قال الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد إننا كنا حريصين خلال أحداث محمد محمود في نوفمبر 2011 وفي كل وقت على ألا يسقط مصري واحد، مؤكدا أن القيم والمبادىء هي التي حكمت تصرفاتنا أثناء إدارتنا خلال هذا الوقت.
وأضاف السيسي ـ في مداخلة خلال الندوة التثقيفية الـ30 للقوات المسلحة بمناسبة يوم الشهيد ـ “في الحقيقة الدكتور أسامة هيكل رئيس لجنة الإعلام بمجلس النواب كان معانا في فترة صعبة مرت على مصر، ولقد تحدث عن أمر هام دائما ما نتحدث عنه ونقول القضية شديدة الخطورة على استقرار وأمن مصر وهو يتعلق بضرورة التحلي بالوعي الكافى بالحقائق والبعد عن الإشاعات التى تهدف لهدم البلاد”، مشيرا فى هذا المضمون إلى نموذج ما جرى فى أحداث محمد محمود .
وأوضح أنه في نوفمبر 2011 كانت أحداث محمد محمود كنا موجودين في تلك الفترة ونذكركم بمشاهد وأحداث لا ننساها لأننا كنا حريصين في هذا الوقت على ألا يسقط مصري واحد.
واستطرد الرئيس السيسي قائلا “ولكن في حالة تواجد بيننا أشخاص آخرون لديهم فكر مختلف يبثوه في عقولنا وعقول أولادنا وفي نفوسهم بشكل ممنهج ، أتذكر من سنوات طويلة مضت، 40 أو 50 سنة، ونحن نشعر أن هناك أحدا بداخل نسيج البلاد يشككنا في أى شيء عدا الأمور الخاصة به، وكل شىء إلا ما يمسه هو، وبالمناسبة هذا لا يعد من الأمانة أو الصدق أو الدين، فنحن مصريون مع بعضنا البعض، وإذا تصور أحد أنه يستطيع استباحة دمائنا وأموالنا وأفكارنا ويشوهها، لهدم مصر، لا أتصور أن تلك الأمور ترتبط بالدين في شيء”.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد “وأنا أذكر ذلك الكلام، في الوقت الذي وقعت فيه أحداث محمد محمود، أنا كنت مسؤولا عن المخابرات العسكرية والحربية وعن الأجهزة الأمنية في هذا الوقت، وأستطيع أن أقول ذلك بجلاء وثقة وأمانة وشرف، أننا لم نمس أى مصري واحد خلال تلك الفترة، ولكن عندما دخلت تلك العناصر المندسة في اتجاه وزارة الداخلية، كان القتلى يتساقطون يوميا، لمدة 6 أيام متواصلة، لقي خلالها العشرات مصرعهم، وآنذاك تم عمل منصة لتقضي على البلاد”.
وأضاف السيسي، أن “الفكرة وقتها كانت تتمثل في أن يرحل المجلس العسكري، وحتي يحدث ذلك، يجب عمل حالة تجعل كل الرأى العام غير راض، ومتألم، ورافض، ليرحل، لتفادي القتل الذي يحدث زعما تحت اسمه، وهذا ما تم تقديمه للمصريين في تلك الفترة”.
وتابع “أقسم بالله، أنا تحدثت منذ 3 سنوات، وأمرت بعمل لجنة لدراسة كل الأحداث التي تمت في 2011 و2012 و2013 حتى يتم وضعها بين أيادي الشعب المصري بكل أمانة وشرف، حتى تعلموا كيف تدمر الدول، وتضيع البلاد”.
