دعا الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المستثمرين الرومانيين ؛ لاستكشاف الفرص الاستثمارية الحالية في مجالات الصحة، والطاقة المتجددة، والصناعة، مُشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين مصر ورومانيا وصل إلى 1.1 مليار دولار.
جاء ذلك فى كلمة الدكتور مصطفى مدبولي، ونظيره الروماني، نيكولا تشوكا، مساء اليوم، خلال فعاليات منتدى الأعمال المصري الروماني، بمقر الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، وذلك بحضور عدد من الوزراء المصريين والوفد الرسمي الروماني، إلى جانب ممثلي 61 شركة من الشركات المصرية والرومانية البارزة العاملة في مختلف القطاعات والمجالات، وتشمل الغاز الطبيعي، والمنسوجات، والطاقة المتجددة، والمقاولات والإنشاءات، بالإضافة لمجال المعدات و التجهيزات الطبية، والأثاث، وغيرها.
وأعرب مدبولي عن سعادته وتقديره لانعقاد هذا الحدث الاقتصادي المهم بمشاركة نظيره الروماني والوفد الروماني الرسمي المرافق له، قائلا: أتوجه بالشكر أيضا لـ “مجلس الأعمال المصري الروماني” على التنظيم الجيد لهذا المنتدى، كما أتقدم بالشكر لمسئولي الهيئة العامة للاستثمار لاستضافتهم هذا الحدث.
وأضاف: إنه لمن دواعي سروري أن أُرحب بجميع ممثلي الشركات المصرية والرومانية، وأؤكد اهتمامنا العميق بالعمل على تطوير العلاقات بين بلدينا، ودفع علاقاتنا التجارية والاستثمارية مع رومانيا إلى مستوى أعلى.
وتابع : إن العلاقات المصرية الرومانية قوية وتاريخية، وقائمة على المصالح المتبادلة، كما أنها تتمتع بتقارب في الآراء السياسية حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وسلط “مدبولي” الضوء على العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية بين البلدين، موضحا أن مصر ورومانيا وقعتا اتفاقية تأسيس مجلس الأعمال المصري الروماني في مارس 2001؛ لتدشين إطار جديد للعلاقات التجارية والاستثمارات الثنائية.
وفيما يتعلق بالاستثمارات الرومانية في مصر، أشار رئيس الوزراء إلى أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة الرومانية في مصر بلغت 104 ملايين دولار أمريكي بحلول أبريل 2022، مؤكدا أهمية هذه الاستثمارات، فيما بلغ عدد الشركات الرومانية في مصر 101 شركة تعمل في قطاعات مختلفة مثل: السياحة والتمويل والصناعة، والخدمات.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن منتدى اليوم، يأتي بعد قيام مصر بتنظيم المؤتمر الاقتصادي في أكتوبر 2022، وكذا مؤتمر المناخ COP27 في نوفمبر 2022، موضحا ما تمت مناقشته في المؤتمر الاقتصادي من أوضاع ومستقبل الاقتصاد المصري، وما تم التوافق عليه من خريطة طريق واضحة للاقتصاد المصري خلال الفترة المقبلة، وما تم التركيز عليه من كيفية تمكين القطاع الخاص وخلق بيئة أعمال مشجعة تضمنت الموافقة على وثيقة “سياسة ملكية الدولة” ودعم سياسات المنافسة.
وتابع، في سياق حديثه عن المؤتمر الاقتصادي، تمت مناقشة دور “صندوق مصر السيادي” والفرص المتاحة لتعظيم الشراكة مع القطاع الخاص في المشروعات الكبرى التي يُعنى بها الصندوق السيادي، مشيراً في الوقت ذاته إلى حرص الحكومة المصرية على تنفيذ استراتيجية توطين الصناعة من خلال توفير العديد من الفرص الاستثمارية والحوافز والضمانات في قطاعات رئيسية مُحددة.
وفي سياق متصل، أوضح الدكتور مصطفى مدبولي، أن مصر استضافت واحدة من أفضل نسخ مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP27، ليتم التأكيد من خلالها على أهمية التكاتف العالمي بشأن تغير المناخ، بما في ذلك المساهمة الحاسمة للقطاع الخاص والأطراف الأخرى المعنية؛ قائلاً: تتطلع مصر إلى استكشاف آفاق جديدة للمشروعات الخضراء من خلال دفع وتشجيع المزيد من الأفكار المبتكرة لضمان استدامة مواردنا، ونعتقد أن الشركات الرومانية يمكن أن يكون لها دور كبير في تحقيق هذا الهدف من خلال التعاون المتبادل.
