أكد الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، أنه حان الوقت لتوحيد جهود أبناء الجاليات المصرية فى جميع أنحاء العالم تحت مظلة وكيان واحد يعبر عن تطلعات أبناء مصر بالخارج بشكل منسق وجامع.
جاء ذلك فى الكلمة التى ألقاها وزير الخارجية، اليوم الأحد، خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المصريين بالخارج، فى نسخته السادسة، والتى تعقد تحت شعار “من كل مكان.. مصر العنوان”، بحضور الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء ولفيف من الوزراء وأعضاء مجلسى النواب والشيوخ.
وحرص وزير الخارجية- فى بداية الكلمة- على توجيه خالص التقدير والاحترام والاعتزاز لفخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى على رعاية سيادته وكل ما يبذله من جهد لرعاية المصريين بالخارج باعتبارهم خط الدفاع الأول عن المصالح المصرية الوطنية، وتوجيه الشكر والتقدير على عملية التحديث السياسى والاقتصادى والاجتماعى التي تشهدها مصر خلال العقد الأخير.
وقال الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج- خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المصريين بالخارج- إن حضور هذا الجمع الوطني رفيع المستوى المتمثل في مؤتمرنا اليوم، إنما يأتي تجسيداً عملياً لتوجيهات فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية نحو تقديم كافة أوجه الاهتمام والرعاية والتواصل الدائم مع المصريين بالخارج باعتبارهم جزءاً عزيزاً من شعب مصر، لهم كل الحقوق وعليهم نفس الواجبات.
وأضاف الوزير، أنه سعد قبل عام من الآن بالالتقاء بأبناء الجاليات بالخارج في الدورة الخامسة من هذا المؤتمر، وذلك بعد أسابيع قليلة من تكليفه بتحمل مسئولية وزارة الخارجية التي تقرر دمج وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج بها، لكي تصبح وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، وتُواصل ضمن مهامها، رعاية أبناء الوطن في الخارج في كل المجالات والمراحل، وهي مهمة جليلة وأمانة نتحملها بكل شرف، ونحاول أن نؤديها على أعلى مستوى ممكن من الأداء الذي يحقق تطلعاتكم، ويلبي توقعاتكم بالسرعة والكفاءة المناسبة.
وتابع: “أنه ومنذ ذلك اللقاء، وعلى مدار العام، لم تنقطع اللقاءات بكم، والتواصل معكم، فقد حرصتُ خلال زياراتي الخارجية على أن أعقد لقاءات مباشرة مع الجاليات المصرية بالخارج، وكل من يرغب في لقائي من أبنائها، نتبادل الحديث والنقاش، أضعهم في صورة ما يجري في وطنهم على كل الأصعدة، واستمع لكل احتياجاتهم، وأسعى للاستجابة لها في أسرع وقت ممكن”.
وأشار إلى أنه وعلى مدار العام أيضاً، شارك في العديد من اللقاءات الافتراضية التي نظمها السفير نبيل حبشي نائب وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج مع الجاليات في أماكن عديدة في أنحاء العالم.. وهي لقاءات شهدت أيضاً حوارات مثمرة بشأن كل ما يخص الوطن وشئون المصريين بالخارج.
ووجه الحديث لأبناء الجالية المصرية بالخارج قائلا “نسعد بكم وبالتواصل معكم ومع ممثليكم دائماً، ولعلي اغتنم تلك الفرصة اليوم لكي أشير إلى أنه حان الوقت لتوحيد صفوف أبناء الجالية المصرية في جميع أنحاء العالم تحت مظلة كيان موحد يعبر عن مشكلات أبناء مصر في الخارج وتطلعاته بشكل مُنَسق وجامع”.
وتابع: “ويشهد الله إنني في عشرات اللقاءات التي تمت مع أبناء مصر في أماكن عديدة، رغم اختلاف الأماكن والثقافات والأعمال والفئات العمرية والتعليمية والاجتماعية، لم ألمس إلا روحاً وطنية متأججة، وحباً لمصر.. وولاء للوطن.. ووفاءً جميلاً.. وكما أكد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي: إن المصريين في الخارج يضربون المثل في الوطنية.. فإننا نفتخر بكم وبدوركم في الخارج، فأنتم خير سفراء للوطن ولتاريخه وحضارته، بل وخط الدفاع الراسخ عن مصالحه وأمنه القومي في الخارج، ولاسيما في ضوء ما باتت تواجهه مصر حالياً من تحديات إقليمية غير مُسبوقة تحيط بها من كافة الاتجاهات لم تشهدها من قبل في تاريخها”.
