تحدت قبرص اليوم الخميس الضغوط المتزايدة للموافقة على عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا البيضاء خلال قمة زعماء الاتحاد الأوروبي، وحثت حكومات التكتل على معاقبة تركيا كذلك بسبب تنقيبها عن النفط والغاز في البحر المتوسط.
وعلى الرغم من مظاهر الود التي تبدت خلال المصافحة بالمرفقين مع انطلاق القمة في بروكسل، فإن زعماء التكتل الذين ظهروا بالكمامات بسبب جائحة فيروس كورونا وجدوا أنفسهم في مواجهة مع قبرص، أحد أصغر أعضاء الاتحاد الأوروبي، لكسر الجمود المحيط بمسألة فرض عقوبات على روسيا البيضاء.
وقال الرئيس الليتواني جيتاناس نوسيدا عن الانتخابات الرئاسية التي أجريت في التاسع من أغسطس في روسيا البيضاء والتي يقول الغرب والمعارضة إنها مزورة ”من غير اللائق أن يكون هناك وضع (يواجه الاتحاد الأوروبي) دون رد فعل“.
وقال دبلوماسيون إنه بينما شرعت بريطانيا وكندا في فرض عقوبات على مينسك دعما للمظاهرات المؤيدة للديمقراطية هناك، فإن الجمود في الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة كلف التكتل مصداقيته، خاصة وأن القرارات تتخذ بالإجماع.
وقالت مسودة بيان ختامي للقمة إن زعماء الاتحاد الأوروبي يدينون العنف غير المقبول ضد المتظاهرين السلميين في روسيا البيضاء ولا يعترفون بنتائج الانتخابات. وأضافت أنه ينبغي فرض ”إجراءات تقييدية“ دون تأخير.
ولم يتوقف الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، الذي كان يضع كمامة مطرزة بنقش مذهب لجزيرة قبرص، للحديث مع الصحفيين فور وصوله إلى بروكسل، لكنه حصل على دعم من النمسا، التي انتقدت قادة باقي الدول الأعضاء لعدم دعمهم نيقوسيا.
وقال المستشار النمساوي زيباستيان كورتس ”على الاتحاد الأوروبي أن يظهر للرئيس (التركي) أردوغان في النهاية خطوطنا الحمراء. وهذا يعني انهاء محادثات الانضمام وفرض عقوبات“.
وفي وقت سابق في رسالة بمناسبة الذكرى الستين لاستقلال قبرص عن بريطانيا يوم الخميس، اتسم خطاب أناستاسيادس بالتحدي، متهما تركيا بممارسة ”دبلوماسية الزوارق الحربية“ وانتهاك جرفها البحري في البحث عن مكامن النفط والغاز.
وقبل اجتماع الاتحاد الأوروبي حيث تريد قبرص أن يوافق الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على سفن التنقيب التركية قال أناستاسيادس ”ما أتوقعه من قمة المجلس الأوروبي هو موقف أكثر واقعية وفعالية لإنهاء دبلوماسية الزوارق الحربية“.
المصدر: رويترز