أطلق رئيس الوزراء الفرنسي، إدوار فيليب، يوم الثلاثاء الماضي، رصاصة في قلب الدوري الفرنسي بدرجتيه الأولى والثانية، ما يمهد أن تكون بطولة دوري الدرجة الأولى “ليج 1” أولى البطولات الخمس الكبرى “الإنجليزي، الإسباني، الإيطالي، الألماني، الفرنسي” المُلغاة هذا الموسم.
وأعلن رئيس الوزراء، أن البطولتين من غير المحتمل استكمالهما لتدخل الفرق في دوامة من القلق والشك حول تحديد البطل، والصعود والهبوط، والتأهل إلى البطولات الأوروبية وربما الأهم من ذلك بالنسبة إلى مُلاك الأندية والرابطة؛ الخسائر المادية وتتوقف ليج 1، منذ يوم 13 مارس الماضي بسبب جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد، كوفيد-19.
وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي أمام المجلس الوطني منع إقامة أية مباريات رياضية أو تدريبات بجانب حظر أي فعاليات بمشاركة أكثر من 5 آلاف شخض حتى سبتمبر المقبل.
وألمح فيليب كذلك إلى صعوبة عودة مباريات الدوري الفرنسي لكرة القدم بدرجتيه الأولى والثانية ولا يعني إعلان الحكومة الفرنسية ممثلة في رئيس وزرائها، إنهاء الموسم بشكل رسمي بل القرار ستتخذه الرابطة التي ستعقد اجتماعًا في مايو المقبل لتحديد ذلك.
اجتماع الرابطة سيكون عاصفًا فعليها تحديد عدة أمور أولها البطل وآلية الصعود والهبوط والفرق المتأهلة إلى البطولات الأوروبية.
وتوقفت بطولة ليج 1، بعد لعب 28 جولة وبقاء 10 جولات مع مباراة مؤجلة لباريس سان جيرمان متصدر ترتيب الدوري بفارق 12 نقطة عن مارسيليا.
وتحديد البطل سيكون على رأس اجتماع رابطة الدوري الفرنسي مع ظهور بعض التقارير التي ترجح منح اللقب لباريس بطل الموسم الماضي والمتوج باللقب 8 مرات.
وأنهت بلجيكا موسم الدوري بالإعلان عن تتويج كلوب بروج، المتصدر بفارق 15 نقطة، بطلًا للموسم الملغي قبل جولة من بدء المرحلة النهائية التي تقام بمشاركة ستة فرق.
لكن القرار يلزمه التصديق من قبل رابطة الدوري. وفي هولندا، أعلن الاتحاد إنهاء الموسم مع عدم تتويج أي فريق. وكان أياكس أمستردام يتصدر بفارق الأهداف عن ألكمار.
الصعود والهبوط مع إلغاء بطولتي الدرجة الأولى والثانية سيتعين تحديد فرق الهبوط والصعود ففرق “نيم، آميان، تولوز” تحتل المراكز الأخيرة في دوري الدرجة الأولى.
معركة التأهل إلى دوري الأبطال والدوري الأوروبي منح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” الحرية للاتحادات المحلية في تقرير المتأهلين إلى بطولاته حال إلغاء الموسم لكنه طالبهم أن يكون التأهل وفقًا “للأحقية الرياضية” وما قدموه خلال الموسم. وفقًا لتلك الظروف والترتيب الحالي فإن باريس ومارسيليا ورين سيشاركون في دوري الأبطال وليل سيلعب الدوري الأوروبي في موسم 2020-21.
لكن تلك القسمة ستعترض عليها بلا شك بعض الأندية خاصة مع الوضع في الاعتبار مكافأة التأهل إلى دور المجموعات بدوري الأبطال والتي تبلغ 15 مليون يورو.
