أكد وزير البترول المهندس طارق الملا حرص القيادة السياسية خلال الأربع سنوات الماضية على أن تكون مصر رائدة ولاعبا فاعلا إقليميا ودوليا، وأن تلبي احتياجات أبنائها في الحياة الكريمية الحرة الآمنة كحق أصيل لشعب قام بثورتين ودفع ثمنا غاليا من دماء أبنائه وتحمل كثيرا خلال سنوات طويلة.
وقال الملا – فى كلمته اليوم الاثنين خلال افتتاح مؤتمر ومعرض مصر الدولي الثاني للبترول (إيجيبس 2018) – “إن مؤتمر (إيجيبس 2018) يعد أحد عناصر تنفيذ استراتيجية وزارة البترول بما يتيح للعالم من قصص النجاح التى تحققت، وكذلك السياسات والاصلاحات الجاري العمل بها، فضلا عن أنه نافذة لاستعراض الفرص المتاحة وزيادة سبل التعاون مع الشركات العالمية بما يحقق المصالح المشتركة”.
وأعرب عن شكره وتقديره للرئيس عبد الفتاح السيسي لدعمه المستمر لقطاع البترول وعلى تشريفه لافتتاح المؤتمر في دورته الثانية.. منوها بأن تشريف الرئيس السيسي يعد أهم عوامل نجاح المؤتمر في دورته الأولى العام الماضي، وكذلك للتوسع والنمو الذى يشهده المؤتمر هذا العام.
وأضاف الملا “اسمح لي سيادة الرئيس أن أقتبس من سيادتكم هذه المقولة المهمة، وهي إن ما تحقق على مدار الفترة السابقة إنما هو ثمرة لحلم صاغه هذا الشعب العريق بعزيمة وتحدي.. فهذا الشعب العظيم استطاع في أربع سنوات أن يقف صامدا ومتحديا”.
وأشار إلي أنه من خلال رؤية قيادة واعية، وتحرك حكومة جريئة، وإرادة شعب عظيم تم صياغة رؤية مشتركة للمستقبل، وبدأت الحكومة في تطبيق مجموعة من الاصلاحات الاقتصادية الجريئة من خلال اصلاح دعم الطاقة وتحسين كفاءتها لضمان استدامة المعروض منها، بالاضافة إلى تحرير سعر الصرف وتطوير التشريعات الخاصة بالاستثمار لزيادة تنافسية الاقتصاد الوطني.
ونوه الملا بأنه في هذا الإطار سلك قطاع البترول منهجية عمل مختلفة تستهدف الاستدامة وفق سياسات واستراتيجيات جديدة، كما تلاقت الرؤى مع الاصلاحات الاقتصادية وسياسات الدولة التى تسعى لتأمين إمدادات البلاد من الطاقة، وكذلك تخطي التحديات المزمنة التى كانت أسباب معاناة المواطنين.
وأكد أن قطاع البترول المصري استطاع أن يحقق قصص نجاح غير مسبوقة خلال الأربع سنوات الماضية محطما العديد من المعدلات القياسية العالمية، مما جعل مصر محط اهتمام العديد من المؤسسات والشركات العالمية.. لافتا إلي أن هذا ليس بمستغرب على أبناء مصر الذين اعتادوا عبر تاريخهم على إبهار العالم بإنجازات غير مسبوقة، وضرب مثلا في حفر قناة السويس الجديدة في 12 شهرا فقط.
نوه وزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا، خلال افتتاح مؤتمر ومعرض مصر الدولي الثاني للبترول (إيجيبس 2018)، بأن عام 2017 شهد نجاحات غير مسبوقة، يأتي على رأسها إنجاز أربع مشروعات كبرى لانتاج الغاز الطبيعي لأول مرة في عام واحد.
وأشار الملا إلي أن هذه النجاحات أضافت أكثر من 1.6 مليار قدم مكعب يوميا تمثل حوالي 40% من إنتاج الغاز في مصر بداية العام ذاته، ومنها المرحلة الأولى لحقول شمال الإسكندرية، وزيادة الانتاج من حقل نورس، وبدء الانتاج من حقل أتول، ومرحلة الانتاج المبكر من حقل ظهر العملاق.
وقال “إنه تم إطلاق العمل في أكبر مشروع لتجميع بيانات جيوفيزيقية من المياه الاقتصادية المصرية بالبحر الأحمر باستثمارات أكثر من 750 مليون دولار بما يسهم في وضع هذه المنطقة على الخريطة الاستثمارية لمصر للبحث عن البترول والغاز.. مؤكدا أن هذا الأمر لم يكن ممكنا دون التوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية”.