وأشار “أتذكر في هذا اليوم، أننا أخبرنا رئيس الهيئة الهندسية، بأنه إذا لم يتم عمل فاصل بين ميدان التحرير، وبين شارع محمد محمود، البلد ستضيع، وانتظرنا 5 أيام حتى شيدت كتل خرسانية بمثابة حائط، لغلق الشارع، ووقتها انتهى القتل، ولكن الصورة التي تم تصديرها وقتها أن المجلس العسكري هو من قام بتلك العملية، مثلما حدث من قبل في ماسبيرو، وأحداث بورسعيد، وكما صدرت في البداية أن وزارة الداخلية قامت في ثورة 25 يناير بقتل المتظاهرين، وأنا لا أشوه التاريخ ، فهناك أخطاء لاشك، ولكن في ذلك الوقت تم تنفيذ عملية شديدة الإحكام لقتل المواطنين حتى تسقط الدولة وتشوه الصورة”.
ووجه الرئيس السيسي كلامه إلى الشعب المصري قائلا “إن حجم الخسائر التي ترتبت على الأحداث خلال الأربع سنوات من 2011 حتى 2015، ضخم جدا جدا، وسنظل ندفع ثمنا كبيرا جدا جدا من أجل تعويضه”.
وأضاف السيسي أنه لم يكن هناك إدراك لقوة تأثير شبكة التواصل الاجتماعي في إدارة الأزمة، خاصة فى ظل شائعات تأخذ شكل مطالب غير معلوم مصدرها على الشبكة وتأخذها وسائل الإعلام في التوك شو وتكون مطالب واجبة التنفيذ .
وتابع الرئيس قائلا “لا أخشى عليكم من الخارج أبدا يا مصريين، وإنما أخشى عليكم من الداخل (من أنفسنا)، مشددا على أن حديث اليوم عن الشهيد هو دماء بذلت لأجل حماية الناس والوطن والحفاظ عليه” .
واستعرض الرئيس السيسي “تطورات الأحداث خلال تلك الفترة حيث كانت هناك مطالب كثيرة من بينها مطلب رحيل المجلس العسكري، وكان الفريق محمد زكي موجودا في ميدان التحرير في ذلك الوقت مع وحداته لتأمين التحرير، وكنا حريصين جدا على عدم قتل أو إيذاء أي مصري، لكنهم قدمونا للناس على إننا فسدة وقتلة” .
وتحدث الرئيس السيسي عن الشائعات وكيف تستخدم بهدف إسقاط الدول، وضرب مثلا بأحداث اقتحام الأمن الوطنى”أمن الدولة” حيث ظهرت الشائعات التى تزعم أن الجيش هو من رتبها؛ لافتا إلى أن هناك عناصر تسعى لبث معلومات مغلوطة للمواطنين، غرضها هدم عناصر الحفاظ على الدولة، حيث ادعوا أن الجيش خان الشرطة وسمح للمتظاهرين بدخول الأمن الوطني لكى يأخذوا الوثائق الموجودة هناك ويهدروا كرامة الشرطة، وتابع الرئيس قائلا “تعلموا يا ناس كيف تسقط الدول، أنظروا إلى الدولة كيف تدمر وتضيع؟”.
وأضاف الرئيس “أن كل يوم هناك حكاية وحكاية وإشاعة وأخرى..وأنا لا أقلق من ذلك عليكم لأن حجم الوعي الذي تشكل لدى المصريين كبير للغاية”، وشدد الرئيس على كل أب وأم تعليم أولادهم الحفاظ على الوطن وعدم العبث بأمنه .
وتحدث الرئيس السيسي عن موضوع الجيل الرابع والخامس من الحروب وتطور وسائل القتال في تدمير الدول وفرض الإرادة عليها، مشيرا إلى أن هذا الجيل لا يعتمد على المواجهة المباشرة..بل يعتمد على وسائل الاتصال الحديثة ونشر الشائعات وتحطيم آمال وثقة الناس بنفسها وببعضها وبقيادتها، لافتا إلى أنه لن يسلم الدولة للسراب والضياع.
واستطرد قائلا “إن الهدف من حروب الجيل الرابع والخامس هو نشر الشائعات وتحطيم آمال وثقة الشعب المصري في قياداته”، لافتا إلى أنه خلال لقاءاته مع المثقفين والمفكرين ورجال الدين والإسلاميين الذين اجتمعت معهم خلال تلك الفترة بصفتى مدير المخابرات الحربية والمسؤول عن الاتصال بهم وتحدثت عن كل مشاكل مصر في ذلك الوقت كما أتحدث عنها الآن أكدت أنهم غير مدركين لحجم التحديات والمشاكل الموجودة فى بلدنا .
