شددت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل” على أن على إسرائيل الوقف الفوري للهجمات وجميع انتهاكات القرار 1701، وذلك بعد هجمات إسرائيلية مكثفة على الجنوب.
وحذّرت من أن أي عمل عسكري في جنوب الليطاني يقوض التقدم نحو الحل السياسي.
جاء هذا بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء أمس الخميس، أنه أنهى ضرباته على أهداف لحزب الله في جنوب لبنان، بعد دعوة سكان العديد من القرى إلى إخلائها.
وذكر في بيان أنه نفذ سلسلة من الضربات ضدما يزعم أنها بنى تحتية وعدد من مستودعات الأسلحة التابعة لوحدة الرضوان في جنوب لبنان، مشيراً إلى أن حزب الله يواصل محاولاته لإعادة بناء بنى تحتية في جنوب لبنان، بهدف الإضرار بإسرائيل.
فيما قال الجيش اللبناني إن الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان تهدف إلى “منع استكمال” انتشار وحداته، بموجب وقف إطلاق النار الذي أنهى قبل نحو عام حرباً بين حزب الله وإسرائيل ونص على حصر السلاح بيد القوى الشرعية.
وأورد في بيان أن إسرائيل أطلقت موجة واسعة من الاعتداءات في الجنوب، مستهدفة عدة مناطق وبلدات، مضيفاً أن “هذه الاعتداءات المدانة هي استمرار لنهج العدو التدميري الذي يهدف إلى ضرب استقرار لبنان وتوسيع الدمار في الجنوب، وإدامة الحرب، إضافة إلى منع استكمال انتشار الجيش تنفيذاً لاتفاق وقف الأعمال العدائية”.
من جهته علق الرئيس اللبناني، جوزيف عون، بالقول إن “ما قامت به إسرائيل اليوم في جنوب لبنان يعد جريمة مكتملة الأركان ليس فقط وفقاً لأحكام القانون الدولي الإنساني الذي يجرم استهداف المدنيين وترويعهم وإجبارهم على النزوح من ديارهم، بل يعد كذلك جريمة سياسية نكراء”.
كما أضاف عون في بيان أنه “كلما عبر لبنان عن انفتاحه على نهج التفاوض السلمي لحل القضايا العالقة مع إسرائيل أمعنت في عدوانها على السيادة اللبنانية وتباهت باستهانتها بقرار مجلس الأمن رقم 1701 وتمادت في خرقها لالتزاماتها بمقتضى تفاهم وقف الأعمال العدائية”.
كذلك أردف: “مر قرابة العام منذ دخل وقف إطلاق النار حيز النفاذ وخلال تلك الفترة لم تدخر إسرائيل جهداً لإظهار رفضها لأية تسوية تفاوضية بين البلدين… وصلت رسالتكم”.
وكان عون أكد خلال الأشهر الماضية أكثر من مرة استعداد لبنان للتفاوض مع إسرائيل.
فيما حضّ الموفد الأميركي، توم براك، لبنان السبت الماضي على إجراء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، حسب فرانس برس.
يذكر أنه منذ 27 نوفمبر 2024 يسري اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل إثر مواجهة دامية لمدة عام، تم التوصل إليه برعاية أميركية وفرنسية. ونص الاتفاق على تراجع حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني “على مسافة حوالي 30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل”، وتفكيك بنيته العسكرية، وحصر حمل السلاح بالأجهزة الرسمية.
غير أن إسرائيل واصلت منذ ذلك الحين شن غارات بشكل مستمر على مواقع في جنوب وشرق البلاد، قائلة إنها تستهدف حزب الله، فضلاً عن تحليق مسيراتها أيضاً في مناطق عدة من ضمنها العاصمة بيروت.
كما أبقت إسرائيل قواتها في أكثر من 5 تلال استراتيجية جنوباً، علماً أن الاتفاق نص على انسحابها الكامل من المناطق اللبنانية التي توغلت داخلها خلال الحرب.
فيما اتخذت الحكومة اللبنانية في أغسطس 2025 قراراً بحصر السلاح بيد الدولة، مكلفة الجيش بتنفيذه، إلى جانب انتشاره بشكل كامل في الجنوب.
وخلال الفترة الماضية تصاعدت التحذيرات الإسرائيلية للحكومة اللبنانية. ولوح مسؤولون إسرائيليون أكثر من مرة باحتمال توجيه ضربات للعاصمة بيروت حتى. كما أشاروا إلى أن حزب الله يحاول مجدداً إعادة بناء قدراته العسكرية جنوباً.
المصدر: وكالات