وأوضح أنه تم تنفيذ عدد من المشروعات لتطوير كفاءة معامل التكرير وتطوير البنية الأساسية من موانئ وخطوط نقل زيت خام وغاز طبيعي ومنتجات بترولية ومستودعات تخزين.. لافتا إلي أنه في إطار استراتيجية مصر لتصبح مركزا إقليميا للطاقة فقد صدر قانون تنظيم سوق الغاز أغسطس 2017 وإنشاء الجهاز التنظمي له بما يفتح المجال لمشاركة القطاع الخاص المصري والأجنبي في سوق الغاز ويساهم في جذب المزيد من الاستثمارات.
وأكد الملا أن الاصلاح الاقتصادي بمفهومه الشامل لا يتوقف عند المؤشرات الكلية للأداء الاقتصادي فقط، ولكنه يشمل الاصلاح الشامل لمؤسسات الدولة وإعادة هيكلتها واستعادة الشركات والهيئات الاقتصادية التابعة للدولة لدورها الذي يجب أن تقوم به بشكل اقتصادي محققة عائدات تسمح لها باستمرار التطوير والمساهمة في دفع عجلة النمو والبناء.
وأضاف أن قطاع البترول أجرى تجربة رائدة من خلال اطلاقه لمشروع تطوير وتحديث القطاع لإحداث تطوير وتغيير شامل في مختلف أنشطته من أجل زيادة مساهمته في التنمية الشاملة من خلال العمل بشكل أكثر كفاءة وجذب المزيد من الاستمثارات والفصل بين وضع السياسات والدور التنظيمي والتنفيذي وتطوير نظم ومعايير الحوكمة وتكوين كوادر بشرية شابة مؤهلة ومدربة بمستوى عالمي.
وأعلن وزير البترول عن عدد من المبادرات ضمن مشروع تطوير وتحديث قطاع البترول، التي سيتم اطلاقها خلال فعاليات المؤتمر، والتي تتضمن أولا: الإعلان عن مبادرة جديدة بالتعاون مع شركات تسويق المنتجات البترولية العالمية العاملة في مصر لتحسين جودة الوقود وبدء تقديم منتج بنزين متطور يواكب المواصفات العالمية.
وتتضمن ثانيا: توقيع اتفاق بين قطاع البترول وواحدة من كبرى الشركات العالمية لإجراء مسح “سايزمي” إقليمي بمطقة خليج السويس بما يساهم في جذب الشركات العالمية لتكثيف أنشطة البحث والاستكشاف وفتح المجال لزيادة احتياطات إنتاج الزيت الخام بخليج السويس، والتي مازالت تمتلك إمكانيات كبيرة في هذا المجال.. كما تتضمن ثالثا: توقيع مذكرة تفاهم بين قطاع البترول وتحالف من كبرى الشركات المتخصصة لإنشاء مشروع بوابة مصر للاستكشاف والانتاج، والذي يتضمن مركز معلومات جيولوجية واستكشافية للمساهمة في الترويج عالميا لمناطق البحث والاستكشاف في مصر.
وقال وزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا “إن من بين المبادرات ضمن مشروع تطوير وتحديث قطاع البترول، رابعا: اطلاق برنامج بالتعاون مع شركائنا من الشركات العالمية لتطوير الشركات المشتركة العاملة في مجال البحث والانتاج وتحسين نظم الحوكمة والهياكل التنظيمية ورفع معدلات الأداء وخفض التكلفة”.
وأضاف “خامسا: تدشين بوابة إلكترونية للتواصل مع العاملين في قطاع البترول لتعزيز الترابط والإنتماء ودعم روح الفريق داخل القطاع وتوفير مصدر للمعلومات ذو مصداقية يتسم بالشفافية”.
وأكد وزير البترول أن المضي قدما في سياسات الإصلاح، التي تم اتخاذها، كان قرارا مرتكزا علي يقين راسخ في وعي وإدراك وصبر الشعب المصري العظيم بالإضافة إلى الثقة في منهجية التخطيط لهذه القرارت، والتي ستؤدي إلى نتائج إيجابية حقيقية.
وشدد علي أن انعقاد هذا المؤتمر العالمي علي أرض مصر يمثل رسالة قوية بأن مصر قوية في البناء والتقدم وتمد يدها وتفتح ذراعيها لكل من يريد الخير ويضع لبنة في بناء مستقبل مشرق.. كما شدد علي العزم والإصرار علي تذليل أي صعوبات تواجه المستثمرين الجادين.
كما أكد وزير البترول علي التزام الحكومة بالانتظام في سداد مستحقات الشركاء الأجانب، وتوفير بيئة عمل جاذبة لتيسير وتنمية الأعمال.. منوها بأن مصر ستستمر في تقدير دور شركائها الذين قدموا نموذجا طيبا في الوفاء بالتزاماتهم وبرامج عملهم خلال الفترة الماضية.
وعقب كلمة وزير البترول قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بجولة تفقدية لافتتاح المعرض ومشاهدة ومتابعة ما فيه من شركات ومؤسسات مصرية وعالمية.
المصدر : أ ش أ