وأكد السيسي أن مصر بحاجة إلى شعب يواجه كافة التحديات، وأن حجم التحديات لا يستطيع أن يواجهه رئيس أو حكومة أو جماعة بمفردها.
واضاف: إن “100 مليون مصري بحاجة إلى 5ر8 مليار رغيف خبز شهريا”، لافتا إلى الإجراءات التي تتم لتوفير رغيف الخبز للمواطن، بداية من شراء القمح سواء من المزارع أو من الخارج إلى أن يصل رغيف الخبز إلى المواطن.
وكشف الرئيس السيسي عن تقرير قدم إليه منذ فترة وجيزة يؤكد حدوث مشكلة بالحسابات العلمية خلال عام 2060 سيكون لها الكثير من الآثار والتداعيات على الاقتصاد المصري، لكنه شدد على ضرورة التصدي لها لمواجهتها لحماية الأجيال القادمة من الخراب والضياع.، وأنه كلف الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي بإنشاء صندوق لمواجهة تلك المشكلة.
وأشار إلى أن ندوة “يوم الشهيد” تعد ندوة للوعي والثقافة، حيث تحدث عن الشائعات التي تروج بشأن التطعيم في حملة 100 مليون صحة وأنها ستؤذي الشعب.
وأضاف “قمنا بعمل الحملة من أجل التخفيف على أهلنا، وإنني كنت متألما من فيروس (سي) كمصري يتألم لأهله، وضرورة العمل للتخفيف على كل مصري ثم انتقلنا أيضا للكشف عن الأمراض الأخرى كالسكر والضغط والسمنة”.
وقال السيسي إن “قوائم انتظار المرضى التي تصدينا لها كانت 18 ألف حالة، تم الانتهاء من 6 آلاف حالة منها خلال سنة أو أكتر، ثم قمنا بعمل دراسة عن تكلفة الـ12 ألف حالة المتبقية في قوائم الانتظار وقدرت حينها ب 225 مليون جنيه”، مضيفا “أننا كنا نغطي تسعة أنواع من العمليات وقمنا بإضافة جراحتين جديدتين”، موضحا أنه “في خلال ستة شهور أو أكثر تجاوزنا عدد العمليات المحددة الـ12 ألف بنحو عشر مرات (أي بما يقدر بأكثر من 100 ألف حالة)”.
وأضاف “إننا كحكومة وكدولة ومسئولين نريد لأي إنسان يحتاج إلى جراحة أن يجريها فورا ولا يتم تأجيلها، أنا أتحدث عن 100 ألف إنسان من أصل 100 مليون”، داعيا الأسر المصرية إلى الانتباه مع أبنائها، حتى لا يتكرر إنتاج الحالة التي كان عليها الوضع في 2011.
وجدد الرئيس السيسي التأكيد للمصريين على “أننا سنبقى مع بعضنا البعض في مواجهة التحديات الكثيرة التي تواجهها مصر، والتي لطالما أكدت عليها في لقاءاتي مع رئيس الوزراء والوزراء، بهدف توصيف تلك الحالة”
ونوه إلى التساؤلات المتعلقة بتكاليف بناء العاصمة الإدارية الجديدة، مشيرا إلى أن جميع المدن الجديدة ليست من موازنة الدولة ومنها العاصمة الإدارية الجديدة، ومدينة أسيوط الجديدة والمنصورة الجديدة والإسماعيلية الجديدة وشرق بورسعيد الجديدة ورشيد الجديدة، والمنيا الجديدة، والسويس الجديدة”.
