مجدي غنيم: المحرر العلمي لقناة النيل
تواترت الأنباء الصادرة عن جهات علمية محترمة تؤكد أنها حققت خطوات مهمة عن طريق مفهوم “العين البيونية”، التي تحقق بدورها حلم الرؤية الإصطناعية.
وقد سأل موقع “قناة النيل الإخباري” عالماً مصريًا وثيق الصلة بالموضوع: فأكد أن هذا الحلم أصبح أقرب إلى التحقيق منه في أي وقت مضى، لكن الدكتور أحمد بدوي شدد على أن ما تم إحرازة في هذا الصدد لا يعني قرب إمكان الإستعانة “بالعين البيونية” كبديل يحل محل العين الطبيعية غير المبصرة.
وأوضح الدكتور بدوي الذي يرأس قسم الهندسة الطبية في كلية الهندسة “بجامعة القاهرة” أنه – بالرغم من ذلك – فقد لاحت بشائر الإستفادة من الأبحاث والتجارب الجارية في مجال “العين البيونية” لحل بعض مشاكل الإبصار، وفي مقدمتها العديد من مشاكل شبكية العين التي تعد من أعقد المشاكل في طب العيون.
ففي ألمانيا، حقق الباحثون في جامعة”جوتنجن” نتائج رائعة – كبداية – في زرع رقائق الكترونية بالغة الدقة في الشبكيات التالفة، لتحل محل مستقبلات الضوء فيها، وقد نجحت هذة الرقائق في إنتاج إشارات وصلت مركز الإبصار في المخ، الذي أحس بها وترجمها إلى صور بسيطة، وهذا الأسلوب آخذ في التطور.. محققاً صورًا أفضل.
في ستينات القرن الماضي، وضع علماء الفضاء نصب أعينهم تحقيق حلم كبير من أحلام البشرية، وهو الوصول إلى المقر، وهو ما تحقق لهم، لكن بالتوازي مع تحقيق هذا الحلم الكبير وفي سياق العمل من أجلة، تحقق الكثير جدا من من المنجزات العلمية والتكنولوجية، وكذلك الحال مع جميع الأحلام الكبرى للعلم، وهو ما يحدث الآن في مسعى العلماء والأطباء في تحقيق حلم “العين البيونية”، فهناك – في هذا السياق – الكثر من النتائج المهمة التي يجنيها الباحثون لحل مشاكل الإبصار المختلفة، من بينها مشاكل الشبكة والعصب البصري ومركز الإبصار في المخ وغيرها.
وفي رأي الدكتور بدوي أن هدف التوصل إلى العين البيونية يتحقق على مراحل، وأن كل مرحلة تتحقق لها أهميتها في التغلب على بعض عيوب الإبصار التي يعاني الناس، وهو يرى أيضاً أن هذا الهدف ينطوي على أمر مهم غير خدمة طب العيون والسعي إلى إيجاد عين إصطناعية تقوم مقام العين الطبيعية عند الإنسان، فهناك أيضاً التوصل إلى رؤية إصطناعية لأجهزة “الروبوت”، فهذا الإنجاز سيوجد أجهزة روبوتية مبصرة: ستكون نقطة تحول كبرى في تكنولوجيا هذة الأجهزة تبني عليها تطبيقات لا حصر لها.
كيف يدرك المخ ما تراه العينان؟
سؤال من الأسئلة الجوهرية التي تحاول “العلوم الإدراكية” الإجابة عنها بل هو من أصعبها: وتساهم بحوث العين البيونية إسهامًا أساسيًا في التوصل إلى الإجابة.

