في المؤتمر الذي عُقد فى القاعة الشرقية بالبيت الأبيض،والذي وصفته صحيفة الجارديان بأنه “مشهد غريب للغاية”. إذ فاجأ الرئيس الأمريكى الجميع بالإشارة إلى غزة، قائلًا إنها كانت “مكانًا سيئ الحظ لفترة طويلة”، مستخدمًا لغة أقرب إلى الحديث عن منزل مسكون منه إلى منطقة تشهد كارثة إنسانية.
ووصفت الجارديان نتنياهو وهو امام ترامب ،انه بدا وكأنه يحاول يتمالك نفسه حتى لا يضحك، حيث كشف ترامب عن رؤيته “الحل” لغزة، عبر اقتراح بناء مناطق توطين جديدة في دول أخرى، قائلًا: “يمكن أن تموّلها الدول المجاورة ذات الثروات الهائلة”. لكنه لم يحدّد ما إذا كانت تلك الخطة مجرد فكرة عابرة أو مقترحًا رسميًا، وفقاً للصحيفة.
لكن المفاجأة الحقيقية جاءت عندما صرّح ترامب قائلاً: “ستستولى الولايات المتحدة على قطاع غزة، وسنفعل ما يلزم، سنمتلكه”، مضيفًا أنه لا يستبعد إرسال قوات أمريكية للسيطرة عليه.
ووصفت الجارديان الرئيس الأمريكى في تلك اللحظة بأنه بدأ وكأنه “يوليوس قيصر الجديد”، مشيرة إلى أن قراراته أصبحت أكثر جرأة بعد أن حيّد مجلس الشيوخ عن طريقه.
وقالت الصحيفة ان دوافع ترامب قد ظهرت بشكل أكثر وضوحا، إذ قال: “سنستولى على غزة ونجعلها شيئًا يمكن للشرق الأوسط بأسره أن يفخر به”. وأضافت الصحيفة تعليقًا على ذلك: “مرحبًا بكم في عالم ترامب في غزة، متنزه ترفيهى خيالي مليء بأبراج ترامب وملاعب الجولف الخاصة به والروبوتات”.
وأضاف ترامب قائلًا: “لا أريد أن أكون لطيفًا، ولا أريد أن أكون رجلا حكيما، بل أريد ريفييرا الشرق الأوسط في غزة”.
وفي رده على سؤال حول من سيعيش في المدينة التي يخطط لإنشائها في غزة، قال ترامب: “أتصور أن سكان العالم سيعيشون هناك، سكان العالم. أعتقد أنك ستجعلها مكانًا عالميًا لا يصدق. أعتقد أن الإمكانات في قطاع غزة لا تُصدق، وأعتقد أن العالم بأسره، ممثلون من جميع أنحاء العالم سيكونون هناك”.
وأضافت الجارديان أن ترامب، الخبير في صنع العلامات التجارية، لم يتطرق إلى أن شركاته العقارية أعلنت إفلاسها عدة مرات، وأن جامعته واجهت دعاوى قضائية بتهمة الاحتيال، وأن مؤسسته شابتها الفضائح، كما حُكم على شركته بدفع أكثر من 350 مليون دولار في قضية احتيال مدنية أمام محكمة في نيويورك.
ورأت الصحيفة أن تصريحات الرئيس الأخيرة تعكس تحوله إلى مرحلة توسعية جديدة، تعزز من دوره في المشهد الدولي خلال ولايته الثانية، حيث يسعى إلى تقديم نفسه كلاعب رئيسي على الساحة العالمية.
وقد أشاد نتنياهو بترامب ووصفه بأنه “أعظم صديق لإسرائيل على الإطلاق في البيت الأبيض”، معتبرًا أن خطته بشأن غزة، “تستحق الاهتمام” و”يمكن أن تغير التاريخ” غير آبه برفض الفلسطينيين والدول المجاورة لها.
ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه اتهامات بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة تعود إلى عام 2019، في حين أُدين ترامب العام الماضي بـ 34 تهمة جنائية بتزوير سجلات تجارية. كما صدرت مذكرة اعتقال دولية بحق نتنياهو من المحكمة الجنائية الدولية، بتهم تتعلق بجرائم حرب في غزة.
المصدر: وكالات

