يحتفي المغرب العربي بالموسيقى الأندلسية ويفاخر بها، مثلما يفاخر الغرب بالموسيقى الكلاسيكية التي ترافق المناسبات الكبرى، وتعزف في أبهى القاعات، ويزداد الاحتفاء بهذا الفن العريق القادم من الأندلس في شهر رمضان المبارك.
وانطلاقا من ساعات المساء، وقبيل الإفطار تبدأ أصوات أوتار القانون والعود الأندلسيين تعلو على الأصوات في الإذاعات وشاشات التلفاز في أنحاء المغرب، ليذهب الناس في رحلة وجدانية مع طرب عريق توارثوه عبر قرون طويلة كابرا عن كابر.
وفي هذا الوقت، حيث الناس صيام يعلو الشق الصوفي من الطرب الأندلسي الضارب في العراقة، والذي لا يقطعه غير آذان المغرب والصلاة، ثم يعود مرة أخرى ليصاحب المغاربة على موائد إفطارهم.
وفي ساعات المساء وبعد صلاة التراويح، تنتشر في كثير من المدن المغربية وفي بعض الفنادق العريقة فرق الموسيقى الأندلسية، لتعزف للناس على وقع الأتاي المغربي (الشاي الأخضر) أعرق الألحان وأكثرها شجن، المرتبطة في غالبها بالمدائح النبوية التي هي جزء لا يتجزأ من الثقافة والكيان الروحي للمغرب.
وعلى مر القرون طور المغاربة هذه الموسيقى وهذبوا مكوناتها وأوزانها ومقاماتها المكونة من مادة نظمية من الشعر والموشحات والآزجال، والدوبيت، والقوما، مع ما أضيف لها من إضافات لحنية أو نظمية محلية جمعت بينها دائرة النغم والإيقاع، وما استعاروه من نصوص وألحان مشرقية، وتعتبر النوبة أهم قالب في الموسيقى الأندلسية.
المصدر: وكالات