من الصعب أن تجد من لم يسمع بالحروف الثلاثة ” سي إن إن ” ، ويعرف أنها أشهر الشبكات التليفزيونية الإخبارية في العالم ، لكن القليل من يعرف دلالة هذه الحروف الثلاثة : إنها الحروف الأولى من اسم القناة الكامل “كابل نيوزنتورك” وترجمته العربية ” شبكة الأخبار الكابلية” ، فهي منذ نشأتها في أمريكا سنة 1980 : اعتمدت فكرة بث خدماتها الإخبارية المصورة عبر ” كابلات” خاصة على الصعيد العالمي و من خلال الخدمة ” سي إن إن وورلدوايد” ، وعموماً فإن البث باشتراكات عبر الكابلات أمر شائع جداً عند الأمريكيين ، وقد حلت الشبكة الى حد بعيد محل وكالتي الأنباء العالميتين الأمريكيتين الكبيريين ” أسوشيتد برس ” و ” يونيتد برس إنترناشيونال” في النفوذ الأمريكي الواسع في مجال جمع الأخبار وتوزيعها عالمياً، وبعد النجاح الصاروخي: ظهر لها منافسون داخل الولايات المتحدة وخارجها ، واصبحت القنوات الاخبارية الاصغر بكثير منتشرة عالميا، وداخل أمريكا : ظهر منافسان كبيران : القناة الاخبارية ” ام اس ان بي سي” التي أنشأتها ” ان بي سي ” أحد أعرق مؤسسات الراديو والتليفزيون الأمريكية ، والمنافس الاخر : القناة الاخبارية ” فوكس نيوز”.
” معهد بيو للبحوث” معهد أمريكي مهم مهتم بشؤون صناعة الاعلام : نشر دراسة عن سوق المشاهدة فى أمريكا ، أكد فيها أن مشاهدي ” سي ان ان ” و ” ام اس ان بي سي ” و ” فوكس نيوز” على السواء تتدهور أعدادهم باستمرار : لصالح المواقع الرقمية ( الالكترونية )التى يتزايد الاعتماد عليها كمصدر للحصول على الاخبار من دون توقف ، و فى الوقت نفسه : فان الامور فى فرع “سي ان ان ” العالمي ” سي ان ان انترناشيونال” تعاني السبب نفسه.
مع هذا التناقص فى المشاهدة لصالح “المواقع” فان تكلفة تشغيل شبكات الكابلات تتزايد، ومن المتوقع أن تبلغ نسبة الزيادة هذا العام 9 في المئة.
ما ” سي إن إن ” سوى شركة تجارية تسعى الى تحقيق الربح المادي وهي طبعا – لن تغير اسمها لأى سبب بعد الشهرة غير المسبوقة التى حققها ، سواء دل هذا الاسم على انها تقوم على استعمال شبكات كابلات الاتصال ام لا ، وهى تطور نفسها مع ما يفرضه تطور التكنولوجيا : سواء كان عملها يتطلب استعمال الكابلات أو البث الفضائي ، لكنها تجد نفسها – كغيرها من وسائل الاتصال – مدفوعة الى التحول صوب ” المواقع الرقمية ” بمعطيات الواقع الاعلامي واقتصادياته .

