يبدو أن موسم الصيف المقبل سيكون مزعجا لمرتادي الشواطئ المصرية المطلة على البحر المتوسط فيما بتعلق بإمكانية تعرضهم للسعات “قناديل البحر” المؤلمة إذ رصد خبراء في الأحياء البحرية من المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد بالإسكندرية بوادر ظهور مبكر لهذه الحيوانات البحرية الهلامية بالقرب من شاطئ ميامي بالمدينة.
عالم متخصص في دراسة “قناديل البحر” بالمعهد، قال لموقع النيل الإخباري أن ظهور القناديل في فصل الربيع هذا العام يعد لافتا للنظر.
وأضاف “د.مجدي دويدار” أستاذ علم الحيوانات غير الفقاية بالمعهد “معروف طبعا أن بداية فصل الصيف جغرافيا هو 21 يونيو والموعد المعتاد لظهور القناديل أمام الشواطئ المتوسطة المصرية يوليو وأغسطس من كل عام”.
ومنذ افتتاح “قناة السويس” في القرن التاسع عشر وهناك حقيقة معروفة لدى علماء الأحياء البحرية، وهى ظهور أنواع من الحيوانات البحرية لم تكن معروفة في مياه المتوسط في هذه المياه اذ انتقلت إليها من البحر الأحمر عابرة القناة.
ويوضح د. دويدار أن من عوامل زيادة انتشار القناديل قرب الشواطئ المتوسطة المصرية أنه بينما كان هناك نوعان شائعان منها في هذه المنطقة، فقد انضم إليها نوع ثالث قادما عبر قناة السويس من البحر الأحمر مع أن القناديل لا تكثر في مياهه.
الباحثون في جامعة متوسطية هي “جامعة تريستا” الإيطالية اهتموا بالقناديل منذ بدء انتشارها المقلق في المتوسط منذ نحو 40 عاما وانتهوا إلى أن المادة السمية الموجودة في اللواسع الطويلة الخارجة من جسم الحيوان قد تكون قاتلة في مناطق بحرية في أنحاء بعيدة من العالم أما في الأنواع المتوسطة فإن الالم الناتج من لسعاتها يكون في حدود ما ينتج عن لسعة نحلة وأن كانت يمكن أن تحدث متاعب صحية حقيقة لدى أشخاص حساسين تجاه تلك المادة حساسية زائدة.
وفي منطقتنا، تظهر تجمعات القناديل قرب الشواطئ في “بحر الأدرياتيك”، وفي الريفييرا الإيطالية والفرنسية والجزر اليونانية وأجزاء من أفريقا الشمالية.
حدث وأن أفسدت القناديل مواسم تصييف في منتجعات مشهورة في نيس ومموناكو وغيرها وقد تبلغ كثافة التجمع منها في بعض الأحيان 25 قنديلا في المتر المكعب الواحد من المياه كما رصدت تجمعات منها قد يصل طول أحدهما كيلو مترين.
بدأت “جامعة تريستا” تربية القناديل المتوسطة في أحواض لدراستها سنة 1981، وخرجت من هذا إلى عدم وجود مركب كيميائي يمكن قتلها من دون الإضرار بالكائنات البحرية الأخرى ومن هنا إحدى مشاكل مقاومتها.
ويوضح د. دويدار أن قناديل البحر لا تسبح بالمعنى المفهوم للسباحة لكنها تنتقل مع التيارات البحرية أينما اتجهت وهو يؤكد، من ناحية المبدأ، أن تنامي انتشارها وظهورها المبكر هذا العام قرب الإسكندرية يرجع إلى ظروف بيئية يمر بها البحر المتزسط الذي ينبغي لدولة أن تقوم بالمزيد من التعاون العلمي لدراستها إلا أنه في الوقت نفسه يتحفظ في إرجاع الأمر إلى التغيرات المناخية ويرى أن هذا يقتضي بحثا متأنيا.
مجدي غنيم – المحرر العلمي لقناة النيل

