 0.9%، بينما هبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً بنسبة 1%.
وفي المقابل، سجل مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي أداء إيجابيا مرتفعا بنسبة 0.7%، مدفوعا بآمال توقيع اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة وكوريا قبل الموعد النهائي للتعريفات.
أما مؤشر S&P/ASX 200 الأسترالي فقد تراجع بنسبة 0.2%، بينما انخفض مؤشر ستريتس تايمز في سنغافورة بنسبة 0.5%، وبقي مؤشر نيفتي 50 الهندي شبه مستقر دون تغير يذكر.
ورغم بوادر التقدم في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، فإن هذا التحسن لم يكن كافيا لبث التفاؤل في الأسواق، حيث ما تزال المخاوف قائمة بشأن تأثير السياسات الجمركية الجديدة على النمو الاقتصادي العالمي.
وتوصلت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق تجاري مطلع الأسبوع الجاري خفض بموجبه الجانبان التعريفات الأساسية على معظم السلع الأوروبية إلى نحو 15%، بعد أن كانت التهديدات السابقة تشير إلى ارتفاع محتمل يفوق 30%.
ورغم أن الاتفاق ساعد في تحسين المعنويات لفترة وجيزة، إلا أن الخبراء حذروا من أن رفع التعريفات من مستوياتها المتدنية تاريخيا قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وارتفاع معدلات التضخم، ما دفع المستثمرين إلى التريث وتقييم الموقف بحذر.
وتزامنا مع الاتفاق الأوروبي، التقى مسؤولون تجاريون أمريكيون وصينيون في ستوكهولم أمس الاثنين ضمن جولة ثالثة من المفاوضات، بهدف تمديد الهدنة الجمركية الحالية لمدة 90 يوماً.
ورغم هذا التقدم، فإن الأسواق ما زالت متخوفة من مصير الموعد النهائي المحدد في أول أغسطس، حيث من المحتمل أن تُفرض تعريفات جديدة في حال فشل المحادثات.
وتترقب الأسواق العالمية هذا الأسبوع اجتماعين مهمين قد يحددان مسار السياسة النقدية في الأشهر المقبلة، حيث يبدأ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي اليوم اجتماعا يمتد ليومين، ومن المتوقع أن يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير.
من جانبه، يعقد بنك اليابان (المركزي) اجتماعه يوم الأربعاء، ومن المرجح أن يحافظ هو الآخر على أسعار الفائدة الحالية، إلا أن توقعات السوق تشير إلى احتمال أن يُصدر البنك نبرة أقل تشاؤما، خصوصا بعد تحسن الأوضاع التجارية مع الولايات المتحدة، مما قد يمهد الطريق لرفع الفائدة لاحقاً خلال العام.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)