وأكد الرئيس “أننا نحاول استغلال الأراضي ذات القيمة المحدودة من خلال عمل بنية تحتية أساسية لترتفع قيمتها”.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي “الفكرة بسيطة جدا، فنحن نحوّل الأراضي التي ليس لها قيمة، للبيع، ومن خلال بيع تلك الأراضي نحصل على الأموال وننفذ بها المشروعات، وهذا ينطبق على كل من العلمين والمنصورة وأسيوط والمنيا، لافتا إلى أن من هذه المشروعات الطريق الذي يجري إنشائه في أسيوط الجديدة والذي سترونه الشهر القادم، وكذلك المحور الذي سيقام لوصل الضفتين الشرقية والغربية للنيل.
وأضاف “تتساءلون.. لقد تحدثت عن هذه الأمور من قبل، نعم تحدثت، ولكن عندما أعيدها مرة أخرى عليكم فسوف تصدقونني، وأنا أستطيع أن أظهر في التلفزيون يوميا وأتكلم معكم، إذا كان هذا سيشعركم بالراحة، لكن أنا لا أملك ملكات الإعلاميين، وستشعرون بالملل مني، ولكني أتحدث معكم كمواطن مصري، إنسان منكم، وأقول دائما أنا لست رئيسا لكم، بل أنا واحد منكم”.
وتابع السيسي “سأقف معكم أمام الله أسألكم مثلما ستسائلونني، وأحاسبكم، مثلما ستحاسبونني، وأنا أخاف عليكم، ودون أن أذكر أسماء دول جوارنا، هل تعرفون كم بلغ عدد أسابيع المظاهرات في مصر، أريدكم أن تحسبوها على مدار ثلاث سنوات، متسائلا أي بلد تستطيع أن تعيش وهناك مظاهرات بالشوارع على مدى 200 مرة في 3 سنوات؟؟، فكيف للسياحة أن تزدهر؟؟، والمصانع أن تعمل، والتجارة أن تستمر؟؟”.
كما تساءل السيسي “كيف انتهى احتياطي البنك المركزي في عام ونصف العام منذ 2011، الاحتياطي الذي تشكل في 20 عاما، وكان يقدر بقيمة 38 مليار دولار، تشكل في بلد مستقرة وانتهي في عام ونصف العام؟؟”
وأضاف أن هناك دولا مجاورة، الناس تتحدث عن الأوضاع الاقتصادية والظروف والحالة الاجتماعية بها، وهي تقوم بالهدر في بلادها، وتضيعها، لأن كل هذا الكلام له ثمن، يجب أن يدفعه الشعب، فيما يدفع الشباب والأجيال القادمة ثمن عدم الاستقرار، مشددا على أن الاستقرار استثمار.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي “إنه لا يصح أن نتحدث عن لقمة العيش وهناك أمهات وزوجات شهداء قدمن دماء أبناءهن من أجل خاطري وخاطرك، وسيعشن بقية أعمارهن يعلم بهن الله .. ونحن مازلنا نتحدث عن لقمة العيش .. وتساءل الرئيس السيسي ماذا أقول لهن، وهن قدمن أبناءهن وأزواجهن فداء لمصر .. مشددا “لازم نخللي بالنا منها ولا نضيعها”، لافتا إلى أننا “لا نزال ننزف منذ 6 سنوات”.
وأشار إلى أن الشهيد والمصاب ليس فقط من رجال القوات المسلحة والشرطة، وإنما الذين تم استهدافهم في الكنائس أيضا، وفي مسجد الروضة .. وحادثة محطة مصر.
وأضاف السيسي ” أجرينا في قانون الخدمة المدنية الجديد تعديلات من أجل ضبط أداء العاملين بالدولة، بمقتضاه يتم إنهاء خدمة من يثبت تعاطيه المخدرات”.
وتابع “لن نسمح بذلك أبدا وبالقانون الذي ارتضيناه ووافق عليه مجلس الشعب “بأن الذي يتعاطى مخدرات يتم إنهاء خدمته فورا”، مشيرا إلى أن سيتم إجراء تحاليل بمنتهى الصدق والأمانة في تنفيذها، وسيتم تطبيق ذلك على كل مرفق في الدولة.
المصدر : أ ش ا