يجب الانتباه إلى مايحدث في “المنطقة القطبية الشمالية” لأنه خطير.
ما يحدث في هذه المنطقة من عالمنا يعيد رسم خريطتين أساسيتين للعالم، ويعيد أيضا ترتيب أوضاع دولية مهمة للغاية.
وفقا لمجلة “وورلد أويل” الأمريكية واسعة الاطلاع في مجال الطاقة: فإن تلك المنطقة تنطوي على 13 في المئة من بترول العالم غير المكتشف و 30 في المئة من الغاز الطبيعي غير المكتشف.
في الوقت نفسه: يفيد “الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي” الذي يعد من أهم الجهات المختصة بعلوم الأرض في العالم بأن انعكاسات التغيرات المناخية على الجهات المختصة بعلوم الأرض في العالم بأن انعكاسات التغيرات المناخية على “المنطقة القطبية الشمالية” ستجعل من المتاح القيام بعمليات التنقيب والاستخراج والنقل للبترول والغاز هناك..
جانب كبير من حركة الناقلات العملاقة سيتجه شمالا، أي بعيد عن “قناة السويس”، فما تأثير هذا على القناة؟
هناك من يأخذون هذه التطورات بجدية تامة..
فالمعروف أن الولايات المتحدة والدنمرك (ممثلة في جزيرة “جرينلاند” التي تتبعها وتتمتع بحكم ذاتي) والنرويج وفنلندا وأيسلندا وروسيا والسويد قد أنشأت منظمة بعنوان “مجلس المحيط المتجمد الشمالي” لتعزيز التنسيق والتعاون فيما بينها للتعامل مع الواقع الجديد واستغلاله لصالحها.
المفروض أن المنطقة “حرم بيئي طبيعي”، فهي من مناطق العالم القليلة التي حافظت على بكارتها الطبيعية، وإن كان ذلك قد فرض نفسه فرضا: بسبب قسوة ظروفها التي منعت الإنسان من الانتشار فيها إلا على نحو محدود جدا.
خريطتان يساهم في تشكيلهما من جديد “القطب الشمالي” خريطة الملاحة العالمية، وخريطة مصادر الطاقة في العالم، والخريطتان متشابكان متفاعلتان إلى أقصى حد.
هل سيشكل “مجلس المحيط المتجمد الشمالي” في المستقبل غير البعيد ” أوبك” جديدة؟ ليس إلى هذا الحد أو ليس لهذه الدرجة، لكن المؤكد أن تلك المنظمة الإقليمية سيكون لها أثرها الفاعل عالميا، هذا الدور الذي أوجدته التغيرات المناخية من ناحية، والتقدم الهائل في تكنولوجيا التنقيب عن موارد الطاقة واستغلالها من ناحية أخرى.
مجدي غنيم: المحرر العلمي “لقناة النيل”

