بعد بداية القرن العشرين بعام واحد: رصد الفلكى السكتلندى ” توماس اندرسون” أمراً عجيباً فى السماء، إذا اكتشف أن لمعان أحد النجوم قد زاد عشرة آلاف مرة خلال يوم واحد فقط !
منذ ذلك الوقت: عرف علم الفلك أجراماً سماوية أطلقوا على الواحد منها الأم ” نوفا” ، وهو كلمة لاتينية معناها ” جديد”، وقد أصبحت تعنى عند الفلكيين ” النجم الجديد” ، إذ تطلق على نجم كان خافتاً بحيث لا يرى بالتلسكوبات المعتادة: ثم زاد لمعان جداً فأصبح يرى وبالتالى أصبح نجماً جديداً، وكان اكتشاف ” النوفا” من نقاط التحول فى العلوم الفلكية.
وقد فسر العلماء هذا بأن بعض النجوم يتعرض لانفجار هائل ( يختلف تماماً فى مفهومه وضخامته عن الانفجارات التى نعرفها على الأرض) يجعل لمعانه يزيد على ذلك النحو.
وفى سنة 1934: إكتشف عالم الفيزياء الفلكية السويسري ” فرانتز زفيكى” أن نجوماًتشهد انفجارات تطلق من الطاقة قدر ماتطلقه ” سوير الموفا” بمليون مرة، فأطلق على النجم منها الأسم ” سوير نوفا”أ، فكان هذا نقطة تحول أخرى فى العلوم الفلكية والآن: يكشف العلماء ما أطلق عليه الاسم ” سوبر سوبر نوفا” ليمون نقطة والآن : يكتشف العلماء ما أطلق عليه الاسم ” سوبر سوبر نوفا” ليكون نقطة تحول جديدة آخرى، بعد أن ظهرت دلائل على وجودها منذ أواخر القرن الماضى.
هذا الاكتشاف المهم من ثمار الأرصاد التى قام بها التلسكوب الفضائى الأمريكى “هابل “، ولعله أهم هذه الثمار…. وهى كثيرة جداً.
” معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا” الذى قام علماؤه بتحليل تلك الأرصاد وخرجوا منها بوجود ” السوبر سوبر نوفا” يفيد بأن الحسابات الرياضية بالغة التعقيد كانت تنبأ منذ وقت بعيد بوجود هذه الفئة الجديدة من النجوم : والآن تحقق الأرصاد الفلكية الفضائية وجودها الفعلى، ويوضح المعهد المعروف اختصاراً بالأسم ” كالتيك” أنه على الرغم من ذلك: فإن الانفجارات التى تحدث فى ” السوبر سوبر نوفا” لم تكن قوتها لتتخطر على بال العلماء لفرط قوتها.
” السوبر سوبر نوفا” لم تكن قوتها لتخطر على بال العلماء لفرط قوتها.
وقد يطلق على ” السوبر سوبر نوفا” أيضاً أسم ” الهايبر نوفا”
هل مثل هذا الاكتشاف – وغيره كثير – يحققه العلماء لإشباع فضولهم؟
لاشك أن إشباع الفضلى العلمى فى حد ذاته مهم للغاية لتقدم العلم : لكن البحث فى موضوع ” السوبر نوفا” مثلاً من الموضوعات التى يدرسها العلماء فى الكون لاهميتها الفائقة لتقدم العلم عموماً…..
إم ما يحدث لهذه الكيانات الكونية الى تصدر مقادير هائلة من الاشعاعات ما هو إلا نتاج تفاعلات نووية، هذه التفاعلات من المستحيل تماما أن تجرى على الأرض فى المعامل : إذن فالسبيل الوحيد لدراستها وتفهمها هودراستها فى الكون.
ففى النصف الول من القرن العشرين على وجه التقريب: تبلور ما يعرف ” بالفزياء الحديثة” وهى التى تقف وراء كل ما نعيشه من تطور راهن ومستقبلى، ولقد ادرك العلماء أن التعامل مع الفيزياء الحديثة : يتطلب ابحاثا يستحيل إجراؤها على الأرض : ووجدوا أن دراسة الظواهر الفيزيائية الفلكية هى السبيل الوحيد للتعرف على الكثير من حقائق الفيزياء، وجاءت تكنولوجيا الفضاء لتتيح للعلماء الأدوات التى تحقق هذا على نحو ثورى للغاية: فمثلاً حققت مركبة فضائية آلية تشاركت فى اطلاقها إيطاليا وهولندا اكتشافاً كبيراً جداً سنة 1997، إذ اكتشفت اشعة “جاما ” كونية قادمة عن مصدر يبعد عنا ببلايين السنين الضوئية، ومع أن هذه الاشعة استمر لأقل من ثانيتين فقط: فقد انطوى على معلومات علمية فى منتهى الاهمية \، وقد اتح أنها صادرة من ” هايبر نوفا” ، واستمر حتى الآن – وسيستمر – الاهتمام بهذا النوع من اليانات الكونية ذات الأهمية العلمية الكبرى.
المصدر: مجدى غنيم

