كشفت مصادر إعلامية أن مدينة أم درمان شهدت قصفا جويا ومدفعيا عنيفا، الإثنين، فيما وجهت قوات الدعم السريع أصابع الاتهام للجيش السوداني.
ودوت انفجارات وتصاعدت أعمدة الدخان في محيط القصر الجمهوري بالخرطوم، وسط تحليق لطائرات الجيش في سماء الخرطوم مع عودة الحياة تدريجيا في أم درمان.
وقالت قوات الدعم السريع إن الدائرة الطبية التابعة لها تعرضت لهجوم بالمدافع، تم تصويبها من السلاح الطبي بأم درمان، مما تسبب بوقوع قتلى وجرحى.
واتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني باتخاذ مستشفى السلاح الطبي بأم درمان منصة للقصف المدفعي، تجاه مقر الدائرة الطبية التابعة لها بمدينة الخرطوم بحري.
وفي بيان رسمي، قالت قوات الدعم السريع إن “الدائرة الطبية لقوات الدعم السريع تعرضت الاثنين إلى هجوم بالمدافع تم تصويبها من السلاح الطبي بأم درمان”، و”تسبب الهجوم في مقتل وإصابة عدد من الكوادر الطبية، وخلف عددا من الجرحى لقوات الدعم السريع الذين تم إجلاؤهم للدائرة الطبية لتلقي العلاج”، وفقا للبيان.
وفي وقت سابق من الإثنين، أعلن الجيش أنه دمر القدرة القتالية لقوات الدعم السريع بنسبة 45 إلى 55 بالمئة، بعد 15 يوما من القتال في السودان بين الطرفين.
وقال الجيش في بيان، إن “الأوضاع مستقرة في جميع ولايات السودان”، مضيفا: “تمكنت قواتنا خلال 15 يوم قتال من تخفيض قدراته القتالية بنسبة 40 إلى 55 بالمئة”.
وأكد الجيش “إحباط تحركات لتعزيزات عسكرية للمتمردين (قوات الدعم السريع) متقدمة من اتجاه الغرب، ووقف تقدم قوة أخرى قادمة من الحدود الشمالية الغربية، ومجموعة ثالثة متجهة من الباقير إلى جبل أولياء”.
وذكر الجيش السوداني أن “البلاد ورثت عبئا ثقيلا لخطأ النظام البائد الاستراتيجي بتكوين ميليشيا الدعم السريع”، مضيفا أن”الدولة السودانية تدفع الآن ثمنه الباهظ تخريبا للبلاد وترويعا ونهبا للمواطنين”، بحسب نص البيان.
ومع دخول الصراع المدمر أسبوعه الثالث، تعالت أصوات الاشتباكات في الخرطوم صباح الإثنين، وحذرت الأمم المتحدة من “لحظة انهيار” إنسانية بينما يتبادل الطرفان المتناحران اتهامات خرق الهدنة.
وميدانيا، ساد هدوء حذر، في الساعات الأولى من صباح الاثنين، مصحوبا باشتباكات محدودة مع تحليق للطائرات.
وتجددت الاشتباكات في كافوري والمنطقة الصناعية بالخرطوم بحري، فيما أظهرت صور تصاعد أعمدة الدخان مع استمرار الاشتباكات في المنطقة الصناعية بالخرطوم بحري.

وأوقعت الحرب مئات القتلى وآلاف الجرحى، بينما نزح حوالي 75 ألف شخص إلى الدول المجاورة مصر وإثيوبيا وتشاد وجنوب السودان وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فيما تنظم دول أجنبية عمليات إجلاء واسعة.
في هذا السياق، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أسفه لاستمرار القتال فيما “ينهار البلد”.
ويعاني السكان الذين يحاولون الفرار أو يقبعون في منازلهم، أزمات شاملة مع انقطاع المياه والكهرباء ونقص الغذاء.
والسبت، دعا رئيس جنوب السودان سلفا كير، وهو وسيط تاريخي في السودان، طرفي الصراع إلى إجراء “حوار مباشر بناء وملموس”، وحضّهما أيضا على “عدم محاولة تعزيز مواقع”، علما بأن مراقبين عديدين لاحظوا أن أي هدنة لم تصمد لأن أيا من طرفي النزاع لا يريد أن يدع فرصة للآخر للتقدم أو استقدام تعزيزات.
كما حذر رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، من أن النزاع في السودان قد يتفاقم إلى إحدى أسوأ الحروب الأهلية في العالم في حال لم يتم وضع حد له.
المصدر: وكالات