نجح الفنان كريم عبدالعزيز في صناعة التاريخ بالسينما المصرية بلغة الإيرادات والأرقام، ليس مرة واحدة، بل كررها للمرة الرابعة خلال سنوات قليلة.
كتب كريم عبدالعزيز اسمه في صدارة قائمة أصحاب المائة مليون جنيه إيرادات بأربعة أفلام من بطولته، حيث تخطى فيلمه “المشروع x” إيرادات بقيمة 100 مليون جنيه، وهو الفيلم الرابع له الذي ينجح في الوصول لهذا الرقم الصعب.
وبدأ عرض الفيلم في شهر مايو الماضي ونجح في تحقيق ايرادات تخطت الـ130 مليون جنيه حتي اليوم ليكون الفيلم الرابع له الذي تتجاوز إيراداته 100 مليون جنيه، ويزهو كريم عبدالعزيز بأن في جعبته 4 افلام في نادي المائة أي تجاوزت إيرادات كل منها الـ100 مليون جنيه.
وشارك في بطولة فيلم “المشروع x” مجموعة كبيرة من الفنانين منهم ياسمين صبري، وإياد نصار، وأحمد غزي، وعصام السقا، وتدور أحداثه في إطار اكشن تشويقي حول عالم المصريات “يوسف الجمال” الذي يسعي للوصول لبعض الاكتشافات عن الحضارة المصرية القديمة وأسرار بناء الهرم الاكبر ويواجه صراعات عديدة بسبب ذلك وقد صورت أحداث الفيلم في عدة دول، ويعد من أضخم الأفلام انتاجيا في تاريخ السينما المصرية.
ونجح كريم من قبل في دخول نادي المائة مليون عبر فيلمه “الفيل الأزرق 2” والذي عرض عام 2019 ، ووصلت إيراداته إلى حوالي 104 ملايين جنيه، وهو تأليف أحمد مراد، وإخراج مروان حامد، وشارك في بطولته هند صبري، ونيللي كريم، وإياد نصار، وشيرين.
تبدأ أحداث الجزء الثاني من الفيلم بعد خمس سنوات من أحداث الجزء الأول، حيث يتزوج الدكتور يحيى من لبنى، ويتم استدعاءه لقسم الحالات الخطرة 8 غرب حريم، ويلتقي هناك بمن يتلاعب بحياته وحياة أسرته، ليستعين يحيى بحبوب الفيل الأزرق في محاولة منه للسيطرة على الأمور وحل الألغاز التي تواجهه.
وبعدها بثلاث سنوات كان الجمهور على موعد مع “كيرة والجن” والذي عرض عام 2022 ووصلت ايراداته في دور العرض إلى 120 مليون جنيه، وهو تأليف أحمد مراد وإخراج مروان حامد وشارك في بطولته أحمد عز، وهند صبري، ورزان جمال، وسيد رجب، وأحمد مالك، وهدى المفتي.
يتناول “كيرة والجن” فترة مهمة في تاريخ مصر إبان مقاومة الشعب للاحتلال الإنجليزي، كما يسلط الفيلم الضوء على الجماعات السرية التي جرى تنظيمها في هذا الزمن لمقاومة الاحتلال، وذلك بالتزامن مع ثورة 1919.
وشهد الفيلم التعاون السينمائي الأول بين كريم عبدالعزيز وأحمد عز، حيث جسد كريم عبدالعزيز خلال أحداث الفيلم شخصية أحمد عبد الحي الملقب بـ”كيرة”، بينما جسد عز شخصية “عبد القادر شحاتة” الملقب بـ”الجن”، ويعمل الثنائي في تنظيم سري لمقاومة الاحتلال البريطاني.
واعتمد فيلم “كيرة والجن” على قصص وأحداث حقيقية، كما أنه مستوحى من رواية بعنوان “1919” للكاتب أحمد مراد، وهو نفس كاتب السيناريو الخاص بالفيلم.
ولم يمض كثيرا ليعرض فيلم “بيت الروبي” عام 2023 ووصلت إيراداته نحو 131 مليون جنيه، وهو تأليف محمد الدباح وريم القماش وإخراج بيتر ميمي وشارك في بطولته كريم محمود عبدالعزيز، ونور اللبنانية وتارا عماد.
تدور أحداث فيلم “بيت الروبي” في إطار اجتماعي كوميدي حول السوشيال ميديا، من خلال قصة “إبراهيم الروبي” الذي يعيش هو وزوجته في أحد المناطق الساحلية بعيدا عن القاهرة، ويأتي إليه شقيقه ليطلب منه الذهاب معه إلى القاهرة ليوم واحد، وهناك يصبح عن طريق الصدفة “إنفلونسر” شهيرا وتحدث له العديد من المفارقات الكوميدية.
