مجدي غنيم : المحرر العلمي لقناة النيل
فى البرازيل يوجد مركزباهيا لبحوث الكاكاو، “باهيا”إقليم برازيلى يعتبر أهم مناطق العالم فى انتاج الكاكاو، ومن هذا المركز تخرج تحذيرات تؤكد انه عندما يتزايدنهم العالم باستمرار إلى التهام الشيكولاته ومنتجات الكاكاو الآخرى، فإن افات وامراضاً توجه سهامها إلى اشجار الكاكاو على نحو مقلق.
أرقام وزارة الزراعة الأمريكية تفيد بأن الطلب العالمى على محصول الكاكاو وقد تجاوز 3 مليون طن سنوياً ، وانه فى طريقه ليصبح 4 مليون طن بحلول ستة 2020، ويمكن لأى شخص أن يتبين انعكاس هذا حين يتوجه لشراء قطعة من الشيكولاته، ليتضح له كل بضعة أشهر فقط أن الثمن قد ارتفاع أو أن الوزن قد انخفض أو أن الأمرين قد حدثا معاً.
تقول معلومات المركز الدولى للزراعة الاستوائية” أن الخطاً الأكبر يأتى من أحد أمراض التبقع التى تسببها الفطريات وتصيب اشجار الكاكاو، غير أن ترسانة أسلحة الهجوم على هذه الأشجار تضم أيضاً أمراضاً فيروسية آفات متنوعة.
وؤكد المركز ان التغيرات المناخية هى الآخر اخذه فى القيام بدورها فى التحالف المضاد للكاكاو.. إن جاز التعبير، فقد ثبت أنها تؤثر سلباً على اشضجار الكاكاو، من حسن حظ الكاكاو- رغم كل هذه الظروف المعاكسة- أن شركات انتاج الشيكولاته، وهى شركات كبيرة غنية متعددة الجنسية، لا تقف مكتوفة الأيدى أمام هذا الوضع، وهى تقوم بتمويل العديد من الابحاث فى شتى انحاء العالم لانقاذ اشجار الكاكاو، ومن اهمها “جينوم” هذه الاشجار الذى يوضح خريطاتها الوراثية:مما يتيح استنباط سلاسلات جديدة مقاومة للأمراض.
” مؤسسة الكاكاو العالمية” المعروفة باختصار بأسم “دبكيو سى إى” والمعنية بتنمية الكاكاو توضح أن ملايين الأسر فى غربى افريقيا وأمريكا اللاتينية وجنوب شرق اسيا تعيش على زراعة الكاكاو صناعة منتجاته وتجارتها وانهيار هذا المحصول يعنى انهيارها بالتالى.
المؤسسة ليست متشائمة بخصوص مستقبل الكاكاو فى العالم: بل هى ترى انه من الممكن بالطريقة العلمية المتاحة حاليا رفع انتاجية الهكتار الواحد منه فى المتوسط من 450 كيلوجرام حالياً إلى 1500 كيلو جرام.
الموطن الطبيعى لشجرة الكاكاو البرية الايكوادور، لكن رزاعتها عرفت أولاً فى المكسيك ، وقد نقل المستعمرون الأسبان والبرتغاليون زراعتها إلى غربى أفريقيا.
يرى خبراء منطقة البحوث الزراعية فى فرنسا المعروفة اختصاراً بأسم ” سيراد” أن التوسع فى زراعة اشجار الكاكاو بعيداً عن موطنها الأصلى فى أمريكا اللاتينية سبب فى جانب كبير من مشاكلها الحالية: لأنها زرعت فى مناطق حارة فنمت فيها، لكن المناخ ليس كل شىء: فهناك عوامل آخرى، فهناك مثلاً الأعداء الطبيعيون للافات التى تصيبها والتى غابت عن اماكن زرعنها الجديدة:مثل حشرة :” النمل الأسود” التى تعتبر عدواً طبيعياً لنوع من الآفات الحفارة التى تصيب شجرة الكاكاو، وتمثل الاستعانة بالأعداء الطبيعية إحدى طرق الحماية الحيوية لزراعات الكاكاو.
المصدر: مجدى غنيم ( المحرر العلمى للنيل للأخبار)

