أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم /الأحد/ أن مصر وأفريقيا تواجهان تحدي الوقت “الزمن” ؛ لتحقيق معدلات نمو متسارعة.
وأعرب السيسي – في مداخلة خلال جلسة نقاشية حول دعم الاستثمارات الإفريقية بعنوان (القيادة القوية والالتزام الجماعي) – عن ترحيبه وشكره لكافة الجهود والمساهمات التي تمت خلال جلسة اليوم .. قائلا : “إنني أريد الحديث عن التحدي الذي نراه في مصر وأفريقيا وهو تحدي الوقت (الزمن)”.. متسائلا هل معدلات العمل التي نتعامل بها داخل بلادنا هي معدلات مناسبة أم لا ؟.
وتساءل هل سيتيح الوقت لمصر وإفريقيا أن تتقدما بمعدلات متسارعة على العالم كله الذي سبقهما بسنوات طويلة في ظل السياسات المعمول بها سواء كانت هذه المعايير أو السياسات النظريات الاقتصادية والمالية المعمول بها في بنوك التمويل في العالم لأنها تطبق معايير علمية واقتصادية ؟.. مشيرا إلى أن هذه الشروط قد لا تنطبق على ظروف القارة الأفريقية لأن أي بنك سيعطي التمويل في أفريقيا سيضع شروطه للحفاظ على أمواله.
ودعا الرئيس عبدالفتاح السيسي جميع المشاركين في منتدى “إفريقيا 2018” إلى ضرورة اغتنام عنصر الوقت ومسابقة الزمن في تنفيذ المشروعات التي تسهم في دعم الاقتصاد والاستفادة من تجربة مصر في هذا الصدد .. مستشهدا في هذا الإطار بمشروع قناة السويس الجديدة الذي تم تنفيذه في عام واحد بدلا من 3 أو 5 سنوات.
وقال السيسي – في مداخلته أمام جلسة (القيادة القوية والالتزام الجماعي) بمنتدى (إفريقيا 2018) :”وجد جميع الزملاء العاملين معي في المشروع وقتها أنني كنت حريصا جدا على سرعة الإنجاز والتركيز على عامل الوقت في التنفيذ حيث إنني أصريت على عام واحد فقط وبالفعل وفقنا الله وانتهينا في عام، وأنني لم أنته من المشروع في عام من باب أن يقال أن مصر استطاعت تنفيذ معدلات غير مسبوقة ، أبدا ، ولكنها كانت الحاجة الضرورة الحتمية هي التي تفرض علي الانتهاء بسرعة منه ؛ لأني لم أكن فقط حريصا على مراعاة البعد الاقتصادي للمشروع ولكن أيضا بناء الأمل وإرضاء المصريين بعد فترة صعبة مروا بها”.
وأضاف:”لقد كان عنصر الوقت حينها بالنسبة لي مهما جدا وهذا الأمر كان بعيدا عن الاقتصاد، ولكن بمجرد أن انتهيت بعد عام وعلي الرغم من الركود الاقتصادي الذي كان موجودا في الفترة ( 2015 – 2016 ) ، إلا أننا حققنا على الأقل خلال عامي 2017-2018 معدلات زيادة سنوية في دخل القناة أصبحت تتراوح ما بين 500 و700 مليون دولار ، وهذا المبلغ تحقق لأني أنجزت المشروع في وقت قليل”.
وتابع : “هذا الكلام ينطبق على مشروعات أخرى مثل الطاقة نظرا لأهميتها في كل الصناعات”..متسائلا : إذا قامت أية دولة أفريقية بتمويل مشروع واحد فقط مثل الحديد والصلب فمن أين ستحصل على الطاقة للتنفيذ؟..مشددا على ضرورة تنفيذ المشروعات في القارة السمراء بشكل جماعي وبرؤية شاملة لحل المشاكل الموجودة أمام تنفيذها.
وقال السيسي : “إن الفاصل والفجوة الكبيرة ما بين أفريقيا ودولها ومصر منهم وما بين العالم الدول المتقدمة ، ضخمة وهو ما يتطلب التعاون المشترك من الجميع “.. مؤكدا أن الأمن والاستقرار عنصران مهمان لجذب الاستثمار لأنه إذا لم تستقر هذه القارة وترتفع معدلات الأمن بها إلى معدلات عالية سينعكس هذا الأمر بالسلب عليها نظرا لأن العالم كله أصبح قرية صغيرة.
وأضاف : “عندما تحدث صديقنا وزميلنا عن كوريا وعن التعليم، كان لديكم الوقت وكان العالم في تقديري لم يدخل في أعتاب التشبع الذي بدأت ملامحه تظهر في الصناعة والتجارة”.. متسائلا : إذا كان العالم كله حجز مكانه في الصناعة والتجارة فأين مكاننا في أفريقيا؟.