وتطرق رئيس الوزراء إلى بعض مستهدفات الدولة المصرية في الأشهر والسنوات المقبلة، لافتاً إلى إصدار استراتيجية التنمية المستدامة باسم “رؤية 2030″، وكذلك الانتهاء من أول استراتيجية وطنية شاملة لتغير المناخ في مصر 2050، والتي تحدد الاتجاهات والسياسات، والبرامج التي سيتم تبنيها من أجل تحقيق طموحات العمل المناخي.
وأوضح مدبولي أنه وبالنظر إلى المستقبل، فإننا نعتبر أن مجالات الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأخضر، والنقل المستدام، وإزالة الكربون من قطاعات مثل النفط والغاز، والصلب والأسمنت، والزراعة المستدامة، وإدارة المياه هي أولويات لمصر.
وفي إشارة إلى التحديات الاقتصادية غير المسبوقة، أوضح مدبولي أننا في مصر نصر على مواجهة التحدي وبذل الجهود اللازمة لتجاوز أية عقبات أمام النمو.
وأكد رئيس الوزراء،فى ختام حديثه، حرص الحكومة المصرية على توفير الدعم الكامل في سبيل التعاون المشترك، وكذا ثقته في المخرجات التي سيتم مناقشتها خلال منتدى الأعمال المصري الروماني، والتي من شأنها دفع المزيد من الاستثمارات الرومانية في مصر، وذلك بالتزامن مع توافر العديد من الفرص التي يتم إتاحتها في مختلف المجالات، ومرحباً مرة أخرى بالسيد “تشوكا” رئيس الوزراء الروماني والوفد الرسمي والتجاري لجمهورية رومانيا.
من جهته، أكد نيكولاي تشيوكا رئيس وزراء رومانيا أن مصر تعتبر أول مقصد للتجارة الرومانية في كل أفريقيا.
وقال تشوكا – في كلمته خلال منتدى الأعمال المصري الروماني المنعقد في القاهرة – إنه لشرف عظيم لي أن أوجه كلمتي هنا في هذا المنتدى الاعمال المصري الروماني ، خاصة وأن العلاقات بين مصر ورومانيا واعدة وفي أفضل حالاتها.
وأوضح أن رومانيا قامت بدعم اقتصادها والذي نمى 8 أضعاف منذ عام 2020 ، لافتا إلى أنه وبالرغم من الظروف التي نواجهها فإن الاستثمارات الحكومية الضخمة بلغت 3 مليار يورو العام الماضي.
وأشار إلى أن أكثر من 11 مليار دولار من التمويلات الاوروبية قامت بتعزيز البنية التحتية وفتح فرص عمل جديدة، لافتا إلى أن بلاده على استعداد أن تنضم إلى شركائها وان نشارك هذه الفوائد والمنافع الاقتصادية.
وقال إن وجوده في المنتدى يصاحبه فيه عدد من رؤساء الشركات وتعمل في مختلف القطاعات مثل الطاقة والغاز والبترول وتوليد الكهرباء والطاقة المتجددة ويعتبر كل هذا تأكيد آخر على هذا التعاون المثمر .
وأضاف رئيس وزراء جمهورية رومانيا، أن هناك مجالات عديدة للتعاون الاقتصادي مع مصر، ومنها الزراعة والبنية التحتية والتكنولوجيا، موضحا أن مصر أول مقصد للتجارة الرومانية فى أفريقيا، ونرغب فى توسيع هذا التعاون.
وأشار إلى أنه في القريب العاجل سوف نكون جزءا من منظمات التجارة والصناعة الأوروبية وهذا يساعد على اتاحة الفرصة لنظامنا التجاري للتفاعل مع كل دول العالم.
وأعرب عن أمنيته في تحويل رؤيتنا إلى حقائق اقتصادية والتي تنعكس بالرفاهية على المجتمع ككل، وتابع قائلا “إنني على ثقة اننا سنقوم بتوفير الإطار الشامل لتعاوننا.
وقدم الشكر لرئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي لاستقباله وذلك من أجل القيام بالمناقشات المثمرة والتي من خلالها نرى كيف يمكن أن نحصل على المزيد من المنافع بالامكانيات المتاحة ونرى كيف يمكن أن نحسن ونعزز من علاقتنا الثنائية.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل، اليوم الأحد “نيكولاي تشويكا” رئيس وزراء جمهورية رومانيا، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وسامح شكري وزير الخارجية، والمهندس أحمد سمير وزير التجارة والصناعة، وكذلك “فلوريس سباتارو” وزير الاقتصاد الروماني، و”ميهال ستوبار” سفير رومانيا بالقاهرة.
المصدر: أ ش أ