إعادة انتخاب مصر بعضوية المجلس التنفيذى لاتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامى
أعلنت الجمعية العامة الحادية عشرة لاتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، إعادة تشكيل المجلس التنفيذي للاتحاد، حيث أُعيد انتخاب جمهورية مصر العربية لعضوية المجلس التنفيذي، إلى جانب كل من المملكة العربية السعودية، ماليزيا، الجزائر، المغرب، الأردن، تشاد، فلسطين، ومنظمة التعاون الإسلامي. وتعد هذه الخطوة تأكيدًا على الدور الإعلامي البارز لمصر ومكانتها في الساحة الإعلامية الإسلامية.
وانعقدت الجمعية العامة الحادية عشرة برئاسة وزير الإعلام السعودي سلمان بن يوسف الدوسري رئيس الجمعية العامة ورئيس المجلس التنفيذي للاتحاد، وبحضور الدكتور عمرو الليثي نائب رئيس الجمعية العامة والمجلس التنفيذي، إلى جانب وزراء الإعلام من الدول العربية والإسلامية.
وأكد وزير الإعلام السعودي سلمان بن يوسف الدوسري رئيس الجمعية العامة ورئيس المجلس التنفيذي للاتحاد- في كلمته الافتتاحية- أن الاتحاد أصبح منصة جامعة تعزز التعاون الإعلامي بين الدول الإسلامية وتوحد جهودها في مواجهة التحديات الراهنة، مشيرًا إلى إنجازات عام 2025، ومن أبرزها: تشغيل وحدة التبادل الإخباري والبرامج، إطلاق المنصة السحابية للتبادلات الإعلامية، تنفيذ 13 دورة تدريبية شارك بها أكثر من 500 متدرب من 35 دولة، إنتاج برامج نوعية مثل “العربية ببساطة” لغير الناطقين بالعربية، توقيع 7 اتفاقيات تعاون مع اتحادات وهيئات إعلامية إقليمية ودولية، تعزيز الشراكات مع اليونسكو وهيئات كبرى، الاحتفال باليوبيل الذهبي للاتحاد، تأكيدًا على مسيرة 50 عامًا من العطاء الإعلامي.
وثمّن الدوسري قرار مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في دورته الحادية والخمسين في إسطنبول، الذي أكد دعمه للاتحاد، داعيًا الدول الأعضاء للانتظام في سداد مساهماتها المالية، مشيرًا إلى الدور الهام لمكتب الاتحاد في رام الله في دعم القضية الفلسطينية إعلاميًا.
ودعا إلى المضي قدمًا نحو مشاريع التحول الرقمي واستخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام، وإطلاق إنتاج إعلامي مشترك يعزز قيم التسامح والتعايش.
من جانبه.. ألقى الدكتور عمرو الليثي كلمة رحّب فيها بالحضور ، قائلا : “يسعدني أن أرحب بكم جميعًا في افتتاح أعمال جمعيتنا العامة الحادية عشرة لهذا العام 2025، مستهلًّا كلمتي بأسمى آيات الشكر والعرفان لدولة المقر، المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ال سعود (حفظهما الله)”.
وأضاف أن “ما تشهده هذه الأرض الطيبة من نهضة امتدّت إلى كل مناحي الحياة، طالت أيضا اتحادنا ، لما نشهده من كل الدعم والسند لرسالته، في هذا المقام، كل الامتنان والإشادة ممتدة إلى الوزير سلمان بن يوسف الدوسري، الذي يقود اتحادنا برؤية استراتيجية متجددة ، فما نلمسه من حرصه على متابعة أنشطة الاتحاد وتقديم الدعم المباشر لمبادراته، كان له جل الأثر على إنجازات ملموسة وتطويرات نوعية شهدناها جميعًا”.
وتابع: “إن عالمنا اليوم يشهد تغيرات كبرى وأزمات طاحنة ألقت بظلالها على المشهد الدولي، من أزمات نوعية، إلى ثورات تقنية وتحوّلات إعلامية عابرة للحدود. وفي خضم هذه التحديات، تتعاظم مسؤوليتنا الإعلامية في الاتحاد لنكون منبرًا يعكس صوت أمتنا، ويصون هويتها، ويدافع عن قضاياها، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية العادلة. لهذا فإن اجتماعنا هذا لا يأتي في سياق اعتيادي، بل هو محطة جامعة لتجديد العزم، وتعزيز وحدتنا الإعلامية، وصياغة خطاب مسؤول يواكب التحولات، ويستجيب لتطلعات شعوبنا”.
