رأت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية أن اجتماع قادة أكثر من 20 دولة في مدينة شرم الشيخ بسيناء لإنهاء الحرب في قطاع غزة، أنه علامة على النفوذ الفريد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحجم الدعم الدولي لإنهاء الحرب… مؤكدة أن قمة شرم قد تغيّر الدينامية الدولية وتمثل أفضل أمل لظهور عملية سلام جديدة أكثر شمولًا في الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة إن هذا الحدث الذي يُعقد في قلب المنطقة وليس في واشنطن أو البيت الأبيض يضع عملية السلام في سياقها الإقليمي الأوسع، ويرسخها في المنطقة نفسها، وهو ما لم يتحقق منذ سنوات طويلة.
وأضافت “الإندبندنت” أن المرحلة التالية للمفاوضات وفق خطة ترامب، إذا استمرت كما هو مأمول، ستكون أكثر تعقيدًا، إذ ستشمل الترتيبات المتعلقة بالحكم في قطاع غزة دون حركة “حماس” في السلطة، معتبرة أن ما سيحدث في هذه المرحلة سيكون اختبارًا حقيقيًا لتصميم الأطراف كافة على إنجاح الاتفاق.
واعتبرت الصحيفة أن المشاركة الشخصية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب هي مفتاح التقدم، كما كانت حاسمة في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار
وصفقة إطلاق سراح الأسرى، وأن قمة شرم الشيخ تمثل لحظة تاريخية قد تفتح صفحة جديدة في مسار السلام بالشرق الأوسط.
وأشارت إلى استعداد هذا العدد الكبير من القادة لتفريغ جداول أعمالهم والحضور إلى مصر في لحظة واحدة لإظهار مدى الزخم والدعم الدولي لإنهاء الحرب، مشيرة إلى أن وصف الـ24 إلى 48 ساعة القادمة بأنها حاسمة لمستقبل الشرق الأوسط هو أقل من الحقيقة.
وتابعت الصحيفة أنه مع استعداد قادة أكثر من 20 دولة -بمن فيهم الرئيس الأمريكي- للتجمع في منتجع شرم الشيخ لتوقيع الاتفاق وفق خطة ترامب، فإن المخاطر واضحة تمامًا كما الآمال، ورغم أن الطريق لا يزال مليئًا بالعقبات، فإن الإيجابيات للمرة الأولى قد تفوق السلبيات.
وأوضحت الصحيفة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي عادت إلى الخط المتفق عليه بحسب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وبدأ سكان القطاع بالعودة إلى منازلهم رغم الدمار الهائل، منوهةً بأن المساعدات الإنسانية بدأت أخيرًا بالتدفق بعد فترة طويلة من التأخير، وأن الأمم المتحدة عادت لتولي تنظيم القوافل الإغاثية، وهو ما يضع حدًا لمحاولات إسرائيل تهميش دور منظمات الإغاثة الدولية.
ولفتت “الإندبندنت” إلى الأجواء التي شهدتها إسرائيل الليلة الماضية، حيث عمّت الفرحة في المسيرات التي رُحب فيها بصهر ترامب، جاريد كوشنر، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، وشُكرهما على جهودهما في التوصل إلى الاتفاق، بينما كان المناخ العام أقرب إلى الاحتفاء بما وصفته الصحيفة بـ”الانتصار الدبلوماسي” لترامب.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي عائلات الرهائن في إسرائيل، ثم يلقي كلمة أمام “الكنيست”، قبل أن يتوجه إلى شرم الشيخ ليترأس قمة السلام مع السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرة إلى أن هذا الحدث يشارك فيه قادة من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلى جانب قوى إقليمية مثل قطر وتركيا.
المصدر : أ ش أ

