أصدر رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، اعتذارا عن كارثة تصادم قطارين الأسبوع الماضي، والتي أسفرت عن مقتل العشرات.
وقال ميتسوتاكيس – في بيان نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، اليوم /الأحد/ – إنه “كرئيس للوزراء مدين للجميع، ولكن قبل كل شيء لأقارب الضحايا، باعتذار كبير، بشكل شخصي وباسم كل من حكم الدولة على مر السنين، لأنه، حقا، لا يمكن أن يكون في اليونان عام 2023 قطاران يتحركان في اتجاهين متعاكسين على نفس المسار ولم يلحظ أحد هذا”.
وأضاف – في بيانه الذي أوردته صحيفة /كاثمريني/ اليونانية – “لا يمكننا، ولا ينبغي لنا ولا نريد الاختباء وراء الخطأ البشري. إذا كان مشروع الإدارة عن بعد قد اكتمل، لكان من المستحيل عمليا وقوع هذا الحادث المميت. حقيقة أن نظام التحكم الرقمي سيعمل بكامل طاقته خلال الأشهر القليلة المقبلة ليس عذرا،إنه يجعل ألمي أكبر لأنه لم يكن لدينا الوقت لإكماله قبل حدوث المحنة”.
وأكد رئيس الوزراء اليوناني أن العدالة ستحقق بسرعة وتحدد المسؤولية وراء الكارثة، مضيفا أن الوزير المسؤول سيعلن عن إجراءات خلال الأيام القليلة المقبلة لتحسين سلامة السكك الحديدية على الفور حتى اكتمال الأنظمة الإلكترونية.
وشدد على أنه “من واجبنا الآن الوقوف إلى جانب عائلات الضحايا، والاعتراف بشجاعة بأخطاء الدولة. لكن هذا ليس كافيا أيضا. سأطلب على الفور من المفوضية الأوروبية والدول الصديقة مساعدتهم في توفير المعرفة، حتى يكون لدينا في النهاية قطارات حديثة. سأقاتل حتى نحصل على تمويل إضافي من المجتمع من أجل إجراء الصيانة وتحديث الشبكة الحالية بسرعة”.
وأشار ميتسوتاكيس إلى أنه “يعتزم أن يقترح على جميع الأطراف التعهد بتشكيل لجنة خاصة من جانب البرلمان المقبل ستحقق في كل ما حدث في السكك الحديدية اليونانية خلال السنوات العشرين الماضية، بحيث يمكن للدولة أخيرا القيام بكل الأشياء التي يجب القيام بها وبسرعة”.
وحضر رئيس الوزراء قداسا صباحيا في الكاتدرائية الأرثوذكسية في أثينا حيث خططت جميع كنائس البلاد لتكريم ذكرى ضحايا ما وصفته السلطات بأنه “مأساة وطنية”.
واندلعت صدامات عنيفة الأحد بين الشرطة ومتظاهرين أمام البرلمان في أثينا خلال تجمّع احتجاجي بعد حادث القطار في اليونان الذي أودى بحياة 57 شخصا مساء الثلاثاء، وفق ما أفاد مراسلون في وكالة فرانس برس
وأضرم متظاهرون النار في حاويات نفايات وألقوا زجاجات مولوتوف فيما ردّت الشرطة بإلقاء قنابل غاز مسيل للدموع وقنابل الصوتية في وسط العاصمة اليونانية.
وتجمع الآلاف في أثينا صباح الأحد لتكريم ذكرى 57 شخصا قتلوا في كارثة القطار التي وقعت خلال الأسبوع الجاري بالقرب من لاريسا حيث يستعد مدير المحطة للإدلاء بإفادته أمام القضاء اليوناني.
وتجمع طلاب وموظفون في السكك الحديدية والقطاع العام الأحد في ساحة سينتاغما مقابل البرلمان، للتظاهر. أما عائلات الضحايا فتنوي التجمع بالقرب من مكان الكارثة بعد خمسة أيام على وقوعها، في محطة تيمبي
وستعقد الأحد أيضا جلسة قضائية للاستماع لمدير المحطة (59 عامًا) الذي يشتبه بارتكابه خطأ فادحا أدى إلى وقوع الحادث مساء الثلاثاء. وقد أرجأها القضاء اليوناني السبت.
ويفترض أن يبت قاضي التحقيق في لاريسا أقرب بلدة إلى مكان الحادث، في نهاية الجلسة ما إذا كان سيتهمه بـ”القتل الخطأ عبر الإهمال”
وذكر مصدر قضائي أن التحقيق يهدف أيضا إلى “بدء إجراءات جنائية، إذا لزم الأمر ضد أعضاء إدارة شركة” السكك الحديد “هيلينيك ترين”
وهذا الحادث هو الثالث بين الحوادث التي سقط فيه أكبر عدد من القتلى في أوروبا خلال 25 عاما، بعد خروج قطار عن سكته في 1991 في ألمانيا (101 قتيل) وحادث قطار في إسبانيا في 2013 قتل فيه ثمانون شخصًا
وسببت هذه الكارثة مأساة في اليونان خصوصا لأن عددا كبيرا من الضحايا كانوا من الطلاب الشباب العائدين من عطلة نهاية أسبوع طويلة إلى تيسالونيكي المدينة الجامعية الكبيرة في الشمال.
وأدى الغضب إلى اشتباكات في أثينا وتيسالونيكي. ومساء الجمعة، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية في هاتين المدينتين
وكان ممثلو النقابات في الشركة أطلقوا تحذيرا قبل ثلاثة أسابيع، مؤكدين “لن ننتظر وقوع حادث لنرى المسؤولين يذرفون دموع التماسيح”.
ويطالب الشباب اليوناني بالحقيقة على الرغم من اعتراف الحكومة بمسؤوليتها عن المشاكل “المزمنة” لشبكة السكك الحديدية التي أدت إلى وقوع الحادث.
وتوقفت القطارات عن العمل الخميس والجمعة بعد دعوة إلى إضراب من قبل نقابات السكك الحديدية. تم تجديد الدعوة الجمعة لمدة 48 ساعة أخرى.
المصدر : وكالات