أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف اليوم الجمعة مواصلة موسكو اتصالاتها مع واشنطن، فيما يتعلق بمعاهدة تدابير تخفيض والحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية “نيو ستارت”.
وقال ريابكوف، في تصريح اليوم، إن “موسكو مستعدة لمناقشة مع الولايات المتحدة العديد من القضايا التي تهمها بشرط لا تؤثر هذه المباحثات على الوضع الحالي الخاص بمعاهدة الحد من الاسلحة الاستراتيجية”.
وأشار المسؤول الروسي إلى عدم حدوث أي تقدم يذكر خلال المباحثات التي جرت مع الولايات المتحدة على هامش مؤتمر نزع السلاح في جنيف، مستبعدا في الوقت نفسه تراجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن القرار الخاص بتعليق مشاركة بلاده في معاهدة “ستارت”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن، في أواخر شهر فبراير الماضي، عن تعليق موسكو لمشاركتها في معاهدة “نيو ستارت” (معاهدة تدابير تخفيض والحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية)، وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أوائل الشهر الجاري، أن واشنطن تلقت مذكرة رسمية بتعليق مشاركة روسيا في هذه المعاهدة.
وقال ريابكوف إن واشنطن تبذل قصارى جهدها لإعادة روسيا مرة أخرى إلى معاهدة تدابير تخفيض والحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية “نيو ستارت”، مؤكدا في الوقت نفسه استعداد موسكو النظر مرة أخرى في مسألة العدول عن قرارها الخاص بمعاهدة ستارت ولكن بشرط أن تعيد الولايات المتحدة النظر في نهجها العدواني تجاه روسيا بشكل عام بغض النظر عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وأكد المسؤول الروسي على أهمية إجراء مباحثات جادة مع واشنطن من أجل تطبيع عمل المؤسسات والهيئات الدبلوماسية بين البلدين، معربا عن أسفه إزاء عدم حدوث أي تقدم يذكر في المباحثات الجارية مع الولايات المتحدة في العديد من القضايا من أهمها معاهدة “نيو ستارت”.
ووصف ريابكوف الاتفاقية الإنسانية التي تم التوصل إليها مؤخرا مع الولايات المتحدة بـ”الخطوة الإيجابية” نحو العلاقات الثنائية بين البلدين، متهما الولايات المتحدة بضخ الاسلحة إلى أوكرانيا لمحاربة روسيا، مما يؤثر بشكل كبير على إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأعرب المسؤول الروسي عن اعتقاده بأن واشنطن تحاول من إعادة روسيا إلى معاهدة ستارت أن تظهر للعالم أجمع أنها قادرة على الفصل بين معاهدة ستارت وعن القضايا المعقدة والعالقة بين البلدين، رافضا كافة الجهود الأمريكية التي تبذلها في هذا الاتجاه في ظل تصرفاتها العدوانية تجاه روسيا.
وشكك ريابكوف في جدية عمل المفتشين التي ترغب الولايات المتحدة في إرسالهم إلى روسيا لمراقبة الأنشطة النووية داخل البلاد، معربا عن اعتقاده بأن واشنطن ترغب في إرسال مساعدين وليس مفتشين لموسكو من أجل مد كييف بكافة المعلومات الدقيقة عن المواقع الهامة التي تقوم بقصفها داخل روسيا.
وشدد المسؤول الروسي على قدرة بلاده في بسط الأمن القومي بغض النظر عن المشاركة في معاهدة “نيو ستارت”، رافضا في الوقت نفسه النهج التصاعدي للولايات المتحدة في كييف.
وأعرب ريابكوف عن قلق الولايات المتحدة البالغ من تعزيز وتوطيد العلاقات الثنائية بين روسيا والصين لذلك تبذل قصارى جهودها لإلحاق الضرر في هذه العلاقات التي “تعتبر إحدى أسس العالم متعدد الأقطاب، مما يجعلها الترياق ضد الهيمنة الأمريكية في العالم”، مؤكدا مواصلة بلاده في تعزيز التعاون مع الصين على الرغم من كافة التحديات التي تواجهها من واشنطن لإفشال هذه العلاقات.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)