قال مسؤول بالشرطة إن لاجئا إيرانيا أدين بتهمة الاعتداء الجنسى ومعروف عنه أنه يبعث برسائل كراهية لأسر جنود أستراليين قتلوا فى الخارج هو المسلح الذى يحتجز عددا غير معروف من الرهائن فى مقهى بسيدنى. ولا يزال اللاجئ الإيرانى ويدعى هارون مؤنس متحصنا بالمقهى بعد 15 ساعة من بدء محنة الاحتجاز.
وأغلقت الشرطة الاسترالية قلب مدينة سيدني أكبر المدن الاسترالية بعد ان دخل شخص مسلح مقهى بوسط المدينة واحتجز عددا من الرهائن وأجبرهم على رفع علم تنظيم.
وقالت الشرطة انها على علم بوجود مسلح في الواقعة التي حدثت في مقهى لينت في قلب الحي التجاري لسيدني لكن يمكن أن يكون هناك أكثر من مسلح.
وطوق رجال الشرطة المدججون بالسلاح مقهى لينت وعددا من المباني في مارتن بليس حيث يوجد بنك الاحتياطي الاسترالي وبنوك تجارية بالقرب من مبنى برلمان ولاية نيو ساوث ويلز في الوقت الذي يحاول فيه المفاوضون نزع فتيل واحدة من أكبر المخاطر الامنية التي تواجهها استراليا منذ عقود.
وشوهد قناصة وأفراد من القوات الاسترالية الخاصة يتخذون مواقع لهم حول المقهى وحلقت طائرات الهليكوبتر التابعة للشرطة فوق الموقع.
وأفرج عن خمسة على الأقل من الرهائن أو تمكنوا من الهرب منذ بدء الواقعة في الصباح وشوهد عاملون في المقهى او زبائن مذعورون وهم يرتمون بين أيدي رجال الشرطة.
وقال كريس ريزون مراسل القناة السابعة التلفزيونية ومكتبه في مواجهة المقهى انه مازال هناك نحو 15 رهينة داخل المقهى.
وقال ريزون على تويتر “من حجرة الاخبار في مارتن بليس يمكن ان نرى مسلحا يجبر رهائن بالتناوب على الوقوف أمام النوافذ في أحيان لمدة ساعتين.”
وقال رئيس الوزراء الاسترالي توني أبوت إن هناك ما يشير إلى وجود دوافع سياسية وراء احتجاز الرهائن في مقهى لينت. وكان أبوت حذر من تخطيط متشددين لمهاجمة أهداف استرالية.
وأردف قائلا للصحفيين في كانبيرا دون تقديم معلومات عن هذا الحصار “هذا حادث مزعج للغاية. بامكاني تفهم مخاوف وقلق الشعب الاسترالي.” ولم يدل أبوت بأي معلومات عن هذا الحصار.
وأعلنت حالة التأهب القصوى في استراليا التي تدعم الولايات المتحدة وتحركها المتصاعد ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق تحسبا لهجمات من قبل مسلمين متطرفين أو مقاتلين محليين عائدين من الصراع في الشرق الأوسط.
وقال اندرو شبيوني مفوض شرطة نيو ساوث ويلز للصحفيين في سيدني “تحركنا لوضع يتناسب مع حدث إرهابي.”
ويوجد المقهى في مواجهة استوديو تلفزيوني تجاري وعرضت مشاهد تلفزيونية حية لزبائن داخل مقهى يقفون وهم يضعون أيديهم على النوافذ.
وأظهرت لقطات شخصا يبدو أنه من موظفي المقهى وإمرأة أخرى يرفعان علما مماثلا للعلم الذي يستخدمه مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
وأجبر الحادث السلطات على اخلاء المباني القريبة في الحي التجاري بسيدني وأثار الذعر بين السكان الذين كانوا قد بدأوا يحولون اهتمامهم الى عطلة عيد الميلاد بدلا من المخاطر الامنية.
وبعد عدة ساعات من بدء الحصار قادت الشرطة نحو 24 شخصا إلى خارج مبنى يقع أمام المقهى وعبر الطوق الأمني. وأخلى آخرون من المبنى الواقع أعلى المقهى عن طريق سلم حسبما أظهرت مشاهد تلفزيونية.
وقال بنك الاحتياطي الاسترالي الموجود بالقرب من المقهى إنه أغلق أبوابه وأن الموظفين موجودون داخل المبنى وكلهم بخير.
وأخليت القنصلية الأمريكية المجاورة أيضا حسبما ذكرت متحدثة باسمها. وأغلقت البنوك الكبيرة في المنطقة التجارية وطلب من الناس تجنب هذه المنطقة.
وقالت الشرطة الاسترالية إن مفاوضين اتصلوا بالمسلح الذي يحتجز الرهائن لكنها رفضت التكهن بدوافعه المحتملة.
ورفضت كاثرين بيرن نائبة مفوض شرطة نيو ساوث ويلز تحديد عدد المحتجزين داخل المقهى لكنها قالت إن عددهم لا يصل إلى 30 شخصا. وأضافت بيرن للصحفيين انه لا يوجد أي مؤشر عن تعرض أي من المحتجزين الباقين لأذى.
وأصدر مجلس الائمة الوطني الاسترالي بيانا قال فيه إنه “يدين هذا العمل الإجرامي بشكل صريح.” وقال بيان مشترك مع مفتي استراليا إن “مثل هذه الأعمال مدانة جزئيا وكليا في الإسلام” مشيرا إلى انتظار المزيد من المعلومات عن هوية ودوافع مرتكبي هذا العمل.
وفي سبتمبر ايلول الماضي قالت شرطة مكافحة الارهاب انها احبطت تهديدا وشيكا لذبح عشوائي علني لاحد المواطنين وبعد ايام قتلت الشرطة بالرصاص فتى في مدينة ملبورن بعد ان هاجم بسكين اثنين من ضباط مكافحة الارهاب.
من جانبه .. لم يستبعد رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت أن تكون هناك دوافع سياسية وراء عملية احتجاز الرهائن في مقهى بسيدني، وقال إن هناك مؤشرات تدل على ذلك.
وأشار أبوت إلى أنه اجتمع بلجنة الأمن القومي للبحث في كيفية معالجة أزمة الرهائن، وفي أول تعليق له، وصف مجلس الأئمة الوطني الأسترالي الحادث بأنه “إجرامي”.
كانت الشرطة الأسترالية قد أعلنت في وقت سابق صباح اليوم الاثنين أن مسلحا واحدا يحتجز عددا غير محدد من الرهائن داخل مقهى في وسط مدينة سيدني، مضيفة أنه لا يمكن الحديث حتى الآن عن عملية إرهابية.
وقال آندرو سكيبيون قائد الشرطة في ولاية نيو ساوث ويلز إنه لم يجر أي اتصال حتى الآن مع محتجز الرهائن، وتم إخلاء ساحة مارتن بلايس المخصصة للمشاة في حي الأعمال بسيدني والتي تضم العديد من الإدارات فيما يطوق عشرات من عناصر الشرطة المسلحين مقهى لينت حيث يحتجز الرهائن.
كما أعلنت حالة الإنذار القصوى في استراليا بعدما أعربت الحكومة عن قلقها حيال إمكان عودة مواطنين قادرين على شن هجمات بعدما قاتلوا في صفوف تنظيمات جهادية متطرفة في العراق وسوريا.
المصدر : وكالات