وسط أنقاض الحرب وتحت وطأة الجوع والنزوح، تروي نساء غزة فصولًا من معاناة يومية تخنقها الدموع والأسئلة بلا إجابات، في قطاع محاصر يترنح تحت ويلات صراع دامٍ يقترب من عامه الثاني.
وفي تقرير نشره الموقع الرسمي للأمم المتحدة، نُقلت شهادة ثلاث نساء من قطاع غزة، تلخص وجع الأمهات اللواتي فقدن كل شيء، وبتن يبحثن عن الأمن والخبز والأمل في مكان لم يعد يحتمل الحياة.
خديجة، إحدى النازحات من جباليا، قالت إنها اضطرت للنزوح أكثر من 20 مرة، حتى استقرت مؤقتًا في مبنى مدمر بغرب غزة، بعد أن فقدت منزلها الجديد : وتقول “فرشت بيتي بالكامل، ولم نكمل ثلاث سنوات فيه حتى ضاع كل شيء بسبب الحرب.”
بدرية براوي، وهي أم لعدة أطفال، تروي بمرارة أن أبناءها يبكون من الحر والجوع : فتقول “لم نأكل خبزًا منذ ثلاثة أيام. هذا الصباح أطعمتهم حمصًا فقط .. هل هذا يكفي لمعدة طفل؟”
أما هيام زايد، فتحكي عن تحول بيتها الذي كان يعج بالحياة، إلى ذكرى بعيدة : فتقول “كان عندي بيت فيه ست غرف وحديقة، كنا نزرع ونربي دجاجًا ونأكل مما ننتج، الآن لا شيء.. حتى الخبز نفتقده.”
وتختم بكلمات موجعة : “ما ذنبي وذنب أطفالي؟ من المسؤول عن تشريدنا وتجويعنا؟”
وبحسب تقارير أممية، يعيش اليوم أكثر من مليوني فلسطيني، يمثلون سكان قطاع غزة، على ما لا يتجاوز 15% من مساحة القطاع، بعد الدمار الهائل الذي طال البنية التحتية والمنازل.
فيما حذرت منظمات دولية من عواقب إنسانية “كارثية” في حال استمرار النزاع، تشمل تدهور الصحة النفسية للأطفال، وانتشار الأمراض، وتفكك النسيج الاجتماعي، في ظل غياب أي مسارات واضحة لحل سياسي أو إنساني يخفف من معاناة سكان القطاع.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)

