قال وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبدالعاطي إن العلاقات بين مصر وكوت ديفوار تشهد تطورًا كبيرًا مند زيارة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي الأخيرة إلى أبيدجان.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده وزير الخارجية، اليوم الاثنين، مع وزير خارجية كوت ديفوار “ليون كاكو أدوم”.
ورحب وزير الخارجية، في مستهل المؤتمر الصحفي، بنظيره الإيفواري والوفد المرافق له خلال زيارتهم إلى القاهرة، مضيفًا أن هذه الزيارة تأتي تجسيدًا للتطور في العلاقات.
وتابع “أن المباحثات التي تأتي في إطار الجولة الثالثة من المشاورات السياسية بين البلدين، والتي تعقد لأول مرة على المستوى الوزاري بعد ترفيع العلاقات، تناولت أوجه التعاون بين البلدين”.
وأوضح وزير الخارجية أنه نقل تحيات الرئيس السيسي إلى الرئيس الإيفواري الحسن واتارا، كما تم التأكيد على الرغبة المشتركة للبلدين في تعميق العلاقات.
وأشار إلى أنه تم الاتفاق خلال المباحثات على تنفيذ توجيهات الرئيسين السيسي وواتارا لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية، معلنًا اعتزامه القيام بزيارة إلى كوت ديفوار، حيث سيرافقه وفد من رجال الأعمال المصريين.
وأشار وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبدالعاطي إلى الزيارة الناجحة لوفد من اتحاد الصناعات إلى أبيدجان والتي سبقها زيارة وفد اقتصادي مصري إلى كوت ديفوار في أكتوبر الماضي.
وأضاف عبدالعاطي “أنه يعتزم زيارة أبيدجان خلال الأشهر المقبلة، حيث سيرافقه وفد من القطاع الخاص؛ لعقد الجولة الرابعة من المشاورات السياسية بين البلدين والعمل على مزيد من تعميق العلاقات الاقتصادية”.
وقال “إن المباحثات تركزت على التعاون في قطاعات الزراعة والثروة السمكية والاستزراع السمكي والبنية التحتية، خاصة وأن هناك شركات مصرية تعمل بنشاط في كوت ديفوار وخاصة في قطاع التعدين والطرق والبنية التحتية وتوطن صناعة الدواء”.
وتابع عبدالعاطي “أنه تم الاتفاق على التوسع في البرامج الخاصة بالتدريب المهني والتعاون الفني، حيث تم التأكيد على استعداد مصر الكامل لتلبية الاحتياجات كوت ديفوار بمجالات التدريب وبناء القدرات”.
وأوضح أنه تم الحديث أيضًا عن التعاون بمجال مكافحة الإرهاب، مهنئًا كوت ديفوار على ما حققته في مجال مكافحة الإرهاب.
واعرب الوزير عن استعداد الأزهر الشريف ووزارتي الدفاع والداخلية في التوسع ببرامج التدريب للأشقاء في كوت ديفوار، لافتًا إلى أنه تم الحديث كذلك عن تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة القارية والعمل المشترك بين البلدين لإزالة كافة العقبات.
وأعلن وزير الخارجية أنه جرى اليوم التوقيع على اتفاقيتين، الأولى تتعلق بإعفاء جوازات السفر الدبلوماسية والمهمة بين البلدين، والثانية على بيان مشترك خاص بهذه الزيارة ويتضمن ترفيع مستوى المشاورات إلى المشاورات السياسية.
ولفت إلى أنه ناقش ونظيره الإيفواري الأوضاع بمنطقة الساحل الإفريقي والغرب الإفريقي، حيث أحاط نظيره الإيفواري بنتائج جولته الأخيرة في إفريقيا.
وقال عبدالعاطي “إنه ناقش مع نظيره الإيفواري الوضع الكارثي في قطاع غزة وسياسة الإبادة والتجويع التي تنتهجها إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل، والانتهاكات اليومية لحقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي، وفشل المجتمع الدولي في وقف عملية الإبادة الجماعية، والرفض المصري الكامل لمخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية”.
وأضاف “أن نظيره الإيفواري أعرب عن تقديره للدور المصري المحوري سواء فيما يخص إنفاذ المساعدات أو جهود الوساطة التي تقوم بها مصر مع قطر والولايات المتحدة للتوصل إلى صفقة”.