وأضاف: “وكما ضربتم، يا أبناء مصر، خير مثال في الوطنية بوقوفكم بجانب الوطن في محنته عام 2013 والخروج به إلى بر الأمان تحت قيادته السياسية وجيشه العظيمين، فإننا نظل نعول على دعمكم ومساندتكم للوطن ولمستقبله”.
وفي هذا الصدد.. تقدم وزير الخارجية بالشكر أيضاً إلى أبناء مصر الكرام ممن شاركوا وبفاعلية في ممارسة حقهم الدستوري في الاستحقاق الانتخابي خلال الانتخابات البرلمانية لمجلس الشيوخ التي عقدت في الخارج يومي الأول والثاني من أغسطس 2025، معربا عن التطلع إلى المزيد من المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، بما يعكس إرادة شعبية حقيقية في دعم الوطن والمساهمة في مستقبله واستكمال مسيرة التنمية والاستقرار.
وقال وزير الخارجية: “لقد وعدتكم العام الماضي بسرعة العمل على تنفيذ التوجيهات الرئاسية بالبدء في التحول الرقمي للخدمات القنصلية، وبالفعل قطعنا شوطاً كبيراً في هذا الطريق، ولعل ما تم بالنسبة للإسراع من إصدار جوازات السفر خلال أيام معدودة، هو علامة فارقة على طريق تيسير الخدمات التي تقدمها البعثات الدبلوماسية والقنصلية بالخارج، وسوف نواصل الجهد مع الجهات الأخرى بالدولة لمزيد من التيسيرات”.
وأضاف أنه واستجابة لمطالب المصريين بالخارج، أطلقنا مع الوزارات المعنية العديد من المُبادرات التي تحقق مصالحكم وصالح الوطن أيضاً، منها مع وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية بشأن مبادرة ” بيتك في مصر” في مجال الإسكان، وقمتُ بتوقيع بروتوكول تعاون مع وزير الإسكان بشأن هذه المبادرة. وقد عكست عملية تنفيذ المبادرة إقبالاً كبيراً من المصريين، حيث نفذت الدفعة الأولى من الوحدات السكنية المطروحة في إطارها بالفعل.
كما أطلقنا مبادرة “مزرعتك في مصر ” بالتعاون مع ” شركة تنمية الريف المصري الجديد”، لإتاحة الفرص أمام المصريين بالخارج لاستصلاح وزراعة وتنمية قطعة من الأراضي الجديدة والأنشطة المُصاحبة لها.
توصلنا كذلك مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني إلى مبادرة ” مدرستك في مصر “، التي تشمل إنشاء فصول رقمية تفاعلية لأبناء المصريين في الخارج.
وفي مجال تيسير المعاملات المالية.. أشار وزير الخارجية إلى أنه تم بالتعاون مع البنك المركزي المصري والجهات الأخرى المعنية السماح باستخدام تطبيق ” إنستا باي” في تحويل الأموال بسرعة كبيرة وتكاليف زهيدة، كما تم التوصل إلى مبادرة ” افتح حسابك في مصر ” التي تسمح للمواطن المصري بالخارج فتح حساب في البنك الأهلي المصري أو بنك مصر من خلال التصديق على صحة توقيعه على مستند فتح الحساب في البعثات الدبلوماسية والقنصلية بالخارج.
وفي مجال التأمينات.. قال إنه قد توصلنا مع الهيئة العامة للرقابة المالية و”مُجمعة التأمين المصرية” إلى مبادرة ” تأمينك في مصر” التي تضمنت توسيع نطاق وثيقة التأمين للمصريين بالخارج لتزيد قيمة تعويض الحوادث التي تؤدي إلى الوفاة أو العجز الكلي إلى (250) ألف جنيه بدلاً من (100) ألف جنيه سابقاً.
وأضاف “ونعمل حالياً مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، على مبادرة (جامعتك في مصر) التي تستهدف حصول أبناء المصريين بالخارج على نصيب من النهضة الكبيرة التي تمت في مجال الجامعات الأهلية والخاصة بتيسيرات ومزايا مناسبة”.