وطالب جو ميشيل أولاس، رئيس نادي ليون، القابع في المركز السابع هذا الموسم، بأن تتم المشاركة في البطولات الاوروبية بناء على ترتيب الموسم السابق الذي أنهاه فريقه بالمركز الثالث وبالتالي شارك بدوري الأبطال.
حديث اولاس كان عقب إيقاف البطولة في مارس وقبل اجتماعات يويفا لكنه يعطي مؤشرًا على نوعية الخلافات التي قد تدب. خسائر محتملة بعد موسم مزدهر تتوقع KPMG “فوتبول بينش مارك” أن تتراوح خسائر الدوري الفرنسي بين 300 إلى 400 مليون يورو مقسمة كالتالي: “50:60 مليون يورو من يوم المباريات، 150:200 من حقوق البث، 100:140 من العقود التجارية”.
وتأتي الخسائر المتوقعة للدوري الفرنسي بعد موسم مزدهر “2018-19” في دخول الأندية الفرنسية بدرجتيها الأولى والثانية الفرنسية والتي تجاوزت “2.11 مليار يورو”، دون حساب العائدات من عمليات بيع اللاعبين وارتفع الدخل الموسم الماضي بنسبة 11%، ومن بين الارتفاع المسجل كان 105 ملايين يورو من حقوق البث التليفزيوني.
ووقعت رابطة الدوري الفرنسي عقدًا مع شركة إسبانية حصلت على حقوق بث دوري الدرجة الأولى مقابل 1.15 مليار يورو في الموسم الواحد وتدفع 64 مليون يورو لبث دوري الدرجة الثانية.
ويعد الدوري الفرنسي واحد من أشهر الدوريات الجاذبة للمواهب الصغيرة خاصة من قارة إفريقيا. وجنت الأندية من عمليات بيع اللاعبين الموسم الماضي 740 مليون يورو ما يعني أن إجمالي الدخل بلغ 2.85 مليار يورو للأندية الـ 40 في الدرجتين الأولى والثانية لكن الأندية مُنيت بخسائر تقدر بـ 160 مليون يورو. خطر الإفلاس قد تواجه 3 فرقًا من “ليج 1” خطر الإفلاس بحسب تقرير لدوتشيه فيله.
وعانى نادي أولمبيك مارسيليا، أحد أعرق الأندية الفرنسية، الموسم الماضي من خسائر بلغت 91.5 مليون يورو. باريس في مهب الريح وحديقة الأمراء تودع أصحابها ونادي مارسيليا ليس وحده في مهب الريح فحتى باريس سان جيرمان ليس بمنأى عن الأزمة.
ووفقًا للتقديرات فقد يخسر باريس سان جيرمان 210 مليون جنيه إسترليني من عملية توقف المباريات حتى الآن.
وكان ناصر الخليفي رئيس ومالك النادي الفرنسي قد طالب لاعبيه بالقيام بدورهم لدعم النادي في رسالة مستترة ليوافقوا على خفض رواتبهم لكن ذلك لم يحدث حتى الآن مع أنباء عن رفض اللاعبين تقليص رواتبهم.
ويتقاضى البرازيلي نيمار دا سيلفا 700 ألف يورو راتبًا أسبوعيًا وهو أعلى اللاعبين دخلًا في سان جيرمان.
ويحتل نادي العاصمة الفرنسية المركز الثاني عشر بين الأندية العالمية من حيث دفع الرواتب بمتوسط 8.06 مليون يورو سنويًا وفقًا لتقرير Sports intelligence.
وأعلن خليفي أن ناديه المتأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا هذا الموسم ربما سيترك ملعبه حديقة الأمراء “بارك دي برينس” ويلعب خارج فرنسا باقي مبارياته في البطولة الاوروبية بعد قرار منع إقامة المباريات حتى سبتمبر في فرنسا.
وتوفي في فرنسا ما يزيد عن 23 ألف شخص جراء جائحة فيروس كورونا مع إصابة ما يقرب من 166 ألف شخص.
المصدر : وكالات

