سباق علمي وتكنولوجي جديد تتنافس فيه اوروبا وأمريكا لتحقيق إنجاز طالما حفلت به القصص الخيالية ، وهو الان يقترب من حيز الواقع :إنه انتاج “السيارة الطائرة”،التي بمقدورها السير على الارض والتحليق في الهواء ،وتوجد حالياً تصورات وتصميمات وبراءات اختراع لتحقيقها لاغراض مدنية وعسكرية.
من مدينة “توبنجي”الالمانية ، يفيد “معهد ماكس بلانك” -أحد المراكز المهتمة بالموضوع -بأن ما تحقق بالفعل يمكن اعتباره في نطاق “الهليكوبتر” التي تقلع وتهبط عمودياً أكثر منه في نطاق ” السيارة الطائرة” ،لكن “جامعة زيورخ” السويسرية تؤكد أن أبحاثها قطعت مرحلة يعتد بها في إنجاز هذا الهدف.
في تحقيق نشرته صحيفة “دي فيلت” الألمانية “أن المسألة ليست مسألة ” السيارة الطائرة “فقط ،إنما أيضاً تطوير الشوارع ونظم المرور وما إلى ذلك من الأمور الضرورية لتشغيلها ، بالإضافة الى أنه ليس من السهل طبعاً تدريب أي أحد ليكون “طياراً” ليقود طائرته بنفسه ،ولنتذكر أنه ليس من المتوقع أصلاً أن يصلح أي أحد ليكون مجرد “سائق” لسيارة عادية.
جامعة ليفربول البريطانية مهتمة هي الأخرى بالموضوع ،وهي تنظر اليه من زاوية الضوضاء التي سيحدثها تعميم السيارات الطائرة في “البيئة الصوتية” للمدن ،فإذا كنا نشكو من ضجيج السيارات المعتادة فكيف سيكون الحال مع ضجيج الطيران ايضاً؟
معهد لوزران الفني في سويسرا يرى أن صناعة السيارات في العالم تتجه الان الى الاستغناء في المستقبل غير البعيد عن ” القيادة البشرية” للسيارة لتحل محلها “القيادة الالية” ،إذن فمن المنطقي أن قيادة السيارة الطائرة ستكون الية لا بشرية : كما انها حتماً ستعتمد على مصادر غير تقليدية للطاقة.
الأتحاد الاوروبي من جهته وحد جهود الجهات الأوروبية العاملة في الموضوع في أوروبا في برنامج مشترك أطلق عليه”ماي كويتر” ،من المقرر له أن يطرح تصوراً قابلاً للتنفيذ سنة2016 .
على الرغم من وجود براءات اختراع ونماذج تطرح على نطاق ضيق للسيارة الطائرة في الولايات المتحدة ، فإن تكريس الفكرة للاستخدام العسكري هو الاهم على الجانب الاخر من ” الأطلسي”.
وكالة المشروعات المتقدمة التابعة للبنتاجون لديها برنامج يتكلف 50 مليون دولار لتطوير سيارة طائرة للأغراض العسكرية أطلقت عليها “اير – جيت” ، وقد أعلنت الوكالة المعروفة اختصاراً بالاسم “داريا” إن هذا لايعني أنه لا توجد استخدامات مدنية لهذة السيارة .
تستطيع “اير -جيت” قطع مسافة تترتوح بين 400 :500 كليو متر ،وهي مسلحة تسليحاً خفيفاً ،وقد روعيت في تصميمها الدروس المستفادة من العمليات العسكرية الامريكية في أفغانستان.
تحرير: مجدي غنيم المحرر العلمي لقناة النيل للاخبار

