خلف توقيع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قرارا لفرض عقوبات على موظفين بالمحكمة الجنائية الدولية موجة انتقادات اعتبر بعضها الخطوة تهديدا لعمل المؤسسة القضائي، وفى المقابل، انتصرت مواقف أخرى لقرار ترامب، مثل إشادة إسرائيل بالأمر التنفيذي وإعلان المجر تفهمها “تماما” للعقوبات.
فقد نددت المحكمة الجنائية بنشر الولايات المتحدة مرسوما “يهدف إلى فرض عقوبات على موظفيها والإضرار بعملها القضائي المستقل والمحايد”.
وقالت المحكمة الجنائية الدولية، في بيان، إن الأمر من شأنه أن يقوض عملها القضائي، وحثت الدول الأعضاء البالغ عددها 125 دولة على “الوقوف متحدين” من أجل العدالة وحقوق الإنسان.
وأكدت المحكمة أنها “تقف بحزم إلى جانب موظفيها وتتعهد بمواصلة تحقيق العدالة ومنح الأمل لملايين الضحايا الأبرياء للفظائع التي ترتكب في شتى أنحاء العالم، في جميع الحالات التي تنظر فيها”.
وأعربت هولندا التي تستضيف مقر المحكمة عن “أسفها” بعد إعلان المرسوم.
وأكد وزير الخارجية كاسبار فيلدكمب عبر منصة إكس أن “عمل المحكمة أساسي من أجل المعركة ضد الإفلات من العقاب”.
وحذر رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا اليوم من أن العقوبات على المحكمة الجنائية الدولية تهدد المنظومة القضائية الأوسع.
وكتب كوستا على إكس أن “فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية يهدّد استقلالية المحكمة ويقوّض المنظومة القضائية الجنائية الدولية بنطاقها الواسع”.
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن أسفه للقرار الأمريكي، “مع الاحتفاظ بحق اتخاذ تدابير” من جانبه، وفق ما قال ناطق باسمه من دون تقديم مزيد من التفاصيل حول هذه التدابير.
وصرح المتحدث باسم الاتحاد أن المحكمة الجنائية الدولية “تضطلع بدور محوري في صون العدالة الجنائية الدولية ومكافحة الإفلات من العقاب”، بما في ذلك في أوكرانيا.
واجتمع كوستا برئيسة المحكمة الجنائية الدولية توموكو أكاني الخميس في بروكسل وذكّر في هذه المناسبة بـ”الدور الأساسي” الذي تؤديه الهيئة “لإحقاق العدل لضحايا جرائم هي من الأفظع في العالم”، وفق ما جاء في منشور على “إكس”.
ومن جهتها، قالت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية الجمعة إن المحكمة الجنائية الدولية يجب أن تكون قادرة على مواصلة مكافحة الإفلات من العقاب عالميا بدون عراقيل.
وأضافت في منشور على أحد مواقع التواصل الاجتماعي “تكفل المحكمة الجنائية الدولية المحاسبة عن الجرائم الدولية وتمنح الضحايا صوتا في شتى أنحاء العالم. يجب أن تكون قادرة على مواصلة مكافحة الإفلات من العقاب عالميا بحرية. ستدافع أوروبا دائما عن العدالة واحترام القانون الدولي”.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتز إن ترامب أخطأ في فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية لأنها تهدد مؤسسة مهمة.
وأضاف في تجمع انتخابي “العقوبات أداة خاطئة. إنها تهدد المؤسسة التي من المفترض أن تضمن عدم قدرة المستبدين في هذا العالم على اضطهاد الشعوب وبدء الحروب، وهو أمر مهم للغاية”.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن برلين ستواصل دعم المحكمة الجنائية الدولية على الرغم من عدم اتضاح تأثير العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي على المحكمة.
وأضاف المتحدث “لن أتفاجأ مطلقا إذا اجتمعت بعض الدول في نيويورك خلال اليوم وأظهرت علنا هذا (دعمها) مرة أخرى”.
وعبر متحدث باسم رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر أكدت أنها تدعم استقلالية المحكمة الجنائية الدولية ولا تعتزم فرض عقوبات على مسؤوليها.
كان المتحدث يرد على سؤال بشأن المحكمة بعد أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات اقتصادية وحظرا على السفر يستهدف مسؤولين بالمحكمة يعملون في تحقيقات مع مواطنين أمريكيين أو حلفاء للولايات المتحدة مثل إسرائيل.
وأفاد المتحدث للصحفيين بأن “هذا الأمر يخص الولايات المتحدة… أما بالنسبة لبريطانيا فإننا ندعم استقلالية المحكمة الجنائية الدولية، وبالتالي ليس لدينا خطط لفرض عقوبات على مسؤولين بعينهم في المحكمة”.
وفي المقابل، أشادت إسرائيل بترامب لفرضه عقوبات على المحكمة التي وصفتها بأنها “لا أخلاقية” و”غير شرعية”.
وكتب وزير الخارجية جدعون ساعر على إكس “أشيد بقوة بالأمر التنفيذي الصادر عن الرئيس ترامب بفرض عقوبات على -المحكمة الجنائية الدولية- المزعومة” معتبرا أن قرارات الهيئة “لا أخلاقية وعارية عن أي أساس قانوني”.
وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو في منشور على فيس بوك الجمعة إن العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المحكمة الجنائية الدولية “مفهومة تماما”.
وأضاف أن المحكمة الدولية أصبحت في الآونة الأخيرة “أداة سياسية متحيزة” وأن المجر تقوم أيضا بتقييم تعاونها معها.
المصدر: وكالات

