أدرج الجهاز القومى للتنسيق الحضارى اسم عالم المصريات أحمد فخرى فى مشروع حكاية شارع، حيث تم وضع اسمه على أحد الشوارع فى مدينة مغاغة تخليدا لذكراه.
ولد أحمد فخري بالفيوم في 21 مايو 1905، تدرج في مراحل التعليم المختلفة حتى التحق بقسم الآثار بكلية الآداب بالجامعة المصرية جامعة القاهرة الآن، وقد تخرج فيها عام 1928.
واستكمل تعليمه في برلين على يد العالم الألماني Kurt Sethe وتابع دراسته في بروكسل على يد عالم المصرياتJean Capart ثم أتم دراسته في ليفربول بإنجلترا، كما حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة بنسلفانيا بأمريكا.
عقب عودته إلى مصر عين في مصلحة الآثار المصرية 1930، وبدأ حياته المهنية في علم الآثار كمساعد للعالم الكبير سليم حسن في بعض بعثاته الاستكشافية في الجيزة في موسم الحفائر 1931/1932، واشترك في حفائر عديدة في سقارة والأقصر والواحات.
وقد تدرج الدكتور فخري في المناصب الإدارية بمصلحة الآثار، فأصبح كبيرًا للمفتشين، ثم أمينًا مساعدًا للمتحف، ثم أمينًا له، ومدير قسم البحوث الصحراوية، ثم مدير مشروع دراسة الأهرام عام 1952.
بالإضافة إلى ذلك عمل مدرسا للحضارة المصرية القديمة وتاريخ الشرق الحديث في جامعة القاهرة، وكان من أبرز تلامذته عبد العزيز صالح وعلي رضوان اللذان أصبحا من أشهر علماء المصريات في الجيل الذي تلى جيل أحمد فخري.
من أهم اكتشافاته معابد عين المفتلة، وهي هضبة رملية تقع في مدينة القصر في الصحراء الغربية، بالإضافة إلى مقبرة حاكم واحة البحرية، “زد خنسو أف عنخ”، عام 1942، ومقبرة هضبة السوبي، ومنطقة سن العجوز التي تشغل حافة الجبانة الشرقية لهرم الملك خوفو، وقد شيد كبار موظفي الأسرة السادسة مقابر مقطوعة في الصخر كشف عن بعضها الدكتور أحمد فخري، كما كشف عن مقابر المزوقة، التي تقع على مسافة 5 كم من القصر وعلى بعد 37 كم من مدينة (موط) الداخلة ولها طريق ممهد، وهى عبارة عن جبانة ترجع إلى العصر الروماني وتضم مقابر منحوتة في الصخر وعليها نقوش زاهية تمثل خيرات الواحات ومنها إله الزرع وإله الماء ومزارع الشعير والنخيل والطيور والتحنيط والحساب والعقاب، وقد اكتشفها في عام 1973.
أدرك فخري قيمة التراث غير المادي وارتباطه الوثيق بعلوم الآثار فقام بدراسة تعد من الدراسات الفريدة من نوعها عن عادات وتقاليد أهل الواحات بل قرر أن يعود إلى القاهرة ممتطيا الوسائل التقليدية وهي الجمال، وفي عام 1947 أدار حفائر باليمن في مملكة سبأ.
ونتيجة لأعماله واكتشافاته المهمة أطلق عليه لقب شيخ الأثريين وراهب الصحراء، في إشارة إلى تفانيه في أعماله ومدى إسهاماته في الكشف الأثري.
لقد أثري العالم الكبير المكتبة التاريخية والأثرية بالعديد والعديد من الكتب والمؤلفات العلمية، نذكر منها: “الأهرامات المصرية، مصر الفرعونية، الواحات البحرية واحة سيوة”.
جدير بالذكر أن الروائي الكبير بهاء طاهر قد تأثر بكتابات الدكتور أحمد فخري عن واحة سيوة وقام بتأليف رواية واحة الغروب التي حازت علي جائزة البوكر العربية لعام 2008، والتي تم تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني.
استمر الدكتور أحمد فخري في الكتابة وتأليف الكتب والاكتشافات الأثرية حتى توفي في يوم 7 يونية 1973.

