اعتبر المتحدث الصحفي للرئاسة الروسية (الكرملين) ديمتري بيسكوف، أن التوتر حول أوكرانيا ليس بسبب ما تفعله بلاده، ولكن بسبب “الهستيريا الاعلامية واجراءات حلف شمال الأطلسي “ناتو” وواشنطن.
وأوضح بيسكوف – في تصريحات للصحفيين، تعليقا على تصريحات أمريكية بإجلاء دبلوماسييها من كييف – : أن تصعيد التوتر يتم من خلال الإعلام والإجراءات الملموسة، التي تتخذها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي(ناتو).
وتابع: أنه قبل أيام قليلة فقط كانت هناك قصة تفيد بأن روسيا تقوم بإجلاء دبلوماسييها من أوكرانيا، وكانت هناك حالة من الهستيريا الإعلامية حول هذا الموضوع، ولكن انتهى الأمر بصدور توصيات من الخارجية الأمريكية بإجلاء دبلوماسييها من كييف”.. مشددا على أن زيادة الوحدات العسكرية لحلف الناتو وتركيزها في المنطقة الشرقية يؤدي الى تفاقم التوترات.
وفي السياق نفسه، قال بيسكوف إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوصفه قائدا أعلى للقوات المسلحة يتخذ تدابير ضمان أمن بلادنا على خلفية التوتر المتزايد.
وأضاف:”للأسف نعيش في مثل هذه البيئة العدوانية، فقد قرأنا جميعا تقارير تفيد بأن حلف شمال الأطلسي يتخذ قرارا بزيادة قواته في أوروبا الشرقية.. نقرأ عن وسائل الإعلام الأنجلوساكسونية في المقام الأول بيانات غير ودية تجاهنا من ممثلي دول الناتو ومن الحلف نفسه، هذا هو الواقع الذي نعيش فيه.
واستطرد: أن الرئيس فلاديمير بوتين كقائد أعلى للقوات المسلحة ويحدد السياسة الخارجية يتخذ التدابير اللازمة لضمان أمن روسيا في المستوى المناسب.
من جهة أخري، قال رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي لحماية سيادة الدولة أندريه كليموف: إن المساعدات العسكرية الأمريكية لكييف تمثل صبا للزيت على نار الحرب الأهلية بالقرب من حدود روسيا، مشيرا إلى أن الأمريكيين بذلوا في وقت سابق مجهوداً كبيرا من أجل تحويل أوكرانيا إلى بلد معاد لروسيا.
وأشار كليموف – في تصريح لوكالة أنباء “سبوتنيك”- إلى أن هذا النوع من المساعدة يشبه إلى حد بعيد صب الزيت على نار الحرب الأهلية، التي استمرت ثماني سنوات بالقرب من حدود روسيا، وذلك لأهداف معادية لروسيا.. موضحا أن الولايات المتحدة قدمت قبل عام 2014 مساعدة لأوكرانيا قدرها ثلاثة مليارات دولار بهدف تحويل أوكرانيا إلى بلد معاد لروسيا.
يذكر أن مسئولاً أمريكياً رفيع المستوى صرح الأحد بأن حجم ما تم تقديمه إلى أوكرانيا من مساعدات دفاعية بلغ 200 مليون دولار جديدة، مؤكدا استعداد واشنطن لزيادة حجم هذه المساعدات.
من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: “إن قضية التهديد الروسي يجب أن تكون مصدر قلق للعالم بأسره، وليس فقط لأوكرانيا والغرب”.
وأضاف بلينكن – في تصريح صحفي نشرته الخارجية الأمريكية عبر موقعها الإلكتروني، الاثنين – “في حالة حدوث غزو روسي جديد وإدخال القوات الروسية إلى أوكرانيا، سيكون هناك رد سريع وخطير وموحد من جانب الدول الغربية”.
وأشار وزير الخارجية الأمريكي إلى مشاركته في مشاورات وثيقة مع جميع حلفاء الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين الأسبوع الماضي وعبر الهاتف تقريبًا كل يوم، للتأكد من أن لدي الجميع استجابة واضحة وموحدة.
من ناحيتها، أكدت الخارجية الأوكرانية أن قرار الولايات المتحدة إجلاء عائلات دبلوماسييها في كييف “سابق لآوانه” في ظل مخاوف من غزو روسي محتمل.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية أوليج نيكولنكو – في بيان أوردته وكالة أنباء /أوكرانيا برس/ الأوكرانية، الاثنين -:”نعتبر أن خطوة من هذا النوع من الجانب الأمريكي سابقة لآوانها وتعكس حذًرا مبالغا فيه”.
وتزامن ذلك أيضا مع إعلان بريطانيا أنها ستسحب بعض موظفيها وأقاربهم من سفارتها في أوكرانيا ردا على “التهديد الروسي المتصاعد” في اجتياح كييف.
وكانت الولايات المتحدة أمرت عائالت دبلوماسّييها في كييف بمغادرة أوكرانيا “بسبب التهديد المستمّر بعمل عسكري روسي”، وفق ما أعلنته الخارجية الأمريكية.
المصدر: وكالات