حقيقة معروفة تماماً لخبراء الطاقة والبيئة في العالم:محطات توليد الكهرباء من مصادر الوقود التقليدي لها تأثيرات سلبية لاريب فيها على التغيرات المناخية والبيئة عموماً فهى واقعة بالتأكيد ،أما نظيراتها النووية: فمخاطرها محتملة إحتمالات ضئيلة جداً ، لكنها إن وقعت فهي خطيرة الى إقصى حد :وماحدث في “فوكوشيما”ليس ببعيد ،إذن فالتوسع في إقامة محطات الكهرباء النووية هو في صالح الحد من التغييرات المناخية ، وقد أذيعت تقارير جديدة مهمة تؤكد هذا التصزر وتدعمة بمزيد من الحقائق.
يورد أهم هذة التقارير :أن الولايات المتحدة وروسيا ودولا اخرى حققت تقدماً ملحوظاً في خفض الانبعاثات الضارة بالغلاف الجوي ،ومع هذا :فقد تزايدت هذة الانبعاثات على مستوى العالم بمعدل 2.2% سنوياً ما بين سنتى 2000 و 2010 ،ويضيف التقرير الصادر عن هيئة مستشاري الامم المتحدة للتغيرات المناخية “أي بي سي سي” أن سنة 2010شهدت رقماً قياسياً غير مسبوق في كمية الانبعاثات :التي عادلت 49 طناً متر من ثاني أكسيد الكربون .
أن الموقف يزداد تدهوراً وفقاً لهذا التقرير المهم : فقد كان معدل تزايد الانبعاثات 1.6 سنوياً فقط ما بين سنتي 1970 و 2000 .
تقرير اخر تواكب معه صادر عن برنامج الولايات المتحدة للتغير العالمي “يو أس جي سي ار بي” أكد أن الاثار السلبية للتغيرات المناخية اخذة في الظهور في امريكا :وأهم مظاهرها تطاول فصل الصيف (من الناحية الواقعية لا من ناحية تعريفة الجغرافي) وتطاول الموجات الحارة و زيادة هطول الامطار في بعض المناطق وارتفاع المد في البحر .
وفقاًلتقرير “أي بي سي سي” :فانه إذا استمرت الامور على ما هي علية الان فان حرارة الارض سترفع 1.8 درجة مئوية مع نهاية القرن الحالي ،أما تقرير “يو أس جي سي ار بي ” :فهو اكثر تشاؤماً اذ يذهب الى أن الحرارة سترتفع 5.6 درجة مئوية مع نهاية القرن.
على صعيد العالم بأكمله :تشكل محطات الكهرباء التقليدية أكبر مصدر للانبعاثات الضارة بالغلاف الجوي ، اذ تتسب حالياً في 35 % منها.
مصادر الطاقة المتجددة مهمة واهميتها تتصاعد ،لكن عملياً ستظل المحطات النووية البديل القوي الفعال للمحطات التقليدية.
يفيد تقرير “أي بي سي سي”بأن نصيب الكهرباء النووية من كهرباء العالم سجل تراجعاً ملحوظاً منذ سنة 1993 :فقد كان 17% في تلك السنة ،فاصبح الان 11% فقط .طبقاً لارقام “وكالة الطاقة الذرية الدولية” ووفقاً “لهيئة معلومات الطاقة” التابعة لوزارة الطاقة الامريكية فان الطاقة النووية في امريكا ساهمت على نحو واضح في خفض الانبعاثات الضارة ،وعلى هذا الاعتبار :يجب التوسع فيها لكن مما لا شك فية أن هناك اعتبارات اخرى .
يقول التقرير “أنيوال إنرجي اوتلوك 14 ” الصادر عن “وكالة الطاقة الذرية الدولية”أن هناك توسعاً هنا في القطاع النووي الامريكي لتوليد الكهرباء ،لكن يبدو ان هذا التوسع لن يتواصل .. انتظاراً لما ستسفر عنه تطورات توليد الكهرباء من الشمس والرياح ،تكنولوجياً واقتصادياً.
في المجمل وعلى الاقل من ناحية المبدأ :يظل أن مفاعلات نووية أكثر يعني تغيرات مناخية اقل.