تقدمت القوات الحكومية السورية والقوات المتحالفة معها شمالي حلب مواصلة حملتها التي بدأت قبل أسبوع لاستعادة الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة من المدينة بعد أن استهدفت عشرات الضربات الجوية القطاع الشرقي المحاصر الليلة الماضية.
وطلب الجيش السوري من مقاتلي المعارضة مغادرة المنطقة عارضا توفير ممر آمن لهم ومساعدات.
وبدأ الجيش السوري معززا بفصائل مدعومة من إيران وقصف جوي روسي حملته لاستعادة السيطرة على مدينة حلب المقسمة بالكامل بعد أن انهار الشهر الماضي وقف لإطلاق النار دام أسبوعا. وقالت الأمم المتحدة إن الحملة كادت تدمر نظام الرعاية الصحية في شرق حلب.
وبدأ الهجوم بقصف جوي نفذته الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها قبل أكثر من أسبوع عززته فيما بعد حملة برية سعيا للسيطرة على النصف الشرقي المحاصر من المدينة الذي تسيطر عليه المعارضة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان والجيش السوري إن الجيش وحلفاءه تقدموا جنوبا من مخيم حندرات للاجئين شمالي مدينة حلب الذي سيطروا عليه قبل أيام إلى منطقة الشقيف الصناعية.
وقال المرصد إن الضربات الجوية والقصف استمر اليوم الأحد.
وقال زكريا ملاحفجي من جماعة فاستقم المعارضة وتتخذ من حلب قاعدة لها إن اشتباكات وقعت في هذه المنطقة اليوم الأحد.
وقال المرصد إن اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية على طول الخط الأمامي الذي يفصل المدينة إلى قسمين.
وقال الجيش السوري اليوم الأحد إن على مقاتلي المعارضة إخلاء شرق حلب وإنها ستضمن لهم ممرا آمنا والمساعدة اللازمة.
وذكر بيان نقلته وكالة الأنباء السورية عن القيادة العامة للجيش “ندعو جميع المسلحين إلى مغادرة الأحياء الشرقية لمدينة حلب وترك السكان المدنيين يعيشون حياتهم الطبيعية.”
ولحقت أضرار بالمستشفيات وإمدادات المياه في شرق حلب بسبب الحملة الجوية الروسية والسورية العنيفة.
وفرض الحصار على شرق حلب في أوائل يوليو بعدما سيطرت القوات الحكومية على طريق الكاستيلو وهو طريق الإمداد الرئيسي للمنطقة.
وأخفقت محاولات بوساطة دولية لوقف إطلاق النار بهدف السماح بدخول مساعدات إنسانية من الأمم المتحدة لكن جماعات إغاثة دولية ومحلية أخرى جلبت إمدادات محدودة.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبريان إنه يشعر “بقلق عميق من القصف العنيف لشرق حلب” وأكد مجددا دعوات الأمم المتحدة لوقف القتال مؤقتا حتى يتسنى إجلاء من يحتاجون إلى رعاية طبية وإدخال المساعدات الإنسانية.
وأضاف “النظام الصحي على شفا الانهيار التام… يجري صرف المرضى ولا توجد أدوية لعلاج حتى أكثر الأمراض شيوعا.”
وتابع “من المرجح أن يزداد عدد من يحتاجون إلى إجلاء طبي كثيرا خلال الأيام المقبلة في ظل النقص الشديد في المياه النظيفة والغذاء.”
وألحقت الضربات الجوية أضرارا كبيرة بأكبر مركز للرعاية المركزة بشرق حلب أمس السبت فاضطر لإغلاق أبوابه. وقتل اثنان من المرضى.
وقالت الخارجية السورية في بيان نشرته وسائل الإعلام الرسمية إن الدعم الذي يقدمه سلاح الجو الروسي في الصراع الذي دخل عامه السادس أدى إلى “التضييق على المجموعات الإرهابية ويمنع قدر الإمكان انتشار الإرهاب إلى دول أخرى.”
وتصف الحكومة السورية كل الجماعات التي تقاتلها بأنها إرهابية.
المصدر: رويترز