أكد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين مصر والنمسا.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده وزير الخارجية اليوم ،السبت، مع “بياته ماينل – رايزينجر” – وزيرة خارجية النمسا التي تقوم بزيارة إلى القاهرة.
ورحب الوزير عبد العاطي – في مستهل المؤتمر الصحفي- بنظيرته النمساوية والوفد المرافق في أول زيارة لها إلى القاهرة منذ توليها مهام منصبها وبما يعكس أهمية العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين الصديقين.
وقال الوزير إن المباحثات تناولت مجمل العلاقات الوثيقة التي تربط بين مصر والنمسا خاصة السياسية والاقتصادية والتجارية والتعليمية.. مشيرا إلى أن المباحثات عكست توافقا في الرؤى حول الهدف المشترك للانتقال بالعلاقات إلى آفاق أرحب.
وأضاف وزير الخارجية أنه تم خلال المباحثات التأكيد على أهمية البناء على الزخم الذي تشهده العلاقات.. معلنا أنه قام بالتوقيع والوزيرة النمساوية اليوم على مذكرة تفاهم لتدشين آلية للمشاورات السياسية بما يعكس رغبة البلدين في تعزير التعاون المشترك.
وأوضح أنه تم مناقشة تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري.. مشيدا بدعم الشركات النمساوية العاملة في مصر في عملية التنمية.
وقال وزير الخارجية إن التوقيع على مذكرة تفاهم بين البلدين لتدشين آلية للتشاور السياسي يؤكد رغبة البلدين في تعزيز التعاون خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية ومكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب والتعاون في الأمم المتحدة ومؤسسات الاتحاد الأوروبي.
وأشاد وزير الخارجية بأداء الشركات النمساوية فى مصر، وأوضح أن عدد هذه الشركات تضاعف خلال السنوات الخمس الأخيرة بثلاثة أضعاف ليبلغ حاليا 500 شركة تعمل في مختلف المجالات بعد أن كان 179 شركة في عام 2020 ما يعكس وجود بيئة مواتية للاستثمارات في مصر وأيضا الفرص الكبيرة المتاحة مما حفز هذه الشركات على الاستثمار فى مصر.
وأشار إلى الاعتزاز بالخبرات المتراكمة للشركات النمساوية خاصة فى قطاعات الطاقة الجديدة والمتجددة والصناعات الكيميائية والغذائية وقطاع تحلية المياه وإعادة تدويرها بخلاف قطاع النقل واللوجستيات، وأكد أننا نعمل على المزيد من توطين التكنولوجيا والصناعات في مصر بما يخلق فرص عمل مستدامة.
وأكد أهمية التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وأوضح أن مصر لديها تجربة رائدة في هذا المحال وتحرص على مشاركة هذه التجربة مع مختلف دول العالم، مشيرا إلى أنه ناقش مع الوزيرة النمساوية التعاون في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية.
وشدد على الأهمية البالغة لأن تكون هناك مقاربة شاملة في هذا المجال من خلال التعامل مع جذور هذه الظاهرة البغيضة من خلال خلق فرص عمل والمقاربة الاجتماعية والاقتصادية الشاملة.
وأعلن وزير الخارجية اقتراب توقيع مصر والنمسا على عشرة اتفاقيات تغطى مجالات التعاون، ولفت إلى أنه جرى الحديث عن تصدير العمالة الماهرة إلى النمسا التي لديها تجربة فريدة في مجال التدريب المهني والفني، وقال إن المباحثات تطرقت كذلك إلى أهمية المشاركة في خطة الدولة المصرية وتوجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي فيما يتعلق ببناء الإنسان المصري وتعزيز قدرات الشباب المصري وقفا لأحدث المعايير الأوروبية.
وأكد أنه تم أضا بحث الأوضاع الإقليمية ولب الصراع في المنطقة وهو القضية الفلسطينية، مثمناً أن تكون القاهرة على مستهل زيارة الوزيرة النمساوية إلى الشرق الأوسط ما يعكس التنسيق رفيع المستوى بين البلدين الصديقين.
وشدد الوزير على الأهمية القصوى لسرعة ممارسة أقصى درجات الضغط للتوصل إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأبرياء سواء في الضفة الغربية أو غزة، وسرعة التوصل الى صفقة تضمن اطلاق سراح الرهائن ووقف اطلاق النار، ونحن نسعى إلى أن يكون مستداما بما يؤسس لخلق أفق سياسي يؤدى إلى مفاوضات جدية وفقا للمرجعيات الدولية وصولا الى تجسيد الدولة الفلسطينية باعتبار ذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة.
وأشار عبدالعاطي إلى أن المباحثات تناولت التصعيد الأخير ارتباطا بالملف النووي الإيراني، وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، والعمل على التأكيد على أهمية استدامة وقف إطلاق النار القائم حاليا، وهو ما يتطلب العمل بسرعة على استئناف المباحثات بين الجانبين الإيراني والأمريكي.
المصدر: أ ش أ

