قصفت طائرات التحالف بقيادة السعودية مواقع الحوثيين المتحصنين في مطار الحديدة باليمن يوم الاثنين فيما قال مسؤول كبير في التحالف إنه يأمل أن تقنع جهود دبلوماسية من الأمم المتحدة الحوثيين بالتخلي عن المدينة لإنقاذ سكانها.
وهناك مخاوف من أن يؤدي طول أمد القتال في المدينة إلى تفاقم أكثر الأزمات الإنسانية إلحاحا في العالم.
ويحاول الحوثيون حماية خطوط الإمدادات الحيوية لهم من الميناء المطل على البحر الأحمر لمعقلهم في العاصمة صنعاء.
وشن التحالف العربي المدعوم من الغرب هجوما على الحديدة قبل ستة أيام سعيا لترجيح كفة الحرب لصالحه.
وتدخل التحالف في حرب اليمن في 2015 لإعادة السلطة للحكومة المعترف بها دوليا بعد أن أجبرها الحوثيون على مغادرة البلاد. وتقود الإمارات، وهي مشارك رئيسي في التحالف، هجوم الحديدة الذي يركز حاليا على مطار المدينة المطلة على البحر الأحمر.
وقال سكان إن طائرات هليكوبتر من طراز أباتشي أطلقت النار يوم الاثنين مستهدفة قناصة ومقاتلين على أسطح المباني في حي المنظر المجاور لمجمع المطار.
وقالوا إن المسلحين الحوثيين أغلقوا الطرق المؤدية للمطار.
وذكر تلفزيون المسيرة التابع للحوثيين أن التحالف شن ست ضربات جوية على حي الدريهمي في محيط الميناء.
وتسبب تصاعد القتال في إصابة عشرات المدنيين ومنع منظمات الإغاثة من الوصول لمناطق في المدينة.
وعبر الأمير زيد بن رعد الحسين المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يوم الاثنين عن قلقه البالغ من الهجوم الذي قال إنه يعرض ملايين المدنيين للخطر.
وقال في افتتاح جلسات تستمر ثلاثة أسابيع لمجلس حقوق الإنسان في جنيف ”أؤكد على قلقي العميق حيال الهجمات الدائرة التي يشنها التحالف بقيادة السعودية والإمارات على الحديدة التي قد تتسبب في خسائر كبيرة بين المدنيين وقد يكون لها أثر كارثي على إيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة لملايين الأشخاص والتي تأتي عبر الميناء“.
وقال مسؤول إماراتي كبير يوم الاثنين إن التحالف يتبع نهجا محسوبا وتدريجيا في المعركة لتقليل المخاطر على المدنيين وإنه يترك للحوثيين طريقا للفرار إلى صنعاء.
وأضاف أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية للصحفيين في دبي أن هناك مئة شاحنة تحمل مساعدات غذائية في طريقها إلى الحديدة من عدن والمخا في الجنوب.
وقال قرقاش إن التحالف خطط هجومه بما يراعي التحديات الإنسانية مشيرا إلى أن النهج المتبع منهجي وتدريجي ومحسوب للسماح للحوثيين بفعل الصواب وهو اتخاذ قرار الانسحاب غير المشروط.
وأضاف قرقاش أن أيام الحوثيين في الحديدة صارت معدودة وأنها ينبغي أن تكون أقصر ما يمكن لإنقاذ السكان.
وقال إن التحالف يعول على جهود مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن جريفيث للتوصل لاتفاق مع الحوثيين لإخلاء الحديدة.
وعاد جريفيث إلى صنعاء يوم السبت. وقالت السلطات الحوثية ومكتب الأمم المتحدة في صنعاء إنه سيبقى حتى يوم الثلاثاء بعد أن قال سابقا إنه سيغادر يوم الاثنين في إشارة لتقدم محتمل في النقاشات التي يجريها.
من جانب آخر , حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الاثنين من أن الهجوم العسكري لن يحل أزمة اليمن.
وقال روحاني لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في اتصال هاتفي ”ينبغي أن تحل الأزمة في اليمن من خلال القنوات السياسية… النهج العسكري سيفشل… استقرار وأمن اليمن ضروري للشرق الأوسط“.
وأضاف روحاني ”نعتبر أن السياسات المغامرة لبعض الدول الإقليمية غير صحيحة ونعتقد أن استمرار هذه العملية سيؤدي بلا شك إلى تعميق الأزمة الإقليمية الحالية“.
ويسيطر الحوثيون على أغلب المناطق المأهولة بالسكان في البلاد التي يقطنها نحو 30 مليون نسمة وينفون أنهم وكلاء لإيران ويقولون إن انتفاضتهم تستهدف الفساد وتهدف للدفاع عن اليمن في مواجهة الغزاة.
وقال قرقاش إنه يقدر عدد المقاتلين الحوثيين في الحديدة بما يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف ووصفهم بأنهم مسلحون دون زي عسكري يعمل غالبيتهم في مجموعات صغيرة ويستخدمون القناصة والألغام.
ورفض الكشف عن حجم قوات التحالف ولكنه قال إن لها التفوق العددي.
كان التحالف العربي قال إن بإمكانه السيطرة على الحديدة بسرعة بما يمنع عرقلة وصول المساعدات وإنه سيركز على السيطرة على المطار والميناء لتجنب الدخول في معارك في الشوارع.
لكن التحالف لم يحاول من قبل السيطرة على مدينة كبرى شديدة التحصين منذ أن تدخل في الحرب قبل ثلاث سنوات وتخشى منظمات الإغاثة أن يطول أمد معركة الحديدة.
وسيتسبب ذلك في مزيد من المعاناة للمدنيين الذين يعانون بالفعل من أثر الضربات الجوية وحصار الموانئ والجوع وانتشار الكوليرا.