وقال الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، “إننا حرصنا في هذا المؤتمر على أن يكون جدول أعماله معبراً عن أولوياتكم وشواغلكم في كل الحالات على مدار ست جلسات تفاعلية تتناول العديد من الملفات التي تهم جموع المصريين في الخارج، بما في ذلك التعليم والاستثمار، والتأمينات والمعاملات المصرفية والخدمات القنصلية وغيرها”.
وأضاف أنه بالنسبة للنطاق العام لعمل وزارة الخارجية، فقد قامت الدبلوماسية المصرية بجهود مكثفة طوال العام من أجل تنفيذ أهداف السياسة الخارجية المصرية التي يقودها بحكمة واقتدار فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وسط مناخ دولي وإقليمي شديد التعقيد والاضطراب.. كما تقوم على تنفيذ ما ورد في برنامج الحكومة الذي عرضه دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي في الثامن من شهر يوليو العام الماضي، بشأن محاور العمل الخارجي والعلاقات الخارجية لمصر مع مختلف المجموعات والمنظمات الإقليمية والدولية.
وشدد الوزير عبدالعاطي، على أن مصر تقود “سياسة خارجية شريفة في زمن عز فيه الشرف”، كما أعلنها السيد رئيس الجمهورية للعالم أجمع، وهو الأمر الذي يبعث بالفخر والاعتزاز لدى جموع الشعب المصري وأبنائه في الخارج.
وتابع: “كما أُجدد ثقتي في أبناء مصر في الخارج وفي حسهم الوطني أمام الحملة الممنهجة التي تُشن على مصر، والتي تعكس أغراضا مشبوهة ومُضللة، تستهدف تشتيت الانتباه وتخفيف الضغوط عن إسرائيل، الدولة الوحيدة المسئولة عن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة من خلال ترويج ادعاءات وأكاذيب ومغالطات فادحة تتهم مصر بالتقصير في إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة”.
وأشار وزير الخارجية إلى أنه ومن سخرية القدر، أن مروجي تلك الادعاءات الدنيئة لم يجدوا سوى الدولة التي قدمت بالفعل ٧٠٪ من المساعدات الإنسانية التي دخلت قطاع غزة ليوجهوا إليها سهام ادعاءاتهم المغرضة وأكاذيبهم المفضوحة.
وأكد أنه قد أصبح واضحاً للعيان، أن استهداف مصر يعكس سوء نية مبيت من أفراد وجماعات إرهابية متطرفة يعلمها القاصي والداني، تستغل جهل بعض المتعاطفين مع القضية الفلسطينية وعدم درايتهم بمآربهم الحقيقية التي لا تهتم برفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني الشقيق بقدر ما تسعى للانتقاص من مصر، السند الحقيقي للشعب الفلسطيني الشقيق منذ نكبته وحتى يومنا هذا، لخدمة أهداف وغايات تتناقض مع ثوابت القضية الفلسطينية، وعلى رأسها حق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧.
كما أكد أنه لا مُزايدة على دور مصر التاريخي والمعاصر وجهودها في دعم حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق والوقوف بكل حسم وقوة ضد أية مساعي لهجيره من أرضه، وبذل كافة الجهود لحشد الدعم الدولي والاعتراف بدولته التي تستحق الاستقلال والعيش في سلام وأمن.
وجدد وزير الخارجية، الشكر لرئيس مجلس الوزراء والوزراء والمسئولين، وللزملاء في قطاعات وزارة الخارجية، وكذلك السفير نبيل حبشي نائب وزير الخارجية للهجرة وشئون المصريين بالخارج وفريق عمله.. مؤكدا مواصلة الجهد وتلبية مطالب المصريين في الخارج وبذل كافة الجهود لرعاية مصالحهم تنفيذاً لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية.
وأعرب عن تمنياته بنجاح المؤتمر.. مشددا على التزامه بالتعاون مع الوزارات وأجهزة الدولة بالسعي لتنفيذ ما يصدر عن هذا المؤتمر من توصيات، فهي جزء من جدول أعمالنا لعام جديد يبدأ من اليوم.
واختتم بقوله “عشتم وعاشت مصر عزيزة بحكمة قيادتها، وقوة جيشها، وعزيمة شعبها في الداخل والخارج”.
المصدر: أ ش أ