عن رأيه في هذا النجاح الكبير لكريم عبدالعزيز خلال السنوات الماضية، يقول الناقد الفني محمد فاروق: ميزة كريم عبد العزيز أنه لا توجد لده أية خلافات فنية، وأنه بذكائه الشديد استطاع أن يخرج من عبائة التصنيف فهو ليس ممثل أكشن فيمكن أن ندخله في مقارنه مع أحمد السقا، أو ممثل كوميدي من الممكن أن يدخل في مقارنة مع محمد هنيدي على سبيل المثال أو محمد سعد، وليس “جان” فينافس أحمد عز، كريم الخلطة الفنية عنده تضم لا تضم تصنيفات مجتمعية.
وأضاف فاروق: عندما تجد كريم عبد العزيز يقدم دور أكشن يبهرك، كوميدي هو صاحب دم خفيف للغاية، وأيضا لو لعب دور الولد الوسيم، وأعتقد أن التكوين الجسماني له، فرق كثيرا في تقديمه لهذه التنوعات الفنية.. بالإضافة إلى أن الحياة الشخصية لكريم عبد العزيز لم تدخل يوما في الحياة العملية، ولا يمكن أن تجد أي شخص يناقش حياته الخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثلما يحدث حاليا مع الكثير من النجوم، كريم عبد العزيز على الرغم من أنه تعرض لفترات صعبة في حياته إلا أنه استطاع أن يحل مشاكله بعيدا عن أعين الكل، ولم يتعرض للانتقاد على الإطلاق فهو يذكرني بالنجم الراحل محمود عبد العزيز الذي استطاع أن يقدم كل هذه الأشكال.
ولفت محمد فاروق أن كريم عبد العزيز استطاع أن يلفت الأنظار إليه منذ الصغر عندما قدم دور نجل الزعيم عادل إمام وسعاد حسني في فيلم “المشبوه”، فالكل أثنى عليه على الرغم من صغر سنه.
وأشار إلى أن من حقه أن تقفز أفلامه حاجز الـ100 مليون لأنه يختار أفلامه والموضوعات التي يقدمها بعناية شديدة جدا، كريم يختار أعمالا تترك علامة لدى المشاهد حتى لو كانت للترفيه، وفي النهاية لو قارنت أي شخص في أي تصنيف فني فإن كريم عبد العزيز يربح في أي مقارنة، ولك أن تتخيل أن كريم عبد العزيز حتى لو ظهر كضيف شرف يكون بمثابة عامل جذب مختلف للغاية.
بدوره، يقول الناقد الفني إلهامي سمير: كريم عبد العزيز صاحب حضور قوي يجعل الجمهور يشعر أنه واحد منه، حتى في الأدوار المعقدة أو الأكشن هو ليس بالنجم النخبوي ولا المتصنع، وهذه الأسباب خلقت له قاعدة جماهيرية ضخمة من كل الفئات العمرية.
وأضاف إلهامي أن كريم بدأ من الكوميديا والدراما، لكنه لم يحبس نفسه في قالب واحد واستطاع بكل سهولة أن يدخل في الأكشن، الإثارة، والتشويق، مثلما شاهدناه في أفلام “الفيل الأزرق”، “وكيرة والجن”، وهو ما جعله دائما في تطور، ومواكبه لتغيرات السوق.
وأشار إلى أن كريم لم ينجرف وراء أي سيناريو ناجح تجاريا، بالعكس، هو ينتقي المشاريع ذات القيمة الفنية التي تندمج مع عناصر الجذب الجماهيري.
ولفت إلهامي سمير إلى أن أغلب أفلام كريم عبد العزيز تم طرحها في توقيتات ذهبية، وهذه أشياء فرقت كثيرا في الإيرادات، وجعلته صاحب “ماركة سينمائية” أجبرت الجمهور على اننظار أفلامه من عام لآخر.
وقال إلهامي: كريم لديه وعي ممتاز بفكرة “الترند” وذوق الجمهور، دون أن يقدم أي شئ فج، يعرف جيدا الميعاد المناسب لطرح أي عمل فني يشارك فيه مثلما حدث مع “الفيل الأزرق”، ومثلما حدث عندما قدم فيلما ذات طابع تاريخي وهو “كيرة والجن”، وفيلم كوميدي مثل “نادي الرجال السري”.
وعلى الرغم من شهرته الكبيرة، كريم ليس من النجوم الذين يبالغون في الظهور في البرامج ، أو السوشيال ميديا، وكلها أشياء خلقت له هالة من الغموض المحبب، وجعل الجمهور يركز على فنه وليس على حياته الشخصية، وفق إلهامي سمير.
ويختتم سمير حديثه بالقول: يجب ألا ننسى أن كريم عبدالعزيز تربى في بيئة فنية، لكنه لم يكتفي بذلك بل عمل على نفسه كممثل عصري قادر يواكب التغيير، ويفهم الجمهور الجديد دون أن يفقد احترام الجمهور القديم، لأن لديه القدرة على لعب شخصيات معقدة دون أن يبتعد عن فهم الناس ومتطلبات الجمهور.
المصدر: أ ش أ
