رأت صحيفة “نيويورك تايمز”، أن توبيخ الرئيس ترامب للرئيس الأوكراني ، وما أظهره من خلاف علني، يلعب دورًا في أهداف الرئيس الروسي “الحربية”؛ حيث يمكنه أن يُصعّد القتال ويطيل أمده في أوكرانيا بدلاً من الموافقة على السلام.
وبحسب الصحيفة، بينما يقول الرئيس ترامب إنه يريد وقفًا سريعًا لإطلاق النار في أوكرانيا، لكن يبدو أن الرئيس الروسي بوتين ليس في عجلة من أمره، وقد يمنح الخلاف الذي وقع يوم الجمعة بين ترامب والرئيس الأوكراني الزعيم الروسي نوع الذخيرة التي يحتاجها لإطالة أمد القتال.
ومع معاناة التحالف الأمريكي مع أوكرانيا من تمزق علني دراماتيكي، يبدو الآن أن بوتين أكثر ميلاً إلى التمسك باتفاق بشروطه؛ بل وربما يميل إلى توسيع نطاق حملته في ساحة المعركة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم بث المشهد الاستثنائي في واشنطن، الذي انتقد فيه ترامب الرئيس الأوكراني زيلينسكي، باعتباره القصة الرئيسية على التلفزيون الحكومي في روسيا صباح يوم السبت، ما عزز دعاية الكرملين التي صورت زيلينسكي، على مدى سنوات الحرب الثلاث، بأنه حاكم متهور سوف يستنفد عاجلاً أم آجلاً صبر مؤيديه الغربيين.
وبالنسبة للكرملين، ربما جاءت الرسالة الأكثر أهمية في تصريحات لاحقة للرئيس ترامب، الذي اقترح أنه إذا لم توافق أوكرانيا على “وقف إطلاق النار الآن”، سيتعين على الدولة التي مزقتها الحرب “الاستمرار في حربها” دون مساعدة أمريكية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الخبراء حذروا سابقًا من أن اندفاع ترامب السريع لإنهاء الحرب يمكن أن يؤدي إلى تكثيفها وإطالة أمدها.
وأردفت الصحيفة أنه رغم التوافق المذهل الذي ظهر بين ترامب وبوتين في الأسابيع الأخيرة، لاحظ العديد من المحللين اختلافًا رئيسيًا في وجهات نظرهم؛ فبينما يقول الرئيس الأمريكي إنه يريد “وقف الموت” في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن، يقول الزعيم الروسي إنه يريد حل “الأسباب الجذرية” للحرب أوّلا.
وبالنسبة لبوتين، فإن هذا المصطلح هو رمز لرغبته في التوصل إلى صفقة أوسع من شأنها أن تمنع أوكرانيا من الانضمام إلى الناتو، وتحد من حجم جيشها وتمنح روسيا نفوذاً على سياساتها الداخلية؛ إلى جانب انسحاب أوسع لتحالف الناتو عبر أوروبا الشرقية والوسطى.
وعلى حين قد يستغرق التفاوض على مثل هذه الصفقة أشهراً، بدا الرئيس بوتين مُعارضاً لفكرة وقف سريع لإطلاق النار.
ويبدو أن الخلاف الذي وقع في البيت الأبيض يوم الجمعة يصب في مصلحة الكرملين؛ لأنه قد يقنع الرئيس ترامب بأن زيلينسكي، وليس بوتين، هو الأكثر عنادًا بين الزعيمين.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم الشماتة في روسيا، فإن الاجتماع المرير الذي عُقد يوم الجمعة في واشنطن لم يفعل الكثير لإلقاء الضوء على الطريق نحو التسوية.
المصدر: وكالات