فاز الدكتور خالد العناني بمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للفترة من 2025 إلى 2029 خلفًا للفرنسية أودري أزولاي بحصوله على 55 صوتًا.
جاء ذلك خلال التصويت الذي جرى مساء اليوم /الاثنين/ بين أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة، حيث حصل العناني على 55 صوتا من أصل 58 صوتًا، أي أكثر من العدد الضروري للفوز بالمنصب.
وبهذا الإعلان، يكون العناني المدير العام لليونسكو للفترة من 2025 إلى 2029، خلفًا للفرنسية أودري أزولاي، وتشير نتائج التصويت إلى أن العناني حصل على أكثر من العدد الضروري للفوز بالمنصب مقابل صوتين لمنافسه المرشح الكونغولي فيرمين إدوار ماتوكو، والذي يشغل منصب نائب المدير العام لليونسكو لشؤون إفريقيا والعلاقات الخارجية.
ووفقا للوائح اليونسكو يحتاج الفائز للحصول على 30 صوتا من أصل 58 صوتا لأعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة، وبهذه النتيجة، خرج المرشح الكونغولي من المنافسة على المنصب بعد أن خسر الجولة الأولى والحاسمة والتي جاءت لصالح العناني.
وكان السباق قد انحصر بين هذين المرشحين فقط بعد انسحاب المكسيكية جابرييلا راموس في أغسطس الماضي، الأمر الذي زاد من فرص العناني، حيث اعتبر المرشح الأوفر حظا للفوز على منافسه ماتوكو (69 عاما) الذي دخل السباق في مارس الماضي، قبل يومين من الموعد النهائي لتقديم طلبات الترشح.
ويعد هذا الفوز فوزًا تاريخيًا، إذ أصبح العناني بهذه النتيجة أول عربي يحصل على هذا المنصب الرفيع منذ تأسيس المنظمة الدولية عام 1945، فقد حظي بتأييد عربي غير مسبوق خاصة بعد أن تبنت جامعة الدول العربية قرارًا على مستوى القمة في مايو 2024 بدعم وتأييد ترشيح الدكتور العناني باعتباره المرشح العربي الوحيد لهذا المنصب، وهي المرة الأولى التي يحظى فيها مرشح بإجماع عربي واسع بهذا الشكل، ما يعكس تطلعات الدول العربية لدور فاعل داخل المنظمة الدولية، وأهمية القيادة العربية لليونسكو في المرحلة المقبلة.
كما حظي العناني بدعم واسع على المستوى الإفريقي، بالإضافة إلى تأييد الجامعة العربية، بجانب تأييد الاتحاد الإفريقي في فبراير 2024 ويوليو 2024 ويوليو 2025، الأمر الذي يؤكد الاصطفاف الإفريقي الرسمي خلف الترشيح المصري تقديرا لكفاءة وقدرة العناني وانعكاسا لثقة القارة الإفريقية في مصر لتحقيق التطلعات المشتركة للدول الإفريقية.
كما حظي العناني خلال الفترة الماضية على دعم دولي وإقليمي متزايد يعكس الثقة الكبيرة في كفاءته الأكاديمية ومكانته الثقافية.
وكانت مصر قد كثفت من جهودها الدبلوماسية والسياسية لحشد الدعم للدكتور العناني منذ الإعلان عن ترشحه لهذا المنصب الرفيع في أبريل 2023، حيث أعلن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي اعتماد المجلس ترشيح الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار الأسبق لمنصب مدير عام لليونسكو للفترة من 2025 إلى 2029، كمرشح لمصر.
وجاء القرار استنادا إلى المؤهلات التي يتمتع بها الدكتور العناني وإنجازاته الأكاديمية والتنفيذية الملموسة بمجالات عدة، فضلا عن إسهاماته الكبيرة والقيمة على الصعيدين الوطني والدولي في مجالات العلوم والتربية والثقافة والتي تعد نتاج لخبراته التي تمتد لأكثر من 30 سنة في مجالات التدريس الجامعي والبحث العلمي وعلوم المصريات والآثار والتراث والمتاحف والسياحة.
ويُعد خالد العناني (54 عاما) شخصية بارزة معروفة بخبراتها وإسهاماتها البارزة في مجالات متعددة مثل التعليم والبحث العلمي والثقافة والسياحة والإدارة والخدمة العامة والعلاقات الدولية.
وشغل العناني سابقا منصب وزير السياحة والآثار في مصر، ويشغل حاليا منصب أستاذ في علم المصريات بجامعة حلوان، حيث انضم لهيئة التدريس منذ أكثر من ثلاثين عاما. ولم يقتصر تدريسه للحضارة والآثار والكتابة المصرية القديمة على مصر فقط بل امتد ليشمل مؤسسات أكاديمية دولية مرموقة.
ومن المنتظر أن يتقلّد العناني (54 عاما) مهامه، رسميا، عقب انتخابه مرة أخرى من قبل أعضاء المؤتمر العام للمنظمة وعددهم 194 دولة، خلال جلسة تُعقد في سمرقند بأوزبكستان في 6 نوفمبر المقبل، إلا أن تصويت اليوم يعتبر خطوة حاسمة، إذ لا يُذكر أن المؤتمر العام سبق له أن خالف توصيات المجلس التنفيذي بهذا الشأن.
وأصبح خالد العناني، بهذه النتيجة، المدير الـ12 لمنظمة اليونسكو، كما أصبح أول مدير عام من العالم العربي يشغل هذا المنصب الرفيع، وثاني مدير عام إفريقي بعد السنغالي “أمادو ماهتار مبو” (1974- 1987) منذ تأسيس المنظمة قبل 80 عاما، فهي وكالة أممية متخصصة تهدف إلى تعزيز القيم الإنسانية المشتركة من خلال تدعيم مجالات التربية والعلم والثقافة، ودعم عالم يسوده أكبر قدر من المساواة والسلام.
المصدر : أ ش أ
