في السنوات الأخيرة ذاع أمر تلك القائمة التي تضعها كل عام ” جامعة شنغهاي” الصينية، والتي تحدد أفضل 500 جامعة في العالم، وساءنا كثيرا خلو القائمة من أي جامعة عربية، ويبذل الصينيون مجهودا كبيرا في وضع قائمتهم على أسس علمية موضوعية تماما، ومع ذلك فقد وجهت سهام النقد إلى القائمة من الجامعات التي ترى في نفسها الجدارة ولم تدخل القائمة ، والحق أن جامعات من طبقة “هارفرد” و”أوكسفورد” و”كامبريدج” .. ألخ ليست في حاجة إلى قوائم يصدرها أحد لنعلم أنها من أفضل جامعات العالم.
والآن يأتي نظام بالغ الدقة لمراقبة التقدم العلمي الشامل – وليس في الجامعات وحدها – في العالم كله ، وتحديدا أفضل دول العالم في مجال العلم.
يراقب هذا النظام أربعة معايير في كل دولة .. أولها عدد الأبحاث التي نشرها الباحثون المنتمون إلى الدولة في الدوريات العلمية المعتبرة عالميا كل عام .. وهو المعيار الأهم، وثانيها مايتم تسجيله من براءات اختراع في الدولة كل عام، وثالثها حجم ماينفق في الدولة على البحث العلمي والتطوير كل عام، ورابعها عدد شهادات الدكتوراة التي تمنحها الجامعات في الدولة في المجالات العلمية والهندسية كل عام، وهناك قائمة لأفضل 25 دولة وفقا لكل معيار، ثم توضع قائمة لأفضل 25 دولة علميا من مجموع القوائم الأربع.
تقوم بهذه المراقبة دار النشر العلمي الرقمي “ديجيتال ساينس” التي هي جزء من “مجموعة نيتشر” كبرى مجموعات النشر العلمي في العالم وأكثرها حظوة بالاحترام والثقة.
سأل موقع “قناة النيل” الإخباري واحدة من المسؤولين الرئيسيين عنه، فأجابت “د.إكرام فطين” بأنها دقيقة وموضوعية إلى أقصى حد، وأضافت القائمة بأعمال رئيس ” المركز القومي للبحوث” أهم المراكز العلمية المصرية أنها لاتجد معيارا خامسا تمكن إضافته إلى المعايير الأربعة التي يعتمدها ذلك النظام، والحق أنه لايمكن التشكيك في نزاهته.
طلب ” الموقع ” تعليقا من “د.إكرام” على خلو القائمة الجديدة من أي دولة عربية , فقالت ، إن القائمة تضم أفضل 25 دولة علميا، وهو عدد محدود نسبيا، ولو أنها اتسعت بعض الشئ فإن من الممكن أن تدخلها مصر أو تقترب منها في المستقبل غير البعيد، وأبدت تفاؤلا كبيرا بما يمكن أن يحقق مشروع “التميز العلمي” الذي بدأه “المركز القومي للبحوث” والذي يقوم على توفير الإمكانات اللازمة لعمل المتميزين من باحثي المركز للخروج بأبحاث عالية القيمة.
يستقي النظام بياناته من أوثق المصادر، وكما هو متوقع تماما، فإن الولايات المتحدة تتصدر القوائم الأربع النوعية والقائمة العامة، وفي القائمة العامةتأتي ألمانيا في المركز الثاني، تليها الصين ثم اليابان فبريطانيا..
دولة واحدة لازالت تدخل في عداد الدول النامية أو ربما “الواعدة” تضمها القائمة العامة ،هي البرازيل في المركز الرابع والعشرين، وتأتي إسرائيل في المركز السدس عشر، وفنلندا في نهاية القائمة.
مجدي غنيم – المحرر العلمي لقناة النيل للأخبار