وتابع “أن مصر لم تتوقف للحظة سواء في جهود الوساطة أو إنفاذ المساعدات برًا وجوًا سواء من خلال منفذ رفح المفتوح دائمًا أو من كرم أبو سالم، ولكن هناك قيود تعترضنا وهي القيود التي تفرضها إسرائيل خاصة في ظل سيطرتها العسكرية واحتلالها للجانب الفلسطيني من الحدود”.
وأوضح عبدالعاطي أنه تم خلال المباحثات أيضًا تبادل الرؤى حول أنه لا سلام ولا استقرار في المنطقة دون حصول الشعب الفلسطيني على حقه الكامل في إقامة دولته المستقلة، وأيضًا الأوضاع في السودان وضرورة وقف إطلاق النار ودفع العملية السياسية الشاملة، وكذا الشواغل المائية المصرية والتهديد الوجودي لمصر نتيجة للسياسات الأحادية غير المسئولة من الجانب الإثيوبي.
وقال “إنه أكد خلال المباحثات أن مصر مستعدة لاتخاذ أي إجراءات طبقًا للقانون الدولي للدفاع عن مصالحها المائية والحفاظ على مقدرات شعبها”، منوهًا بأنه تم أيضًا تناول قضية أمن الملاحة في البحر الأحمر والأوضاع بمنطقة البحيرات العظمى.
وأضاف وزير الخارجية “أنه قدم الشكر والتقدير لنظيره الإيفواري على دعم بلاده لمرشح الاتحاد الإفريقي لمنصب مدير عام اليونسكو الدكتور خالد العناني”.
من جانبه..قال وزير خارجية كوت ديفوار “إنه نقل رسالة شكر وتقدير ومشاعر الإخوة من رئيس وشعب كوت ديفوار إلى السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث أننا نتشارك المصير في تحقيق التنمية المتكاملة لشعوبنا”.
وأضاف “أن مصر تمثل نموذجًا لدولة كبيرة تدعو للسلام، فهي حققت إنجازات هائلة بمجالات التنمية الاقتصادية، كما أنها محور التاريخ، حيث خرج منها العديد من العلماء”.
وتابع “أن مصر بلد الفراعنة وأهرامات الجيزة وقريبًا سيتم افتتاح المتحف الكبير، ونسعد بزيارته، وإننا على يقين من حضور الرئيس الحسن واتارا لافتتاح المتحف الكبير”.
وأوضح أن هناك انتخابات ستعقد في كوت ديفوار أكتوبر القادم، وأننا على يقين من فوز الرئيس الحسن واتارا بها، حيث تحققت إنجازات كثيرة في مختلف الميادين في ظل رئاسته الحالية للبلاد.
وأعرب عن فخره بالعلاقات الثنائية بين مصر وكوت ديفوار في عهد الرئيس السيسي، لافتا إلى أنه شاهد منذ وصوله إلى مصر الكثير من الإنجازات والمشروعات التي تحققت في عهد الرئيس السيسي.
وأشاد وزير الخارجية الإيفواري بالمباحثات التي أجراها مع نظيره المصري، حيث تمت في أجواء ودية بما يعكس الرغبة المشتركة في تعزيز التعاون، مؤكدا وجود تطابق بوجهات النظر، بجانب التفاهم فيما يتعلق بالقضايا المختلفة والحلول الممكنة لنعيش في كوكب يتحقق فيه السلام والتنمية.
وأضاف “أنه يمكننا أن نحقق التكامل فيما بيننا، وأن نمثل نموذجًا يحتذى به في إفريقيا”، موجهًا الشكر على التزام مصر بدعم بلاده ومشاعر الإخوة والصداقة المتبادلة، مؤكدًا أهمية تعزيز التعاون في النقل الجوي والسياحة.
وأشار إلى أنه أجرى لقاءات هامة في مصر، معربًا عن سعادته بما لمسه من دعم الرئيس السيسي والشعب المصري لتحقيق التنمية والرخاء ، منوهًا بأن النتائج الجيدة للزيارة تعود إلى إصرار رئيسي البلدين على تعزيز التعاون.
المصدر : بيان الخارجية

