“المحيطات” الحقيقة الجغرافية والطبيعية والبيئية الأولى في كوكبنا: وقد بات مايعرف “بصحة المحيطات” أمرا بالغ الأهمية في متابعة حال بيئة العالم، فالموقف البيئي لهذه الكتلة الهئلة من المياه له أهميته الذاتيةمن جهة.. وأيضا له انعكاساته الجوهرية على الوضع البيئي العالمي من جهة آخرى، ولقد تواترت التقارير والدراسات التي تؤكد أن استنزاف ثروة المحيطات السمكية قد فاق الحد نتيجة صيد السمك الجائر، وكان النظر إلى هذا غالبا من زاوية تردي مصدر غذائي أساسي يطعم البلايين المتزايدة من الأفواه التي تطلب الطعام، لكن هناك زاوية مهمة آخرى: فالأسماك مكون مهم جدا في بيئة المحيطات، وتناقصها يخل بها للغاية..
“منظمة الأغذية والزراعة” التابعة للأمم المتحدة أعلنت في هذا الصدد أرقاما مهمة جدا: إذا أكدت أنه إذا استمرت الحال على ماهي عليه الآن من استنزاف الأنوع التجارية من الأسماك من المحيطات فإن أنواعا منها، في مقدمتها “التونا”، سوف تنخفض أعدادها بنسبة 90 في المئة بحلول سنة 2050 ، كما أكدت أن مايعرف “بالمناطق الميتة” في المحيطات في تزايد مستمر.. وهي مناطق من المحيطات أصبحت خالية من الحياة بسبب عمليات الصيد الجائر، وأوضحت المنظمة المعروفة اختصارا باسم”فاو” أن كبح جماح هذا الخطر مازال ممكنا بتنظيم الصيد على أسس علمية سليمة.
وفقا “للجنة الأمم المتحدة لقانون البحار” فإن استنزاف الثروة السمكية يتحالف مع عوامل آخرى ضد بيئة المحيطات : وفي مقدمة هذه العوامل التزايد الهائل في النشاط الملاحي، بشقيه المدني والعسكري ومايترتب عليه من تلوث، أما التعدين في قيعان المحيطات: فله شأن آخر من الخطورة البيئية، وهو وإن لم يتضح أثره كثيرا حتى الآن.. إلا أنه قادم، ويجب التنبه له بسرعة.
إن أخر حصر “للمناطق الميتة” في المحيطات يفيد بأنها في حدود 400 منطقة ، والعدد في تصاعد.
مجدي غنيم : المحرر العلمي لقناة النيل