وأردف: “إننا على يقين أن اتحادنا، بعضوية دوله- دول منظمة التعاون الإسلامي- قادر بتكاتف الجميع، على أن يكون منبرًا فاعلًا في مواجهة هذه التحديات، ومنصةً جامعة لتعزيز التعاون الإعلامي وبناء خطاب إسلامي حديث، مواكب للمتغيرات وصانع للتأثير”.
وفي السياق ذاته.. ثمّن الوزير أحمد عساف، دور الاتحاد التاريخي في الدفاع عن القضية الفلسطينية، مشيدًا بدور مكتب رام الله في رصد الجرائم والانتهاكات، مؤكدًا أن الإعلام هو خط الدفاع الأول، وأن صوت الاتحاد يمثل دعمًا قويًا للقضية.
وشهدت الاجتماعات مشاركة رفيعة من القيادات الإعلامية في السعودية، منهم الدكتور عبد الله المغلوث مساعد وزير الإعلام، إسراء عسيري المشرف العام على المكتب التنفيذي لوزير الإعلام، الدكتور عبدالرحمن العمري وكيل وزارة الإعلام للعلاقات الدولية.
كما ألقى الدكتور عبد الناصر العبيدان من المؤسسة القطرية كلمة شدد فيها على أهمية الإنتاج الإعلامي المشترك بلغات متعددة، مندّدًا بالاعتداء الإعلامي على بلاده، ومعتبرًا الاتحاد خط الدفاع الإعلامي الأول للأمة.
أما صالح سعيود من الجزائر، فأشاد بدور الاتحاد كمنصة استراتيجية، داعيًا إلى تعزيز العمل المشترك لمواجهة التحولات الرقمية.
فيما ألقى السفير سمير بكر الأمين العام المكلف لمنظمة التعاون الإسلامي، كلمة أشاد فيها بالدور السعودي الداعم للاتحاد، وأثنى على جهود الدكتور عمرو الليثي، مؤكدًا أن الاتحاد يؤدي دورًا رياديًا في التصدي للإسلاموفوبيا ودعم القضية الفلسطينية، خاصة في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها غزة والضفة الغربية.
من جانبه، أكد محمد عباس نجاد، رئيس الإذاعة والتلفزيون الإيراني، التزام بلاده بالمشاركة الفاعلة، ودعا إلى إنتاج محتوى يعزز وحدة الخطاب الإعلامي الإسلامي.
في السياق ذاته .. ناقشت الجمعية العامة الميزانية المقترحة لعام 2026، وتم اعتمادها بالإجماع، إلى جانب الموافقة على الخطة التطويرية المقدمة من الدكتور عمرو الليثي، التي تهدف إلى رفع مستوى التعاون الإعلامي وتوسيع التبادل البرامجي والإخباري.
وشهد الاجتماع خطوة تاريخية غير مسبوقة تمثلت في إقرار “ميثاق الشرف الإعلامي” للدول الأعضاء، لأول مرة منذ تأسيس الاتحاد، ليكون إطارًا مهنيًا وأخلاقيًا يعزز الالتزام بالنزاهة والموضوعية، ويكرّس احترام الخصوصيات الثقافية والدينية.
وسيشرف الاتحاد على تفعيل بنود الميثاق بالتعاون مع وزارات وهيئات الإعلام بالدول الأعضاء، من خلال برامج وخطط تنفيذية واقعية.
وأشاد المشاركون بهذا الميثاق، واعتبروه تحولًا نوعيًا في مسيرة الاتحاد نحو إعلام إسلامي مهني، متضامن، ومسؤول.
واختتم المجلس أعماله، مؤكدًا على المضي قدمًا نحو تعزيز الحضور الإعلامي الإسلامي عالميًا، وعلى استمرار دعم القضية الفلسطينية كقضية مركزية للاتحاد.
المصدر: أ ش أ

