شجرة “الغرقد” في السعودية وشجرة ” الأركان” في المغرب وشجرة “الصنوبر” في لبنان وشجرة “اللبان” في سلطنة عمان، ما الذي يجمعها ؟ هذه الأنواع من الأشجار وأنواع أخرى عديدة تتناثر في مواطنها الطبيعية في العالم العربي من مشرقه إلى مغربه، يجمعها كلها أنها باتت في خطر.. خطر الاندثار، وإن كان بدرجات متفاوتة.
الزحف العمراني، التلوث ، الإفراط ، في قطع الأشجار لاستغلال أخشابها، ثم التغيرات المناخية، عوامل متضافرة لا تكف عن التقارير الواردة من سويسرا ” الاتحاد الدولي لصون الطبيعة” عن التحذير من أخطارها الداهمة على أشجار العالم كله، بل على البيئة النباتية العالمية برمتها..
لكن يبدو أن هذه الأخطار قد اختصت العالم العربي بالنصيب الأوفر.. فنجد مثلا “جامعة فينا” النمساوية تحذر في الدارسة لها أن الأشجار البرية في جنوبي ” البحر المتوسط” تواجه أخطارا بيئية حقيقية ، ومعلوم طبعا أن المنطقة التي حددتها الجامعة تشكل الحد الشمالي للعالم العربي.
أخذت أقطار عربية عديدة تنتبه إلى أن أشجارها يتهددها الخطر، وأن السبيل الأساسي للمواجهة هو تحويل مناطق وجود الأشجار إلى كميات طبيعية..
في العالم العربي كما في أنحاء واسعة جدا من العالم عموما: أصبح مفهوما أن المعول على حماية المناطق الطبيعية ليس مجرد إعلان أن المنطقة تحولت “محمية طبيعية” ، لكن المعول على تفعيل إجراءات الحماية..
يمكن القول بأن من التجارب العربية في هذا الشأن ماحقق نجلحا ملحوظا: منها منطقة “جزين” اللبنانية، وقد نجحت تجربتها إلى حد بعيد لأن اللبنانية ربطوا حماية الأشجار في المنطقة – خصوصا أشجار “الصنوبر” المثمرة – بنشاط سياحي يجلب الرزق لأبنائها ويحقق رواجا تجاريا..
من ناحيتها : قالت ” د. لمياء محمود” رئيس “شبكة صوت العرب” بالإذاعة المصرية لموقع “قناة النيل” الإخباري أن الشبكة تخطط لحملة إعلامية لإنقاذ الأشجار العربية النادرة من الانقراض.
وأوضحت أن بداية الحملة ستكون بمتابعة برنامج ” البيئة العربية” الذي تنتجه الشبكة وتبثه عبر موجاتها جهود الإنقاذ التي تبذل في العالم العربي في هذا الصدد : مثل الجهود المبذولة لحماية شجرة “الصمغ العربي” في جيوبتي، ومحمية “الفوزان” السعودية لأشجار “الغرقد”، ومحمية “بيت الغابة اللبنانية لأشجار “الصنوبر” ، والجهود العمانية لغرس أشجار ” اللبان” ، والمؤتمرات التي تنظمها المملكة المغربية لتنمية أشجار ” الأركان”.
يوضح “د.محمد محمود” رئيس “معهد بحوث البساتين” بالقاهرة لموقع “قناة النيل” الإخباري أنه ممالاشك فيه فيه أن العالم العربي يحفل بأنواع الأشجار البرية النادرة واجبة الحماية: لكن يتوجب علينا ألا ننسى في الوقت نفسه أن “الكساء النباتي” الطبيعي كله بات في خطر في عالمنا العربي.
ويضيف : أن أنواعا عديدة من النباتات البرية العربية النادرة ذات الغيمة العلاجية تقتلع بإسراف بالغ من منابتها الطبيعية من دون رحمة.
لكن البدء بالأشجار النادرة أمر جيد على كل حال : لأنه بطبيعته يتيح توجيه الجهود وتركيزها في اتجاهات محددة، يمكن معها إحراز نتائج إيجابية.

