اعتبر وزير الدفاع الأمريكي السابق تشاك هيجل الجمعة ان تراجع الرئيس باراك أوباما في صيف 2013 عن توجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري أضر بمصداقية رئيس الولايات المتحدة.
وفي أول تصريح له منذ مغادرته البنتاجون قال هيجل في مقابلة مع مجلة “فورين بوليسي” نشرت الجمعة “ليس لدي أي شك” في ان تلك الواقعة “قللت من مصداقية كلمة الرئيس”.
وأضاف هيجل الذي كان وزيرا للدفاع يوم تراجع أوباما عن قراره توجيه ضربات صاروخية إلى قوات الرئيس بشار الأسد من على متن سفن حربية أمريكية نشرت لتلك الغاية في البحر المتوسط، ان ثقة حلفاء الولايات المتحدة بالرئيس الأمريكي اهتزت بشدة جراء هذا التراجع.
وفي 30 أغسطس 2013 اتصل أوباما هاتفيا بهيجل ليبلغه انه قرر في النهاية العدول عن توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد على الرغم من تجاوز الأخير “الخط الأحمر” الذي سبق وان حدده أوباما نفسه ألا وهو استخدام النظام السوري السلاح الكيميائي ضد شعبه.
وأكد الوزير السابق انه لا يزال يسمع قادة أجانب يشكون حتى اليوم من تداعيات عدول أوباما عن قصف قوات الأسد.
ولفت هيجل البالغ اليوم 69 عاما وهو من قدامى محاربي فيتنام ان تراجع أوباما عن قراره حصل في الوقت الذي كانت فيه السفن الحربية الأمريكية في المتوسط جاهزة لاطلاق صواريخ توماهوك العابرة للقارات على قوات الأسد.
واعتبر ان تلك الواقعة تجسد الصعوبة التي تواجهها إدارة أوباما في صوغ رد مناسب للأزمة السورية.
وأعرب هيجل عن اسفه خصوصا للاجتماعات اللامتناهية التي كان يعقدها مع فريق مستشارة الأمن القومي في حينه سوزان رايس.
وقال “لقد أمضينا وقتنا في تأجيل القرارات الصعبة، وكان هناك دوما أناس كثيرون في القاعة”.
وأضاف ان إدارة أوباما “واجهت دوما صعوبة في استراتيجيتها السياسية” بشأن سوريا لكن الوضع تحسن اليوم مع وزير الخارجية جون “كيري الذي مضى باتجاه الاستراتيجية المناسبة”، مشيرا بالخصوص إلى المحادثات التي يجريها الأخير مع روسيا وإيران والحكومات العربية.
كما اعتبر هيجل ان إدارة أوباما اخطأت كذلك في الملف الأوكراني إذ “كان بامكانها وكان عليها ان تفعل المزيد” لدعم كييف في مواجهة موسكو عبر مد القوات الأوكرانية بالمزيد من المعدات العسكرية غير الفتاكة.
وعلى غرار سلفيه روبرت جيتس وليون بانيتا، أعرب هيجل عن اسفه للتدخل المفرط للبيت الأبيض في الشؤون الداخلية للبنتاجون، مضيفا “لكن كانت علاقتي دوما جيدة جدا وإيجابية جدا” بأوباما.
المصدر: أ ف ب