كتبت : منة المصري ..
بخطوات مدروسة مضت مصر في طريقها نحو التنمية الشاملة , ففي الخامس من أغسطس أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسي إشارة البدء لحفر مشروع قناة السويس الجديدة لتكون موازية للقناة الحالية بطول 27 كم ,, معلنا عن انطلاقة جديدة في آفاق التنمية و التجارة العالمية .
رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش قال إن القناة الجديدة ستتيح فرصا استثمارية للجمييع و ستحول مصر إلى مركز اقتصادي و لوجيستي عالمي صناعي و تجاري , كما سيعمل المشروع على زيادة الدخل القومي من العملة الصعبة نتيجة الزيادة المتوقعة لدخل القناة تبعا لزيادة معدلات مرور السفن بالمجرى الملاحي .
و في أواخر الشهر نفسه تم الإعلان عن التحالف الاستشاري الفائز بإعداد المخطط العام لتنمية منطقة قناة السويس من بين 13 تحالفا مصريا و دوليا ,, حيث وقع دار الهندسة شاعر و مشاركوه عقدا مع هيئة قناة السويس المشرفة على المشروع لتصبح بذلك دعوة معلنة لكافة المؤسسات الاستثمارية المصرية و العربية و الدولية و رجال الأعمال للمساهمة في هذا المشروع الضخم و المقرر أن يخلق واقعا تنمويا جديدا بالمنطقة .
رئيس الوزراء و رئيس اللجنة الوزارية المشرفة على تنمية القناة المهندس ابراهيم محلب قال إن ماتشهده مصر الأن سوف يغير خريطة مصر بالكامل و يساهم في إعادة اكتشاف قوتها الكامنة في ثرواتها .
تأكيدات الرئيس السيسي بأن قناة السويس منذ تأميمها عام 1956 ستظل ملكا للمصريين دون غيرهم ,, و توجت بطرح المشروع للاكتتاب الشعبي في الرابع من سبتمبر الماضي عن طريق إصدار شهادات استثمار لمدة خمس سنوات بعائد 12 % سنويا , وهو أعلى عائد للفائدة في السوق المصري .
ثمانية أيام فقط ,, تمكن خلالها المصريون من إذهال العالم و بعث رسالة تؤكد قدرته على النهوض بالوطن في أشد الأوقات تأزما ،، حيث توقفت البنوك عن طرح الشهادات بعدما تم جمع مبلغ 60 مليار جنية في هذا الوقت القياسي و هي التكلفة المقدرة لإنشاء مشروع قناة السويس الجديدة إلى جانب ستة أنفاق بسيناء .
محافظ البنك المركزي هشام رامز وصف ما حدث بالطفرة معبرا عن سعادته بمشاركة المصريين حلم حفر أكبر مشروع مائي في القرن الحادي و العشرين , ليثبت للعالم مدى الثقة التي أولاها في قدراته أولا و قادته و حكومته ثانيا .
رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة و المشرف العام على المشروع اللواء كامل الوزير أعلن في منتصف نوفمبر الماضي الانتهاء من 60 % من أعمال الحفر الجاف ما يعادل 110 مليون متر مكعب ,, لتنتقل أعمال التنفيذ إلى مرحلة تالية و هي بدء أعمال التكريك بمشاركة كراكات تحالف التحدي الذي يضم شركة جرافات إماراتية و هولندية و كندية , وقد اعتبرت أكبر عملية تكريك في التاريخ بإجمالي 250 مليون متر مكعب .
خبراء الاقتصاد قدروا حجم الإيرادات الإضافية المتوقعة من وراء تنفيذ مشروع القناة ب 4,7 مليار دولار سنويا تضاف إلى نحو 5 مليارات دولار هي الإيؤادات المقدرة حاليا للقناة عن عام 2014 , إذ أن قناة السويس الحالية تعبرها يوميا 49 سفينة إلا أن بعد افتتاح القناة الجديدة في السادس من أغسطس عام 2015 سيكون استيعابها 97 سفينة يوميا ,لتقدم مصر لشعبها و العالم شريانا جديدا للخير و العطاء .